نتائج أعمال أرامكو تسجل قفزة تاريخية بأرباح 87.9 مليار دولار في 6 أشهر
الطاقة
سجّلت نتائج أعمال أرامكو السعودية، خلال النصف الأول من العام الحالي، قفزة تاريخية في الأرباح والإيرادات، مدفوعة بارتفاع أسعار النفط.
وكشف بيان للشركة، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، اليوم الأحد، 14 أغسطس/آب 2022، عن ارتفاع أرباح أرامكو إلى 87.9 مليار دولار، بزيادة كبيرة مقارنة بعام 2021، الذي سجلت فيه صافي دخل يقدر بـ47.2 مليار دولار.
جاءت نتائج أعمال أرامكو، -التي تُعَد الأقوى بين شركات النفط الكبرى- خلال النصف الأول من 2022، بدعم من أسعار النفط، التي جرى تداولها قرب أعلى مستوى في 14 عامًا خلال الربع الأول من العام الجاري، مع أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وارتفعت أسعار النفط (خام برنت، وخام غرب تكساس الوسيط) بنحو 44.5% و41% على الترتيب خلال النصف الأول من 2022، بينما سجل الخامان القياسيان مكاسب، خلال الربع الثاني من العام الجاري، بنسبة 6.4% و3.3% على التوالي.
نتائج أعمال أرامكو في النصف الأول من 2022
بحسب بيان صحفي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة؛ فقد ارتفع صافي دخل شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) بنسبة 90% على أساس سنوي، مسجلةً رقمًا قياسيًا جديدًا في الأرباح ربع السنوية منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي في عام 2019.
ويُعزى هذا الارتفاع في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، وزيادة الكميات المبيعة، وارتفاع هوامش أرباح قطاع التكرير.
وحققت أرامكو السعودية صافي دخل ربع سنوي ونصف سنوي قياسيًا بلغ 181.6 مليار ريال سعودي (48.4 مليار دولار أمريكي) في الربع الثاني و329.7 مليار ريال سعودي (87.9 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2022، مقابل 95.5 مليار ريال سعودي (25.5 مليار دولار أمريكي) و176.9 مليار ريال سعودي (47.2 مليار دولار أمريكي)، على التوالي للمدتين نفسهما من عام 2021.
وجاءت هذه الزيادة في هاتين المدتين في المقام الأول نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام، والكميات المبيعة، إلى جانب هوامش الأرباح القوية لقطاع التكرير في الربع الثاني وارتفاع هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في النصف الأول من عام 2022.
وشهدت التدفقات النقدية الحرة زيادة نسبتها 53% لتصل إلى 129.8 مليار ريال سعودي (34.6 مليار دولار أمريكي) في الربع الثاني، و244.7 مليار ريال سعودي (65.2 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2022، مقابل 84.7 مليار ريال سعودي (22.6 مليار دولار أمريكي) و153.2 مليار ريال سعودي (40.9 مليار دولار أمريكي)، على التوالي للمدتين نفسهما من عام 2021.
وتُعزى هذه الزيادة بشكلٍ رئيس إلى ارتفاع السيولة النقدية من الأنشطة التشغيلية.
كما بلغ العائد على متوسط رأس المال المستثمر 31.3% خلال مدتي الربع الثاني والنصف الأول المنتهيتين في 30 يونيو 2022، مقارنة بـ16.7% للمدتين نفسهما من عام 2021؛ ما عكس ذلك ارتفاع أسعار النفط الخام والكميات المبيعة، وتحسّن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
وتواصل الشركة تعزيز مركزها المالي للمحافظة على تصنيف ائتماني عالٍ للاستثمار في مختلف دورات السوق.
وقد انخفضت المديونية إلى 7.9% في 30 يونيو/حزيران 2022، مقارنة بـ14.2% في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع التدفقات النقدية التشغيلية، وذلك بسبب الأرباح القوية وتحسّن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
وتواصل الشركة تحسين تكاليف التمويل؛ حيث سُدِّدَت دفعة مقدمة جزئية إلى صندوق الاستثمارات العامة من الديون الخاصة بصفقة الاستحواذ على حصة 70% في (سابك) في عام 2020.
وقد أدّى ذلك إلى خفض المبالغ الأصلية لسندات الأمر المستحقة بمقدار 45 مليار ريال سعودي (12 مليار دولار أمريكي)، بالإضافة إلى التخفيض البالغ 30 مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار أمريكي) في الربع الأول من عام 2022.
توزيعات أرباح أرامكو السعودية
في البيان الصحفي الخاص بنتائج أعمال أرامكو السعودية، أُعلِنَت توزيعات أرباح بلغت 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار أمريكي) عن الربع الثاني من المقرر دفعها خلال الربع الثالث من عام 2022، وذلك إلى جانب ما أُفصِحَ عنه سابقًا في التقرير السنوي لعام 2021؛ حيث وزّعت الشركة منحة أسهم مجانية على المساهمين خلال الربع الثاني من عام 2022، بمعدل سهم مجاني واحد لكل 10 أسهم مملوكة.
وتهدف الشركة إلى المحافظة على توزيعات أرباح مستدامة ومتزايدة، بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية والنتائج المالية الأساسية.
وارتفعت النفقات الرأسمالية بنسبة 25% إلى 35.1 مليار ريال سعودي (9.4 مليار دولار أمريكي) في الربع الثاني، وبنسبة 8% إلى 63.5 مليار ريال سعودي (16.9 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2022، مقارنة بالمدد نفسها في عام 2021.
وتستمر أرامكو السعودية في استكشاف استثمارات لاغتنام فرص النمو، وإحراز تقدم في التكامل الإستراتيجي لقطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وتوسيع أعمالها في مجال الكيميائيات، وتطوير الفرص المتاحة في الأعمال منخفضة الكربون.
وأعلنت الشركة توزيعات أرباح قدرها 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار أمريكي)، وذلك عن الربع الثاني من عام 2022، من المقرر دفعها خلال الربع الثالث.
نتائج قياسية لأرامكو السعودية
تعليقًا على هذه النتائج، قال رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر: "تعكس نتائجنا القياسية للربع الثاني زيادة الطلب على منتجاتنا، خاصة أننا مورّد منخفض التكلفة ومن بين الأقل في كثافة الانبعاثات الكربونية بأعمال التنقيب والإنتاج في قطاع الطاقة".
وأوضح أنه "رغم استمرار تقلبات الأسواق العالمية، وحالة عدم اليقين القائمة، تؤكد الأحداث التي شهدها النصف الأول من هذا العام نظرتنا بأن مواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة ضرورية من أجل المساعدة في ضمان استمرارية إمداد الأسواق بشكلٍ جيد، وتسهيل عملية التحوّل المنظم للطاقة".
وتوقع "الناصر"، بحسب البيان الصحفي الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن يستمر نمو الطلب على النفط لبقية العقد الجاري، رغم الضغوط الاقتصادية السلبية على التوقعات العالمية في المدى القصير.
"وفي حين أن هناك حاجة حقيقية في الوقت الراهن لضمان أمن إمدادات الطاقة؛ فإن الأهداف المناخية تبقى ذات أهمية بالغة، وذلك ما دعا أرامكو السعودية للعمل على زيادة الإنتاج من مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط الخام والغاز، ومصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق"، بحسب أمين الناصر، تعليقًا على نتائج أعمال أرامكو في النصف الأول من 2022.
وقال إننا "نعمل على تطوير أكبر برنامج رأسمالي في تاريخنا، ونهجنا هو الاستثمار في الطاقة الموثوقة والبتروكيميائيات اللتين يحتاج إليهما العالم، بالإضافة إلى تطوير حلول منخفضة الانبعاثات الكربونية، تساعد في عملية تحوّل الطاقة على نطاق أوسع".
أهم المعلومات التشغيلية لأرامكو السعودية
قدمت الشركة أيضًا أداءً موثوقًا في مجال التنقيب والإنتاج؛ حيث بلغ متوسط إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي يوميًا خلال الربع الثاني من عام 2022.
وتواصل الشركة العمل على زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى المستدامة من النفط الخام من 12 مليون برميل يوميًا إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.
كما حافظت أرامكو السعودية على سجلّها القوي في موثوقية الإمدادات؛ حيث بلغت نسبة موثوقية تسليم شحنات النفط الخام والمنتجات الأخرى 99.8% في الربع الثاني من عام 2022.
وتواصل الشركة إحراز التقدّم في برنامج توسعة شبكة الغاز بهدف زيادة الإنتاج، مع استمرار أعمال الإنشاءات والتصاميم الأولية لمعمل غاز الجافورة، وتبلغ طاقة المعالجة المقررة للمرفق 3.1 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الخام.
ومن المتوقع أن تُطَوَّر أعمال الإنشاءات في المعمل على مرحلتين حتى عام 2027. ويُتوقع أن يبدأ حقل الجافورة الإنتاج في عام 2025، وستزيد شحنات الغاز الطبيعي تدريجيًا لتصل إلى معدل مستدام يبلغ 2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا بحلول عام 2030؛ ما سيوفر اللقيم اللازم لإنتاج الهيدروجين والأمونيا، ويساعد في تلبية الطلب المحلي المتزايد المتوقع على الطاقة.
ومن جهة أخرى، بلغت الشركة مراحل متقدمة من الأعمال الإنشائية لمشروع تخزين الغاز في مكمن الحوية عنيزة، مع اقتراب مرحلة الحقن من الاكتمال.
ومن المتوقع أن يوفّر سعة تخزينية عند اكتماله تصل إلى 2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي لتُضَخ في شبكة الغاز الرئيسة بحلول عام 2024. وهو أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي في باطن الأرض؛ ما يساعد على إدارة التغيرات الموسمية في الطلب، ومن ثَم تحسين استخدام الأصول، وخفض التكاليف.
كما أطلقت أرامكو السعودية بنجاح حاسوب الغوار العملاق1 لمحاكاة المكامن. وهو ثاني أكبر حاسوب عملاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المتوقع أن يزيد عدد عمليات المحاكاة المكتملة؛ ما يمكّن الشركة من استكشاف المزيد من الفرص في نطاق مواردها الحالية.
ومؤخرًا، وقّعت أرامكو السعودية اتفاقية شراء للاستحواذ على حقوق ملكية فالفولين للمنتجات العالمية (فالفولين غلوبال برودكتس) بقيمة 9.94 مليار ريال سعودي (2.65 مليار دولار أمريكي).
وسيتم هذا الاستحواذ الإستراتيجي الطريق الذي تنتهجه أرامكو السعودية بينما يتعلق بزيوت التشحيم؛ حيث ستضيف قيمة لإنتاج الشركة من زيوت الأساس حول العالم، وكذلك ستطوّر قدرتها في البحث والتطوير بهذا المجال، وأيضًا ستمكّن الشركة من الانتفاع بعلاقاتها مع شركات تصنيع المعدات الأصلية. وتخضع هذه الصفقة لشروط الإقفال المعمول بها، بما في ذلك الموافقات النظامية.
كما تمضي أعمال التكامل بين سابك ومجموعة أرامكو السعودية قبل الموعد المحدد لذلك، وتواصل الشركة تحقيق فرص تعاون في العديد من المجالات، تشمل المشتريات وتكامل المنتجات وتحسين اللقيم وأعمال الصيانة، وغيرها. كما أكملت الشركة نقل حقوق شراء منتجات بريفكيم من البوليمرات وجلايكول الإيثلين الأحادي إلى سابك.
في مايو/أيار 2022، بدأت مشروعات التكرير والبتروكيميائيات المشتركة بين أرامكو السعودية وشركة بتروناس الماليزية، المعروفة مجتمعة باسم "بريفكيم"، عملياتها وستصل إلى طاقتها الكاملة التي تبلغ 300 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية العام.
ويوفر استثمار أرامكو السعودية في بريفكيم فرصة توسع في سوق مهمة وسريعة النمو؛ ما يمكّنها من التوسع في مناطق جغرافية جديدة لبيع إنتاجها من النفط الخام.
وفي 15 يونيو/حزيران، نشرت أرامكو السعودية تقرير الاستدامة الأول، الذي يحدد طرق تخطيط الشركة لتحقيق الحياد الصفري للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050.
وتشمل الأهداف الموضحة في التقرير استخلاص واستخدام وتخزين 11 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة التي تهدف إلى توليد 12 غيغاواط كهرباء سنويًا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030، وخفض أو تخفيف أكثر من 50 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، والحدّ من كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 15% على الأقل بحلول عام 2035 مقارنة بخط الأساس لعام 2018.
يأتي ذلك إضافة إلى هدف الشركة لإنتاج 11 مليون طن متري سنويًا من الأمونيا الزرقاء، الناقلة للهيدروجين الأزرق، بحلول عام 2030.
ولتسريع وتيرة تطوير الحلول منخفضة الكربون في قطاع الطاقة، افتتحت أرامكو السعودية -في 27 يونيو- مركز أبحاث أرامكو في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهو مركز يستخدم الذكاء الاصطناعي، والتعلّم الآلي لتطوير طرق مبتكرة لتحقيق اقتصاد قائم على تدوير الكربون.
وأعلنت أرامكو السعودية كذلك توسّعًا كبيرًا في برنامجها للاستثمارات الصناعية (نماءات أرامكو) من خلال 55 اتفاقية ومذكرة تفاهم سارية الآن في قطاعات الاستدامة، والرقمنة، والخدمات الصناعية، والتصنيع، والابتكار الاجتماعي، بهدف خلق فرص العمل، وتوسيع نطاق سلاسل القيمة في مجال الطاقة والكيميائيات بالمملكة. وتسعى الشركة من خلال برنامج "نماءات" إلى توطين سلسلة التوريد الخاصة بها، وضمان ريادتها على صعيد التكلفة والإنتاجية، والاستدامة، والمرونة على المدى البعيد.
الأضخم بين شركات النفط
تُعَد نتائج أعمال أرامكو، الأضخم بين كبرى شركات النفط، التي حققت أرقامًا تاريخية، خلال الربع الثاني من العام الجاري، بدعم من استمرار الاتجاه الصعودي في أسعار الخام والغاز الطبيعي.
وحققت شركات النفط ارتفاعًا بأكثر من الضعف على الأقلّ، خلال الربع الثاني من 2022، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خلال الربع الثاني من 2022، حققت شركة شل أرباحًا تجاوزت 18 مليار دولار، ارتفاعًا من 3.428 مليار دولار خلال المدة نفسها من العام الماضي، بينما صعد صافي دخل شركة إكسون موبيل 4 أضعاف إلى 17.85 مليار دولار من 4.69 مليار دولار في 2021.
وحققت شركة شيفرون الأميركية 11.62 مليار دولار أرباحًا، خلال المدة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران 2022، وهو ما يُعَد أكبر أرباح فصلية على الإطلاق في تاريخها.
في الوقت نفسه، ارتفع صافي الربح لشركة النفط البريطانية بي بي إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، مسجلة 8.45 مليار دولار خلال الربع الثاني، مقارنة بـ2.8 مليار دولار خلال المدّة نفسها من 2021.
وصعدت أرباح شركة توتال إنرجي الفرنسية إلى 5.69 مليار دولار، وهو ما يمثل 3 مرات على أساس سنوي مقابل 2.21 مليار دولار في الربع الثاني من العام الماضي.
وحققت شركة إيني الإيطالية صافي دخل قدره 3.89 مليار دولار في الربع الثاني، ارتفاعًا من 252 مليون دولار خلال المدّة نفسها من 2021.
موضوعات متعلقة..
- نتائج أعمال أرامكو.. الأرباح تقفز إلى 39.5 مليار دولار في الربع الأول
- نتائج أعمال أرامكو في 2021.. قفزة تاريخية بـ110 مليارات دولار
اقرأ ايضًا..
- نفط قازاخستان يتدفق إلى الأسواق العالمية عبر أذربيجان متخطيًا روسيا
- الغاز المغربي يجذب المزيد من الشركات البريطانية للبحث والاستكشاف