الاستثمار في تحول الطاقة الكامل يؤتي ثماره خلال 6 سنوات (دراسة)
نوار صبح
أظهرت دراسة جديدة -أجراها الباحث في جامعة ستانفورد الأميركية مارك جاكوبسون- إمكان تحقيق تحوّل الطاقة في 145 دولة، لتلبية جميع احتياجاتها التجارية المعتادة من الكهرباء، وذلك بالتوجه إلى طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء.
وأشار الباحث إلى أن الطاقة منخفضة التكلفة والمزايا الأخرى تعني أن الاستثمار المطلوب لتحوُّل الطاقة يُؤتي ثماره في غضون 6 سنوات، في جميع البلدان التي خضعت للدراسة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتقدِّر الدراسة أن مثل هذا التحول في جميع أنحاء العالم من شأنه أن يخلق 28 مليون وظيفة أكثر من الوظائف المفقودة، حسبما نشرت مجلة "بي في ماغازين" (pv-magazine) في 10 أغسطس/آب الجاري.
ونظرًا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة أصبحت تمثل جزءًا أكبر من مزيج الطاقة في جميع أنحاء العالم، ومع وضع أهداف لزيادة هذا المزيج، يبرز الكثير من المخاوف بشأن التكلفة التي ستترتب على التغيير الجذري لأنظمة الطاقة في العالم.
وعلاوة على ذلك، تثير الطبيعة المتقطعة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية مخاوف بشأن نقص الإمدادات واحتمال انقطاع التيار الكهربائي.
تحول الطاقة يقلل التكاليف
وقال الباحث في جامعة ستانفورد الأميركية، مارك جاكوبسون، إنه بالنسبة إلى 145 دولة، فإن تحول الطاقة الكامل إلى طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء سيسترد تكاليفه ويُؤتي ثماره في غضون 6 سنوات.
وأوضح أن تكاليف تحول الطاقة الكامل إلى المصادر المتجددة تُعدّ أقل من تكاليف الاستمرار في تشغيل أنظمة الكهرباء الحالية.
وأضاف أن الطاقات الشمسية والرياح والمياه تخفّض سعة الاستخدام النهائي بنسبة 56.4%، في جميع أنحاء العالم، وتخفض تكاليف الطاقة السنوية الخاصة بنسبة 62.7% (من 17.8 إلى 6.6 تريليون دولار أميركي).
وأشار إلى أن تحول الطاقة يخفّض تكاليف الطاقة السنوية الاجتماعية (القطاع الخاص والصحة والمناخ) بنسبة 92.0%، من 83.2 إلى 6.6 تريليون دولار أميركي سنويًا عن التكلفة بالقيمة الحالية التي تبلغ 61.5 تريليون دولار، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ووصف جاكوبسون النموذج الوارد في دراسة "حلول منخفضة التكلفة للاحتباس الحراري وتلوث الهواء وانعدام أمن الطاقة لـ 145 دولة"، الذي نشرته مؤخرًا مجلة (إنرجي آند إنفيرونمنتال ساينس) البريطانية.
الحواجز الإلكترونية وتحول الطاقة الكامل
يعتمد النموذج على عمل جاكوبسون السابق من خلال إضافة بلدان جديدة، وبيانات محدَّثة لاستهلاك الطاقة من جميع المناطق، وحسابات للتعامل مع الضبابية في السعر المستقبلي لتخزين كهرباء البطاريات، والدور الذي ستؤديه وتطوير تقنيات جديدة مثل الربط من السيارة إلى الشبكة.
وعلى الرغم من هذه الشكوك، فإن جاكوبسون متأكد من أن الحواجز التكنولوجية لا تمثّل عقبة رئيسة أمام تحول الطاقة الكامل.
وقال إن نحو 95% من التقنيات اللازمة لتنفيذ الخطط المقترحة سُوّقت حاليًا.
ووجدت الدراسة أنه في حين أن فقدان الوظائف سيحصل في قطاعات التعدين والوقود الأحفوري، ستُنشأ 28 مليون وظيفة إضافية مقارنة بالوظائف المفقودة بصفة عامة.
ومن المتوقع أن تشهد روسيا وكندا وأجزاء من أفريقيا فقط خسائر في الوظائف نتيجة لذلك، إذ تعتمد اقتصادات هذه المناطق على الوقود الأحفوري بصفة كبيرة.
تحديات تحول الطاقة
على الرغم من أن الدراسة تقدّم دليلًا واضحًا على أن التحول الكامل إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% ممكن تقنيًا واقتصاديًا، يحذر الباحث في جامعة ستانفورد الأميركية مارك جاكوبسون، من أن الكثير من الضبابية لا تزال قائمة.
وقال إن أحد أبرز أوجه الضبابية يتمثّل في إمكان توظيف الإرادة السياسية الكافية للتأثير في التحول بالسرعة المطلوبة.
وأكد أنه في ظل تلك الإرادة، فإن تحول العالم بالكامل إلى الطاقة النظيفة والمتجددة سيقلل بصفة كبيرة من احتياجات الطاقة والتكاليف ومعدل الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء والاحترار العالمي وانعدام أمن الطاقة، بالإضافة إلى خلق وظائف تزيد عما يوفره سيناريو العمل المعتاد.
اقرأ أيضًا..
- أداء قطاع النفط والغاز في عمان خلال 6 أشهر (إنفوغرافيك)
- أرباح صناعة طاقة الرياح تواجه ضغوطًا كبيرة مع ارتفاع التكاليف (تقرير)
- رفع حظر التكسير الهيدروليكي يثير جدلًا سياسيًا في ألمانيا