أخبار الغازرئيسيةغاز

مخاوف حظر صادرات الغاز المسال تدفع الشركات الأسترالية إلى التحرك

دينا قدري

تسعى شركات الغاز الأسترالية إلى تجنّب التدخل الحكومي في صادرات الغاز المسال لتأمين إمدادات الغاز المحلية، ما دفعها إلى إعلان إطلاق مشروعات لتهدئة الوضع.

إذ طالب مستهلكو الغاز في أستراليا ببذل المزيد من الجهد لضمان قيام منتجي الغاز بتزويد الأسواق المحلية قبل التصدير، قبل اجتماع وزاري اليوم الجمعة (12 أغسطس/آب).

واستجابت صناعة الغاز بالإعلان عن مبادرات الغاز المحلية التي ستجلب إمدادات إضافية إلى سوق الساحل الشرقي، دون حاجة البلاد إلى استدعاء آلية أمن الغاز المحلي الأسترالية، التي تحوّل الغاز من صادرات الغاز المسال إلى الاستخدام المحلي.

وفي هذه الأثناء، رفضت ولاية أسترالية طلب إحدى شركات الطاقة للمساعدة في محطة لاستيراد الغاز المسال، من خلال الموافقة على استخدام المحطة لتأمين إمدادات الغاز المحلية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

عجز الإمدادات.. حقيقة أم مزاعم؟

تتعرض الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات لضغوط لتأمين إمدادات الغاز دون التسبب في أضرار جسيمة لشركاء أستراليا التجاريين الدوليين، من خلال سحب الغاز المخصص لتصدير الغاز المسال، في وقت تشهد فيه سوق الطاقة العالمية حالة من التقلب نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب ما نقلته منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).

ويستفيد المطوّرون الأستراليون من هذه المعضلة السياسية للدفع من أجل منح موافقات على المشروعات في أسرع وقت ممكن، بينما يسعون أيضًا لثني الحكومة عن فرض إمدادات الغاز المحلية.

إذ رفضت شركات النفط والغاز مزاعم شحّ الغاز المسال في أسواق أستراليا، التي حذّرت منها لجنة حماية المنافسة والمستهلكين، الأسبوع الماضي، والذي يدفع الحكومة إلى اتجاه قرار بشأن حظر الصادرات.

إلّا إنه بغضّ النظر عن مدى سرعة الموافقات، فإن مشروعات الإمداد المحلية هذه لن تدخل الخدمة بالسرعة الكافية لتلبية العجز الذي توقعته لجنة المنافسة والمستهلكين للساحل الشرقي في عام 2023.

مشروعات الغاز المسال في أستراليا

في هذا السياق، أعلنت شركة سينكس المنتجة للغاز، التي استحوذت عليها شركة بوسكو الكورية الجنوبية وشركة هانكوك الأسترالية الخاصة، أنها ستستثمر مليار دولار أسترالي (707 ملايين دولار أميركي) لزيادة إنتاج الغاز في حقلي أطلس وروما نورث في كوينزلاند، بدءًا من عام 2024.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سينكس، إيان ديفيز: "مع وجود الموافقات التنظيمية اللازمة، يُمكن لشركة سينكس إطلاق المزيد من الغاز الذي يحتاجه الأستراليون".

وتأمل شركة سانتوس الأسترالية أيضًا في الحصول على موافقة سريعة لضمّ خط أنابيب هانتر -الذي جرى الاستحواذ عليه حديثًا- إلى مشروع غاز نارابري المثير للجدل في نيو ساوث ويلز، ما يوفر للشركة مسارًا إلى السوق المحلية.

وأشارت سانتوس إلى ذلك عند الإعلان عن استحواذها على خط الأنابيب، الذي وصفته بأنه خطوة مهمة لمشروع نارابري في حال الحصول على جميع الموافقات المعلقة.

وتقوم كل من سانتوس وسينكس بتوريد الغاز إلى منشأة تصدير غلادستون للغاز الطبيعي المسال، التي تبلغ طاقتها 7.8 مليون طن سنويًا في كوينزلاند؛ وتُعدّ سانتوس هي المشغّل بحصّة 30%.

كلاهما له مصلحة في تقليل تدخّل أستراليا في سوق غاز الساحل الشرقي وقدرته على إمداد صناعة تصدير الغاز المسال، مع الضغط من أجل الحصول على موافقات سريعة للمشروعات المحلية.

الغاز المسال
محطة لاستيراد الغاز المسال - الصورة من موقع شركة سكوادرون إنرجي

الحكومة ترفض مساعدة الشركات

من جانبها، انتقدت ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، اليوم الخميس (11 أغسطس/آب)، اقتراحًا للمساعدة الحكومية لتأمين واردات الغاز من خلال محطة استيراد يبنيها أغنى رجل في البلاد لتجنّب عجز متوقع في عام 2023، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

إذ حذّرت هيئة مراقبة المنافسة الأسترالية، الأسبوع الماضي، من أن الولايات الجنوبية في البلاد تواجه أزمة إمدادات الغاز في عام 2023، ومن المقرر أن يناقش وزير الطاقة كريس بوين ونظراؤه في الولايات هذه القضية في اجتماع يوم الجمعة.

وقبل الاجتماع، كتبت شركة سكوادرون إنرجي -التي يمتلكها الملياردير أندرو فورست- رسالة إلى وزراء الطاقة هذا الأسبوع، تعرض فيها تسريع تطوير محطة استيراد الغاز المسال، التي تبنيها في نيو ساوث ويلز.

وأكدت الشركة أنها قد تكون جاهزة في منتصف عام 2023، إذا وافقت جهة حكومية على استخدام المحطة لتأمين إمدادات الغاز، حسبما صرّح متحدث باسم الشركة.

التنافس في سوق الغاز الأسترالية

قال مشغّل سوق الطاقة الأسترالي، إن محطة استيراد الغاز المسال في ميناء كيمبلا التابعة لـ سكوادرون ستكون ضرورية لتعزيز إمدادات الغاز في الولاية، إلّا إن الشركة فشلت حتى الآن في تسجيل عدد كافٍ من العملاء لاستكمال المشروع.

وردًا على اقتراح سكوادرون، قالت حكومة نيو ساوث ويلز، إن الشركة يجب أن تكون قادرة على إيجاد عملاء لمشروع الغاز المسال في السوق، وليس الاعتماد على المساعدة الحكومية.

وقالت دائرة التخطيط والبيئة في الولاية -في رسالة إلى رويترز-: "نظرًا للاهتمام القوي من العملاء التجاريين والصناعيين بإمدادات الغاز المستقرة وميسورة التكلفة، يبدو أن هناك فرصًا كبيرة حالية في السوق لشركة سكوادرون إنرجي للوفاء بالحدّ الأدنى من التزامات الإمداد؛ للمضي قدمًا في مشروع ميناء كيمبلا".

حاولت الشركة أن تستقطب كبار تجّار التجزئة في مجال الطاقة في البلاد، بما في ذلك أوريجين إنرجي، لاستخدام محطة ميناء كيمبلا لاستيراد الغاز، لكن شركة إنرجي أستراليا فقط هي التي اشتركت حتى الآن.

وقالت أوريجين، إنها لم تسجل لاستخدام محطة الغاز المسال، لأن هناك مصادر أرخص متاحة لإمدادات الغاز المحلية؛ ما يوّفر فرصة أفضل للحفاظ على أسعار الغاز منخفضة لعملائها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق