أظهرت أحدث البيانات أن شركة كورال إنرجي الإماراتية على رأس قائمة أكبر مصدّري زيت الوقود إلى باكستان، وذلك منذ لجوئها إلى النفط ومشتقاته منذ يوليو/تموز (2021)، بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال.
وخلال الأشهر الأخيرة، باتت الشركة -التي تتخذ من دبي مقرًا لها- أكبر مورّد في باكستان، بعد الفوز بعدد كبير من العطاءات التي طرحتها شركة النفط الحكومية الباكستانية (بي إس أو)، حسب بيانات وكالة رويترز.
وقال متحدث باسم وزارة الطاقة الباكستانية، إن شركة كورال إنرجي فازت بمناقصات لبيع 8 شحنات من زيت الوقود إلى شركة النفط الحكومية، خلال المدة من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب (2022)، ويعادل ذلك أكثر من 475 ألف طن من زيت الوقود.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الغاز المسال أدى إلى زيادة الطلب في الدولة الواقعة بجنوب آسيا على النفط لتوليد الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات كورال إنرجي
وفقًا لبيانات المجلس الاستشاري لشركات النفط في باكستان، استوردت البلاد نحو 992 ألفًا و500 طن من زيت الوقود، في النصف الأول من عام 2022.
وصرّح المتحدث باسم شركة النفط الحكومية أن الشركة بدأت في شراء زيت الوقود من كورال إنرجي خلال عام 2022، إذ أصبحت المورّد الرئيس للشركة الباكستانية خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب (2022).
وأضاف أن كورال إنرجي باعت آخر شحنتين من زيت الوقود عالي الكبريت إلى شركة النفط الحكومية لتسليمهما خلال النصف الأول من شهر أغسطس/آب (2022)، بعلاوة سعرية قدرها 77 دولارًا للطن عن الأسعار المعروضة بالشرق الأوسط على أساس التكلفة والشحن.
وأظهرت البيانات أن شركتي فيتول وبي بي إنرجي شاركتا بدور فعّال في السابق بمناقصات زيت الوقود الخاصة بشركة النفط الحكومية.
كما إن شركة كورال إنرجي تتطلع إلى توسيع أنشطتها التجارية عبر آسيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يتعلق بإمدادات النصف الثاني من أغسطس/آب (2022)، قدّمت كورال إنرجي في مناقصات شركة النفط الحكومية 3 عروض لشحنات زيت الوقود عالي الكبريت، وعرضًا واحدًا لزيت الوقود منخفض الكبريت، ولم تكشف الشركة الباكستانية تفاصيل تؤكد شراء أيّ من هذه الشحنات.
واردات زيت الوقود
سلّطت عودة الطلب على زيت الوقود الضوء على أزمة الطاقة التي تواجه البلاد، وبطء جهودها الرامية للتحول إلى وقود أنظف.
وأظهرت بيانات البنك المركزي، الأسبوع الماضي، أن الواردات وعمليات الشراء المتعلقة بالنفط في باكستان سجلت مستويات شهرية قياسية، وكانت مدفوعة بزيادة الطلب على الكهرباء خلال فصل الصيف.
بينما تضاءلت احتياطيات باكستان من النقد الأجنبي، وتعاني البلاد لتمويل العجز المتزايد في الحساب الجاري، وسط تسارع انخفاض قيمة العملة.
وسبق أن كشف المزوّد لبيانات السوق المالية والبنية التحتية، ريفينيتيف، أن واردات باكستان الشهرية من زيت الوقود ستصل إلى أعلى مستوياتها في 4 سنوات خلال يونيو/حزيران (2022).
وكانت البلاد قد خفضت واردات زيت الوقود منذ النصف الثاني من عام 2018، بعد انخفاض أسعار الغاز المسال، لكن مع ارتفاع الأسعار في عام 2021، عادت إلى النفط.
وكشفت البيانات أن واردات البلاد من زيت الوقود قد ترتفع إلى نحو 700 ألف طن في يونيو/حزيران (2022)، بعدما وصلت إلى 630 ألف طن في شهر مايو/أيار (2022)، وبلغت الواردات ذروتها عند 680 ألف طن في مايو/أيار (2018)، و841 ألف طن في يونيو/حزيران (2017).
وقال متحدث باسم وزارة الطاقة الباكستانية -آنذاك-، إن الأسعار العالمية كانت السبب لزيادة واردات زيت الوقود.
أسعار الغاز المسال
من جهة أخرى، أدى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى ارتفاع الأسعار الفورية للغاز المسال في آسيا.
وتلقّت شركة باكستان للغاز المسال عرضًا واحدًا من شركة قطر للطاقة في محاولتها لشراء 4 شحنات من الغاز المسال لتسليم يوليو/تموز (2022)، لكن التكلفة الباهظة حالت دون التوصل لاتفاق.
وعززت الظروف المناخية التي تواجه البلاد الطلب، ومن المتوقع استمرار ارتفاع الطلب حتى منتصف سبتمبر/أيلول (2022).
اقرأ أيضًا..
- نقص إمدادات الطاقة.. كيف أثر على الأوروبيين وغير حياتهم؟ (تقرير)
- شركتان يابانيتان تخفضان حصتهما في سخالين 2.. هل نجحت الضغوط الروسية؟ (تقرير)
- كيف تدعم السندات الخضراء تحول الطاقة في الهند؟