انقطاع التيار الكهربائي يهدد سكان كوبا.. في أغسطس
مرتين أسبوعيًا في أوقات الذروة
تتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في كوبا وسط ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، واشتعال الغضب الشعبي، في ظل نقص حاد في إمدادات الوقود وتهالك محطات الطاقة، حسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وتشّكل أزمة الطاقة مصدر قلق خاصًا للمسؤولين الحكوميين بعد الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي، وهي الأكبر منذ الثورة الكوبية، التي بدأت لأول مرة بعد أن سئم السكان من الانقطاع المتكرر للكهرباء.
وتستعد العاصمة "هافانا" لانقطاع التيار الكهربائي في أغسطس/آب المقبل، ما أجبرها على إلغاء كرنفال احتفالي كان من المقرر عقده الشهر المقبل، واتخاذ إجراءات أخرى من بينها العمل من المنزل وإغلاق المصالح الحكومية وتقليص استهلاك الطاقة، وفقًا لرويترز.
انقطاع التيار الكهربائي عن هافانا
تُعد العاصمة هافانا -التي يقطنها خُمس سكان الدولة، البالغ عددهم 11.2 مليون نسمة- مركز النشاط الاقتصادي في كوبا، إذ نجت من انقطاع التيار الكهربائي اليومي لمدة 4 ساعات أو أكثر، الذي عانته باقي الجزيرة.
وأشعل انقطاع التيار بعض الاحتجاجات المحلية الصغيرة خلال موسم الصيف الحالي، وقبل عام في يوليو/تموز 2021، أجج يومًا من الاضطرابات غير المسبوقة في جميع أنحاء البلاد مع تفاقم حالة الاستياء.
وفي الوقت الحالي، يشير جدول انقطاع التيار الكهربائي إلى أن كل بلدية من بلديات هافانا الـ6 ستعاني غياب التيار كل 3 أيام، خلال ساعات الذروة في منتصف النهار.
ويعكس غياب الكهرباء أزمة اقتصادية عميقة بدأت بفرض عقوبات أميركية قاسية على الجزيرة في عام 2019، وازدادت سوءًا مع وباء كورونا الذي دمّر السياحة، ثم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكشف ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والشحن عن حجم الاعتماد الكوبي على الواردات من الخارج ومواطن الضعف مثل البنية التحتية المتدهورة، وانخفض اقتصاد البلاد بنسبة 10.9% في عام 2020، وتعافى بنسبة 1.3% فقط في العام الماضي (2021).
ويعاني الكوبيون منذ أكثر من عامين نقص الغذاء والدواء، والانتظار في طوابير طويلة لشراء السلع الشحيحة وارتفاع الأسعار ومشكلات النقل.
محطات الطاقة المتهالكة
زاد انقطاع التيار الكهربائي من حدة المعاناة، ما أدى إلى نزوح أكثر من 150 ألف كوبي منذ أكتوبر/تشرين الأول (2021) إلى الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
وقال مدير برنامج الطاقة والبيئة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في جامعة تكساس، غورغي بينون، إن شبكة الكهرباء بأكملها كانت على وشك الانهيار بعد الحرائق الأخيرة في اثنتين من 20 محطة متهالكة، مع تعطُّل المحطات الأخرى باستمرار.
وأضاف بينون: "أن انقطاع التيار الكهربائي المُعلن عنه ضرورة لتجنُّب الانهيار التام المحتمل للشبكة".
وقال وزير الطاقة والتعدين، ليفان أرونتي كروز، إن الانقطاع سيستمر خلال الصيف، مؤكدًا أن هناك حلولًا للأزمة، لكنها ليست فورية.
وقال المسؤولون الكوبيون، إن العقوبات الأميركية -التي زادت بشكل كبير خلال إدارة ترمب وأُبقي عليها في عهد الرئيس بايدن- جعلت شراء قطع الغيار والوقود لمحطات الطاقة أمرًا صعبًا ومكلفًا.
لكن بينون يرى أن الحكومة الكوبية تنتج كميات أقل من النفط الخام الذي تحتاجه لتشغيل محطات الطاقة في الجزيرة، بحسب موقع سي إن إن.
الطاقة المتجددة
لم تؤتِ الاستثمارات في الطاقة المتجددة ثمارها حتى الآن، وقال بينون، إن مشروعًا صينيًا مقترحا لبناء مزرعة رياح تأخر، وإن مشروعًا بريطانيًا لتحويل بقايا طحن قصب السكر إلى وقود عاقه ضعف الحصاد الأخير، وهو الأسوأ في كوبا منذ أكثر من 100 عام.
وتهدف الدولة الواقعة في منطقة الكاريبي إلى رفع حصة إسهام الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 24% بحلول عام 2030.
ولتحقيق هذا الهدف، تبحث كوبا إضافة 755 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و633 ميغاواط من طاقة الرياح، و57 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، إلى مزيج الكهرباء الخاص بها بحلول نهاية العقد.
موضوعات متعلقة..
- الهند تدعم مشروعات الطاقة الشمسية في كوبا
- سوق بطاريات تخزين الكهرباء عالميًا قد تصل لـ500 غيغاواط (تقرير)
- الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة يزيدان من معاناة الدول النامية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- المجر تتجنّب أزمة وقود وشيكة بتقليص الاستهلاك وفرض ضرائب استثنائية
- شركات النفط الأميركية تُنعش خزائنها على حساب المستهلكين (تقرير)
- الطاقة الخضراء تشهد مشروعات جديدة في الهند.. منها أكبر محطة شمسية