الغاز المسال الأميركي ينقذ تايلاند في صفقة ضخمة لمدة 20 عامًا
ضمن اتفاق يدخل حيز التنفيذ عام 2026
هبة مصطفى
تستعد إمدادات الغاز المسال الأميركي لإنقاذ تايلاند من أزمة طاقة تفاقمت حدتها عقب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 5 أشهر، بصفقة ضخمة أُعلنت ملامحها اليوم الثلاثاء 26 يوليو/تموز.
ويأتي ذلك في حين تواصل أميركا طرح نفسها مصدرًا بديلًا لإمدادات الطاقة الروسية خاصة الغاز، وتسعى لتعويض الأسواق الأوروبية والآسيوية في ظل غياب التدفقات من موسكو، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن شأن اتفاقية البيع والشراء الموقعة اليوم بين شركتي شينير الأميركية و"بي تي تي" المملوكة للدولة في تايلاند، أن تدخل حيز التنفيذ في غضون 4 أعوام، وفق ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
تفاصيل الاتفاق
بموجب الاتفاقية المقرر دخولها حيز التنفيذ عام 2026، تزود شركة شينير إنرجي نظيرتها "بي تي تي" التايلاندية بمليون طن سنويًا من الغاز المسال الأميركي ولمدة تصل إلى 20 عامًا.
وتتولى محطة كوربس كريستي لإسالة الغاز التابعة لشركة شينير الأميركية توفير الإمدادات ونقلها إلى تايلاند مع مراعاة تحديد الاتفاقية لسعر الشراء، وفق مفهوم "هنري هاب" للعرض والطلب برسوم ثابتة للإسالة.
ورأى الرئيس التنفيذي لشركة شينير، جاك فوسكو، أن اتفاقية البيع والشراء الموقعة اليوم تُعد أول التعاقدات للمنتجين الأميركيين مع شركة "بي تي تي" المملوكة للدولة في تايلاند، وتشكل انعكاسًا للطلب العالمي على الغاز المسال بموجب تعاقدات طويلة الأجل.
وأضاف فوسكو أن مثل تلك التعاقدات يمكنها كشف حجم تأثير الدور الذي تؤديه تلك الإمدادات في العقود المقبلة باقتصادات الدول النامية، بحسب ما نقلته عنه صحيفة بيزنس واير.
وأوضح أن شركة "بي تي تي" التايلاندية تملك أولى محطات استيراد الغاز المسال في الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا وتعكف على تطويرها وتشغيلها.
- أسعار الغاز الطبيعي المسال تهدد تايلاند بأزمة طاقة حادة
- شينير إنرجي تدعم قدرات الغاز المسال الأميركية
- خبير يحذر: الغاز الطبيعي المسال الأميركي فخ يهدد آسيا
أزمة الطاقة في تايلاند
جاءت صفقة الغاز المسال الأميركي في توقيت بالغ الأهمية لتايلاند؛ إذ إنها تقع ضمن دائرة الدول الآسيوية المتأثرة بالغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
ودفعت تلك الأسعار بانكوك إلى خفض معدل وارداتها من الغاز وامتنعت الشركات التابعة للدولة عن الشراء من السوق الفورية التي سجلت أسعارها أرقامًا جنونية؛ ما ينذر بنقص وشيك في إمدادات الوقود بالبلاد.
وأبدت شركات الطاقة استعدادها لشراء بدائل أقل ثمنًا من الغاز بتعزيز وارداتها من الديزل وزيت الوقود، لكن شكوكًا قد حامت حول مدى قدرة الإمدادات البديلة على تعويض غياب تدفقات الغاز المسال.
وجاءت إمدادات الغاز المسال الأميركي في صورة "مُنقذ" لأزمة الطاقة التايلاندية، لا سيما أن شركة شينير الشريكة في الصفقة المعلنة اليوم قد أبدت -قبل شهر تقريبًا- موافقتها على توسعة محطة كوربوس كريستي للإسالة الواقعة في ولاية تكساس.
وأكدت أن تلك التوسعات تهدف إلى زيادة القدرات الأميركية لتلبية الطلب على الغاز الذي يشهد نموًا أوروبيًا متصاعدًا مع اقتراب فصل الشتاء، وخصصت لتلك الخطوة 8 مليارات دولار لتتمكن المحطة من استئناف التصدير عام 2025.
اقرأ أيضًا..
- مختص عالمي للطاقة هذه الدول العربية مرشحة للريادة في الهيدروجين.. والطلب على النفط والغاز سيظل ثابتًا (حوار)
- سعة الطاقة الكهرومائية المضافة خلال 2021.. الصين في الصدارة (إنفوغرافيك)
- أوروبا تقر خطة لخفض استخدام الغاز في الشتاء.. والاستثناءات تهدد الصفقة