أنس الحجي: السعودية ودول الخليج تستطيع زيادة صادرات النفط دون رفع الإنتاج
أحمد بدر
قال مستشار تحرير الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يحصل على وعد بزيادة إنتاج النفط خلال زيارته للسعودية مؤخرًا، والتي ما زال أثرها في أسواق الطاقة العالمية معدومًا حتى الآن، ولكن إدارته مضطرة إلى طمأنة الأميركيين بأن المملكة ستزيد الإنتاج.
وأضاف الحجي، في حلقة "أنسيات الطاقة" في موقع تويتر، والتي جاءت بعنوان "زيارة بايدن للسعودية ومستجدات أزمة الطاقة في أوروبا": "يصرّ مستشارو الرئيس الأميركي على أن هناك وعودًا بزيادة إنتاج النفط من جانب السعودية، وتفسيري لهذا الأمر -وهو تحليلي، وليس معلومات حصلتُ عليها- أنه كان هناك حديث بين المستشارين، وربما قبل الزيارة، أن السعودية جزء من منظومة أوبك+، ولا يمكنها منح بايدن أيّ وعود دون الرجوع إلى أوبك+ التي ستعقد اجتماعها في 3 أغسطس/آب".
وتابع: "من ثم، فإن السعوديين قالوا للأميركيين، إنهم لديهم بالفعل خطة لزيادة الإنتاج ستلتزم بها المملكة، ولا يمكن تجاوز الخطة إلّا بموافقة أوبك+، ولكن هناك اجتماع قادم (وسنرى)، وبما أن الجميع يعرفون أن الاجتماع القادم سيشهد الالتزام بالخطة وزيادة الإنتاج المقررة، فإن الأميركيين استنتجوا أن المملكة سترفع الإنتاج، وهو تحصيل حاصل، لأن الزيادة ستحدث، سواء ذهب بايدن للسعودية أم لم يذهب".
هل ستكون هناك زيادات أخرى؟
طرح مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، سؤالًا حول إمكان وجود زيادات أخرى في إنتاج النفط، مجيبًا بأنه في حالة زيادة الطلب على النفط في الأسواق العالمية خلال الربع الرابع من العام الجاري، وهو أمر مألوف الحدوث في الربع الرابع سنويًا، يمكن لبعض دول أوبك، بما فيها دول الخليج، زيادة الإمدادات.
وأردف: "أقول هنا الإمدادات، وليس الإنتاج، لأن الإمدادات تختلف عن الإنتاج، فهي جزء منه، ويمكن أن تتوفر من المخزون أو من الاستهلاك المحلي الداخلي الذي عادة ما يزيد في الصيف، ثم ينخفض بشكل كبير في النصف الثاني من سبتمبر/أيلول، ومن ثم يمكن تحويله إلى صادرات".
وقال الدكتور أنس الحجي، إن السعودية ودول الخليج الأخرى تستطيع زيادة الإمدادات دون زيادة إنتاج النفط، ودون الإخلال باتفاقية أوبك+، لأن الاتفاقية تتعلق بالإنتاج، ولا تتعلق بالإمدادات.
غياب ملف الطاقة النووية
أضاف الدكتور أنس الحجي: "ما نراه الآن من آثار زيارة بايدن للسعودية، أن الأميركيين من الواضح أنهم اطّلعوا على خطط السعودية في محاربة التغير المناخي، خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وما كنا نتوقعه ولم يحدث، هو موضوع الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، ويبدو أن هناك (بعض الكلام) عن الموضوع، ولكن لم تكن هناك عقود".
وأوضح أن بعضهم يرون أن توقيع عقود تتعلق بالطاقة النووية مع الأميركيين، سيكون هو الأمر المستغرب، ورأيهم هو أن السعودية يمكنها أن تحصل على مفاعلات الطاقة النووية من روسيا وكوريا الجنوبية ببساطة ودون أيّ قيود.
في المقابل، وفق الحجي، فإن القوانين الأميركية صعبة جدًا فيما يتعلق بمنح الشركات الخاصة الموافقات، إذ إن أيّ عقد نووي مع السعودية يتطلب موافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ، وموقف المجلسين معروف من المملكة.
زيادة الطاقة الإنتاجية في السعودية
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، إن الجميع سمعوا إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة ستزيد طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًا.
وأوضح أن السياق الذي جاء فيه هذا الكلام مهم، ويجب أن يدركه الجميع، وأول أمر هو أن السعودية لا تنكر التغير المناخي، والأمر الثاني أنها تتعاون مع دول أخرى لمحاربة تغير المناخ، بجانب تغيير سياستها الداخلية للغرض نفسه، لذلك فإن الأمر لا يتعلق بالدفاع عن النفط أو عن دولة نفطية، وهو أول شيء تأكَّد من كلام ولي العهد.
الأمر الآخر، وفق الحجي، أن محاربة التغير المناخي تتطلب تحقيق أمن الطاقة، الذي يحتاج بدوره إلى استخدام كل مصادر الطاقة، بما فيها الوقود الأحفوري، ومن ثم فإن التركيز على "بعض" مصادر الطاقة يخلق أزمات تؤدي إلى أزمات اقتصادية كبيرة، منها التضخم وزيادة معدلات البطالة وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وتابع الدكتور أنس الحجي: "الإشكالية هنا أن الدول الغربية تبنّت سياسات خاطئة، خفضت الاستثمار في مصادر الطاقة المختلفة، والمطلوب في محاربة تغير المناخ هو زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المختلفة، ولأننا في حاجة لذلك، ستزيد المملكة استثماراتها لزيادة الطاقة الإنتاجية من 12 إلى 13 مليون برميل يوميًا، ومن ثم سنكون قد قمنا بواجبنا، والباقي عليكم".
ونبّه بأنه في حال حدوث أزمة طاقة في المستقبل، لن يكون هناك لوم على السعودية، لأنها ستكون قد قامت بواجبها، بينما لم تؤدّ الدول الغربية واجبها الذي عليها القيام به، لافتًا إلى أن الحديث هنا عن الطاقة الإنتاجية، وليس عن زيادة إنتاج النفط، وهناك فارق بين الأمرين.
اقرأ أيضًا..
- من أين يستورد المغرب الغاز المسال؟.. مصادر تجيب عن الصفقة المنتظرة
- محطة أدنوك للغاز المسال في الفجيرة قد تكون وجهة عالمية
- أمين عام جيبكا: البتروكيماويات في الخليج تستفيد من التغيرات الجيوسياسية (تقرير)
- أوبك: صناعة النفط والغاز "تحت الحصار".. ونحتاج نفط إيران وفنزويلا