صادرات النفط الأميركي إلى أوروبا تتجاوز آسيا لأول مرة منذ 6 سنوات
دينا قدري
تفوّقت أوروبا على آسيا لتصبح أكبر مستهلكي النفط الأميركي لأول مرة منذ 6 سنوات؛ ما يسلّط الضوء على تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في إعادة توجيه إمدادات الطاقة.
واستحوذت أوروبا على متوسط نحو 213.1 مليون برميل من النفط الأمريكي، في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار من العام الجاري (2022)، في حين تلقت آسيا 191.1 مليون برميل، وفقًا لأحدث بيانات مكتب الإحصاء الأميركي المتاحة.
وأظهرت البيانات أن آخر مرة تراجعت فيها أحجام تداول النفط الأميركي في آسيا خلف أوروبا في مدّة الأشهر الـ5 نفسها كانت في عام 2016، عندما ألغت الولايات المتحدة حظر تصدير النفط الخام، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
صادرات النفط الأميركي بعد الحرب
في محاولة لقطع التمويل عن حرب بوتين، فرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات على النفط الروسي.
ونتيجةً لذلك، لجأت المزيد من الدول الأوروبية إلى استيراد النفط الأميركي، في حين تقدم روسيا خامها بخصومات كبيرة إلى دول مثل الهند والصين، التي لم تفرض أي حظر.
وقال محلل النفط الخام العالمي في شركة إنرجي أسبكتس للاستشارات، كريستوفر هينز، إنه رغم محاولة أوروبا تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية والتحول إلى خامات أحلى لتحل محل النفط الروسي، فمن المرجح أن تستمر أنماط تدفق التجارة هذه.
ويبدو أن إنتاج النفط الأميركي ينمو، ولكن ليس بالسرعة الكافية لتلبية احتياجات كل من آسيا وأوروبا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
هل تكون دول أوبك بديلًا؟
في سياقٍ متصل، بدأت مصافي التكرير في أوروبا تتسابق للاستفادة من درجات الشرق الأوسط؛ لتعويض إمدادات النفط الروسي ومواجهة ارتفاع الطلب.
إذ حصلت المصافي الأوروبية على درجات الخليج العربي، مثل خام مربان وخام زاكوم العلوي من أبوظبي، والخام العماني، وخام البصرة العراقي.
وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن الشرق الأوسط مقيد في مقدار ما يمكنه إرساله إلى أوروبا.
إذ يكافح أكبر منتجي المنطقة للوفاء بالتزامات الإنتاج وفق اتفاق أوبك+؛ ويتصارع موردون آخرون -مثل ليبيا- مع الاضطرابات السياسية التي حدت من الصادرات، بحسب بلومبرغ.
وقالت المحللة في مجال التنقيب والإنتاج لدى شركة إي إس إيه أي، إليزابيث مورفي: "ستتجه كل الأنظار إلى كيفية إدارة أوبك لزيادة قدرتها على زيادة الإنتاج في العام المقبل، ومقدار الحصة السوقية التي يمكن أن تستعيدها".
صادرات النفط الروسي إلى أوروبا
شهدت صادرات النفط الروسي إلى أوروبا تراجعًا بسبب العقوبات المفروضة على موسكو في أعقاب الحرب الأوكرانية، وفق تقرير لشركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي".
وانخفضت الصادرات الروسية إلى القارة العجوز بمقدار 554 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر من مارس/آذار إلى مايو/أيار، لتصل إلى 1.49 مليون برميل يوميًا.
كما أظهر التقرير -الذي نُشر في 20 يونيو/حزيران- أن واردات النفط الآسيوية من روسيا بنحو 347%، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بناءً على متوسط المدّة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2022.
وارتفعت واردات آسيا من النفط الروسي من 1.14 مليون برميل يوميًا في أول شهرين من العام الجاري، إلى متوسط 1.517 مليون برميل يوميًا في المدّة من مارس/آذار حتى مايو/أيار الماضي.
وأكد التقرير -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه القفزة جاءت مدفوعة بزيادة الصادرات إلى الهند والصين بنسبة 658% و205% على التوالي، مستفيدة بخصم يصل إلى 30% على النفط الروسي.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الأميركي يهبط 60 ألف برميل يوميًا خلال أبريل
- هل تتراجع أوروبا عن حظر النفط الروسي بعد ارتفاع تدفقاته؟
- الجزائر تزيح روسيا من ترتيب ثاني أكبر مورد للغاز عبر الأنابيب إلى أوروبا
اقرأ أيضًا..
- هل تتراجع أسعار النفط دون 50 دولارًا؟.. 3 خبراء يكشفون لـ"الطاقة"
- أكبر سفينة للتزود بوقود الغاز المسال في العالم تواصل عملها في الصين
- السيارات الكهربائية تصعد بصادرات كوريا إلى أعلى مستوى في 8 سنوات