الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.. نمو متواضع رغم الإمكانات الهائلة (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
لا تزال الطاقة الكهرومائية في أفريقيا عاجزة عن القيام بدورها المطلوب، لانتشال القارة السمراء من فقر الكهرباء، مع عدم الاستغلال الأمثل للإمكانات الضخمة.
وأضافت أفريقيا 182 ميغاواط من سعة الطاقة المائية الجديدة خلال العام الماضي (2021)، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 38 غيغاواط -يشمل تخزين الكهرباء بالضخ- بحسب تقرير صدر حديثًا عن الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية.
ولم تشهد سعة تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ في أفريقيا أيّ تغيير خلال 2021، لتظل عند 3.4 غيغاواط.
بينما بلغ توليد الكهرباء من الطاقة المائية في أفريقيا 146 تيراواط/ساعة في 2021، ارتفاعًا من 139 تيراواط/ساعة عام 2020، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
سعة الطاقة الكهرومائية في أفريقيا
تباطأ نمو سعة الطاقة الكهرومائية في أفريقيا إلى 182 ميغاواط في 2021، مقابل 938 ميغاواط مُضافة خلال العام السابق له (2020).
وكانت زامبيا أكبر الدول الأفريقية، التي شهدت مشروعات سعة جديدة للطاقة الكهرومائية في 2021، عند 150 ميغاواط، تليها أوغندا وبوروندي 24 و9 ميغاواط على التوالي، بحسب الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية.
وفي الإجمالي، تأتي إثيوبيا في الصدارة بنحو 4 آلاف و74 ميغاواط من سعة الطاقة المائية التراكمية في أفريقيا، وفق التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المقرر أن يكون مشروع سد النهضة الإثيوبي أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بإجمالي قدرة مركبة 5.3 غيغاواط، مع تشغيله كاملًا خلال مدّة متوقعة من 2024 إلى 2027، وفقًا للتقرير.
وبدأ المشروع -الذي يشهد خلافات مع دولتي المصب مصر والسودان- توليد الكهرباء في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، مع تشغيل وحدتين بقدرة مركبة لكل منهما تبلغ 375 ميغاواط.
وبعد إثيوبيا، تأتي أنغولا وجنوب أفريقيا بنحو 3 آلاف و836 ميغاواط و3 آلاف و600 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية المركبة على التوالي.
وتحتل مصر المرتبة الرابعة بنحو 2876 ميغاواط، بقيادة السد العالي، الذي يأتي في المركز الثاني بقائمة أكبر 10 محطات للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بقدرة توليد 2100 ميغاواط، وفق منصة إنرجي كابيتال آند باور.
إمكانات غير مستغلة
يقدّر بنك التنمية الأفريقي إمكانات الطاقة الكهرومائية في أفريقيا بنحو 340 غيغاواط، لكن حتى الآن لم تستغل القارة سوى 11% منها، مقارنة مع 53% في أوروبا و39% في أميركا الشمالية و26% في أميركا الجنوبية و20% في آسيا، حسبما نقلت وحدة أبحاث الطاقة.
بينما تشير تقديرات الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية إلى أن القارة السمراء تمتلك 474 غيغاواط من قدرة الطاقة المائية المحتملة، فضلًا عن السعة المركبة البالغة 38 غيغاواط ومشروعات مخططة تصل قدرتها إلى 118 غيغاواط.
ورغم هذه الإمكانات، فإن أفريقيا تأتي في المرتبة الأخيرة بين المناطق من حيث سعة الطاقة الكهرومائية المركبة، بعد شرق آسيا والمحيط الهادئ (501 غيغاواط) وأوروبا (254 غيغاواط) وأميركا الوسطى والشمالية (205 غيغاواط) وأميركا الجنوبية (177 غيغاواط) وجنوب ووسط آسيا (154 غيغاواط) على التوالي.
ولتوضيح عجز أفريقيا عن الاستفادة من مواردها، فإن القارة استغلت حتى الآن 38 غيغاواط فقط من إجمالي الإمكانات البالغة 630 غيغاواط من الطاقة المائية، مقارنة مع 254 غيغاواط مُركبة في أوروبا من المجموع البالغ 350 غيغاواط، وفق حسابات وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على بيانات الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية.
الوصول إلى الكهرباء
على الرغم من أن الطاقة الكهرومائية هي المورد الرئيس للطاقة المتجددة في أفريقيا، فإن القارة أكبر المناطق في العالم، التي لديها العديد من الإمكانات غير المستغلة.
والأمر الثاني أن 60% من سعة الطاقة الكهرومائية في أفريقيا يزيد عمرها على 20 عامًا، ما يعني حاجتها إلى التطوير والتحديث.
ويمكن لاستغلال إمكانات الطاقة الكهرومائية وتحسينها في أفريقيا أن يعززا الوصول إلى الكهرباء، التي يفتقر إليها 568 مليون شخص، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية بنهاية عام 2020، التي نقلتها وحدة أبحاث الطاقة.
وهنا يمكن أن تكون الطاقة الكهرومائية فرصة للتنمية الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال الوصول الشامل إلى الكهرباء بحلول 2030، خاصة أن إمكانات الطاقة المائية تتجاوز الطلب الحالي ومتوسط الأجل في أفريقيا، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
كما أن تكلفة الكهرباء من مشروعات الطاقة الكهرومائية الجديدة من بين أرخص المصادر المتجددة على مستوى العالم.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الكهرومائية في أفريقيا تتلقى دعمًا دوليًا بـ300 مليون دولار
- الطاقة الكهرومائية.. هل تكون الحل الأفضل لتوليد الكهرباء في أفريقيا؟
اقرأ أيضًا..
- تحليل سهم لوسيد.. هل الوقت مناسب للشراء؟
- وكالة الطاقة الدولية تؤكد ضرورة تنويع سلاسل توريد الألواح الشمسية
