شل: نكافح لاستبدال إمدادات النفط والغاز الروسية.. والطاقة الفائضة كلمة السر
دينا قدري
توقّع الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، أن الأسواق العالمية ستكافح لاستبدال إمدادات النفط والغاز الروسية، ما سيؤدي بدوره إلى استمرار حالة من عدم اليقين.
وأرجع ذلك إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية الفائضة، في الوقت الذي لا يزال فيه الطلب العالمي يتعافى، على الرغم من التحديات الاقتصادية وجائحة فيروس كورونا، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وأضاف فان بيردن أن العالم يتجه نحو "مدّة مضطربة"، إذ يؤدي شح إمدادات الغاز الطبيعي المسال والنفط إلى تفاقم أزمة الطاقة العالمية، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
أزمة إمدادات الغاز في أوروبا
قال فان بيردن: "سيكون هناك المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال القادمة إلى أوروبا.. ولكن هل سيكون هناك الكثير من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الإضافية لسد الفجوة؟".
وأضاف: "الطاقة الإنتاجية الفائضة منخفضة للغاية، والطلب لا يزال يتعافى. لذلك، هناك فرصة عادلة أننا سنواجه مدّة مضطربة، فضلًا عن الشكوك بشأن الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي قد تنجم عنها".
إذ قلصت موسكو إمدادات الغاز إلى أوروبا، وسط تصاعد التوترات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، وهو ما جعل الحكومات في جميع أنحاء القارة تستعد لتوقف كامل للشحنات.
وشدد الرئيس التنفيذي لـ"شل" على أن روسيا تمثل نحو ثلث واردات أوروبا من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم.
وقال فان بيردن إن أوروبا يُمكن أن تستخرج ما يصل إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز الإضافي سنويًا من حقل غرونينغن للغاز المثير للجدل في هولندا، لكن هذا سيكون بمثابة الملاذ الأخير للحكومة الهولندية.
وقد جرى تقييد الإنتاج من الحقل لسنوات، بسبب الزلازل الناتجة عن التنقيب عن الغاز.
توقعات النفط قاتمة
توقعات النفط ليست أكثر تفاؤلًا، إذ قال فان بيردن إن الطاقة الإنتاجية الفائضة من منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" كانت أقل مما كان يعتقد أو يأمل الكثيرون.
ومع ذلك، فقد وصل الطلب إلى مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا، وسيستمر في الزيادة لسنوات مقبلة.
ويتعارض ذلك مع انخفاض قدره تريليون دولار في الاستثمار في صناعة الوقود الأحفوري على مدى السنوات الـ3 الماضية، وهو ما كان سيحدث في ظل "الظروف العادية".
وقال رئيس شل: "سنواجه عجزًا في المعروض، ما لم يحدث انهيار كبير في الطلب".
كما بدا فان بيردن متشككًا، عندما سُئل عن فكرة مجموعة السبع لفرض سقف لأسعار النفط، للحد من عائدات روسيا من الطاقة، والتي تُستخدم لتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال إن هذا النظام لن يعمل إلا إذا كانت هناك مشاركة واسعة خارج أوروبا والولايات المتحدة.
وبخلاف ذلك، قال: "ستستمر في رؤية ما يحدث حاليًا، وهو أن النفط الخام الروسي سيذهب إلى البلدان التي توافق تمامًا على شراء الأورال، على سبيل المثال".
التكرير وارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار النفط والغاز العالمية هذا العام، إذ أبقت العقوبات الغربية على روسيا الإمدادات من أحد أكبر المنتجين في العالم بعيدة عن متناول معظم المشترين.
وقال رئيس شل إنه في الوقت نفسه، فإن نظام تكرير النفط في العالم يعمل بأقصى طاقته، ما أدى إلى ارتفاع هوامش التكرير وأسعار البنزين والديزل، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وأضاف أن بعض الشركات -بما في ذلك شل- أغلقت أو حولت وحداتها بشكل دائم، في حين جرى تقييد صادرات المنتجات المكررة الروسية بسبب العقوبات.
كما قال فان بيردن: "لدينا الصين التي لا تصدّر عمدًا أو لأسباب محلية".
موضوعات متعلقة..
- نشطاء المناخ يطالبون بوقف تمويل حقل غاز شل في بحر الشمال
- استثمارات النفط والغاز العالمية تواجه 5 عقبات جديدة (تقرير)
- أوروبا تبحث عن إمدادات بأسعار معقولة للاستغناء عن الغاز الروسي
اقرأ أيضًا..
- انتعاش صادرات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى كوريا الجنوبية
- قطاع التعدين السعودي يستهدف إضافة 70 مليار دولار سنويًا لخزانة المملكة
- إسبانيا تبدأ ضخ الغاز الطبيعي في الاتجاه العكسي نحو المغرب
- هل سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية أفضل وأوفر من الأنواع الأخرى؟