التقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

أسعار الفحم تحدد أولويات الكهرباء في الهند.. وصناعة الحديد أبرز الضحايا

هبة مصطفى

ما زالت أسعار الفحم العالمية تلقي بظلالها على قطاع الكهرباء في الهند، لا سيما أن الدولة الواقعة جنوب آسيا تسعى لتجنّب تكرار أسوأ انقطاعات للتيار منذ 7 سنوات، والتي واجهتها في أبريل/نيسان الماضي.

وتسعى نيودلهي جاهدة إلى توفير الفحم عبر شتى الطرق، سواء زيادة الإنتاج المحلي أو التوسع بالواردات، في حين قصرت الإمدادات على محطات الكهرباء فقط لزيادة معدل التوليد وتلبية الطلب، وفق ما ورد بصحيفة إنديا تايمز - إيكونوميك تايمز (Economic Times).

وفي الطريق لإنقاذ الكهرباء في الهند من الانقطاعات والتركيز على تزويد المحطات بالفحم بصفتها أولوية، سقط عدّة ضحايا، أبرزهم صناعة الحديد التي تخشى عدم تجديد التعاقد مع شركة كول إنديا (شركة الفحم الحكومية)؛ ما يضطرها للحصول على الوقود عبر الاستيراد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الفحم والدور الروسي

على مدار عام كامل، منذ منتصف العام الماضي (2021) حتى الآن، ارتفعت أسعار الفحم العالمية مسبّبةً فترتَي نقص في الهند بأكتوبر/تشرين الأول الماضي والآونة الحالية.

أسعار الفحم
عامل بأحد مناجم الفحم الهندية - الصورة من (Greenpeace UnEarthed)

ويبدو أن قطاع الكهرباء في الهند -الذي يرتبط استقراره باستقرار أسعار الفحم- شديد التأثر بتقلبات الأسواق العالمية، إذ بعد أن هدأت حدّة ارتفاعات أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، قفزت أسعار الفحم مرة أخرى عقب الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر فبراير/شباط العام الجاري (2022).

ودفع ارتفاع الأسعار نحو انخفاض الواردات الهندية من الفحم؛ ما عرّض مستويات التخزين لضغوط شديدة تزامنت مع ضعف الإنتاج المحلي.

واجتمعت عوامل ارتفاع أسعار الفحم العالمية وانخفاض الواردات مع ضعف الإنتاج المحلي وارتفاع درجات الحرارة الشديدة، لترفع مستويات الطلب على الكهرباء في الهند إلى مستويات غير مسبوقة، تنذر بصورة حتمية بمواجهة نيودلهي موجة جديدة من انقطاعات الكهرباء حال عدم احتواء الأمر بصورة سريعة.

ومطلع العام الجاري (2022)، سجلت أسعار الفحم لدرجات الواردات الأكثر تداولًا من مدينة كاليمنتان الإندونيسية سعر 65.45 دولارًا لكل طن متري للتسليم على ظهر السفينة، ما أثّر في انتظام الواردات وزيادتها -خلال الشهر الجاري- بمعدل 30% إلى 86 دولارًا لكل طن متري.

وفي ظل توقعات تشير إلى استمرار شحّ إمدادات الفحم العالمية خلال النصف الثاني من العام الجاري، لا سيما كلما اقترب فصل الشتاء، يشكّل إنقاذ الكهرباء في الهند صداعًا برأس الحكومة حتى نهاية العام.

دعم الكهرباء في الهند

تكافح الحكومة المركزية لإنقاذ قطاع الكهرباء في الهند منعًا لتكرار انقطاعات أبريل/نيسان الماضي، التي أغرقت ولايات عدّة بالظلام، لكن جهود نيودلهي تصطدم بأسعار الفحم العالمية ونقص وارداته وضعف الإنتاج المحلي.

وبصورة عامة، يعتمد توليد الكهرباء في الهند على الفحم بمعدل 75%، ورغم أزمتها مع القطاع مؤخرًا، فإنها تحت المرتبة الثالثة عالميًا ضمن منتجي الكهرباء بالعالم، بمعدل سنوي يصل إلى 1.383 تيراواط ساعة.

واتخذت الحكومة تدابير عدّة في محاولة لاحتواء الموقف، وتجنّب تكرار سيناريو أبريل/نيسان المظلم، إذ هددت الهند محطات الكهرباء التي تمتنع عن استيراد الفحم بمستويات الأسعار الحالية بحجب إمدادات الفحم المحلي أيضًا عنها، في محاولة لإجبار المحطات على توفير المخزون وزيادة معدل التوليد منعًا لأيّ انقطاع مرتقب.

وبالتوازي مع زيادة الواردات، تعكف نيودلهي على رفع معدل إنتاج الفحم المحلي الذي نجحت في زيادته من 716 مليون طن بالعام المالي (2020-21) إلى 777 مليون طن متري بالعام المالي اللاحق له، والمُنتهي في مارس/آذار الماضي.

وفي الوقت ذاته، ترصد وزارة الكهرباء في الهند توقعات مستويات تخزين الفحم حتى شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وأُسنِدت لشركة كول إنديا الحكومية مهمة الشراء المركزي لإمدادات الفحم، ثم تزويد المحطات به، في اتفاقيات شراء محلية.

ضحايا الأزمة.. صناعة الحديد تشكو

اكتسب إنعاش محطات الكهرباء في الهند أولوية لدى الحكومة خوفًا من انقطاع الكهرباء مرة أخرى، لكن التركيز على ذلك أثار مخاوف لدى منتجي الحديد الإسفنجي (وهو الحديد المختزل مباشرة بانتزاع جزيئات الأوكسجين).

أسعار الفحم
محطة توليد الكهرباء بالفحم في الهند - الصورة من (Bloomberg)

وجاءت مخاوفهم من منطلق ما أعلنته شركة كول إنديا بعزمها زيادة الإنتاج المحلي من الفحم إلى مليار طن متري بالعام المالي المقبل (2023-2024)، بهدف تلبية الطلب على الكهرباء في الهند، رغم طموحات خفض وارداته إلى مستوى صفري بحلول نهاية العقد (2030).

ووفق التعاقدات، تنتهي إمدادات فحم كول إنديا لجانب من منتجي الحديد في أغسطس/آب المقبل، ويبقى تجديد تلك التعاقدات رهن الشكوك، في ظل الأولوية الحكومية بدعم محطات الكهرباء في الهند.

وقال رئيس رابطة منتجي الحديد الإسفنجي بولاية تشهاتيسغاره، أنيل ناشراني، إن المنتجين سيبدؤون مباحثات مع وزير الفحم لضمان تجديد الإمدادات لهم، بدلًا من الاعتماد على الوقود المستورد باهظ التكلفة، وهي خطوة تزيد أسعار الصناعة على المنتج والمستهلك، وفق صحيفة إنديا تايمز.

وأضاف ناشراني أن الولاية تعدّ أبرز منتجي الفحم المحلي بالهند، لذا من غير المنطقي مطالبة منتجي الحديد بها بالاستيراد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق