تقارير الغازالتقاريررئيسيةغاز

3 شركات فرنسية عملاقة تحذر من أزمة طاقة في الشتاء

وتطرح خطة إنقاذ فرنسية وأوروبية

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • تعاون بين مسؤولين بشركات توتال إنرجي وإنجي وشركة الكهرباء الفرنسية
  • الشركات الـ3 تضع خطة إنقاذ للتغلب على أزمة طاقة مرتقبة نهاية العام
  • الشركات تواجه أزمة الطاقة بخفض الاستهلاك وتقنين الموارد وتعزيز مستويات التخزين
  • دعوة لزيادة التعاون بين فرنسا ودول وسط وشرق أوروبا للتغلب على أزمة طاقة فصل الشتاء
  • خطط ومسارات التعاطي مع أزمة الطاقة تخدم الأهداف المناخية والحياد الكربوني

اتّفق مسؤولو 3 شركات فرنسية عملاقة على ضرورة بدء إجراءات مشتركة وخفض الاستهلاك؛ استعدادًا لأزمة طاقة محتملة خلال فصل الشتاء المقبل، تأثرًا بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا واضطراب الإمدادات.

وأطلق مسؤولو شركات: توتال إنرجي، وإنجي، وشركة الكهرباء الفرنسية، دعوة إلى الشركات المعنية والمستهلك على حدّ سواء لخفض استخدام الكهرباء والغاز والنفط وتوفيرها لفصل الشتاء، وفق مقال مشترك نشرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش (Le Journal du Dimanche) الناطقة بالفرنسية.

وتطرَّق مسؤولو أكبر شركات الطاقة في فرنسا بمقالهم المشترك إلى أهمية بدء الإجراءات بصورة فورية خلال فصل الصيف الجاري، مؤكدين أن ترشيد استهلاك احتياطيات الغاز يضمن استعداد فرنسا لشتاء قوي.

وتخشى القارّة الأوروبية بالكامل مواجهتها أزمة طاقة محتملة في ظل توقعات بشتاء قارس البرودة، لا سيما أن اضطراب إمدادات الغاز الروسي -التي تعتمد عليها القارّة العجوز بصورة كبيرة- أثّر في معدلات التخزين خلال الصيف، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

احتواء أزمة الطاقة

جاء تعهُّد مسؤولي الشركات الفرنسية الـ3 بخفض استهلاكهم، ودعوتهم للمستهلكين وبقية الشركات إلى اتّباع النهج ذاته، في مواصلة لتوجُّه الحكومة الفرنسية الذي أعلنته الخميس الماضي 23 يونيو/حزيران.

وتعتزم الحكومة الفرنسية وضع خطة للحدّ من الاستهلاك خلال فصل الخريف، استعدادًا لأزمة الطاقة المرتقبة، بجانب طرح مشروع قانون في غضون أسابيع قليلة لتطوير الطاقة المتجددة، توازيًا مع حثّ الشركات على مواصلة التخزين.

أزمة طاقة - أزمة الطاقة
مرافق للطاقة في أوروبا - الصورة من (Euronews)

وأضافت الحكومة حينها أنها ستبدأ التواصل مع الشركات والسلطات المحلية لبحث العمل المشترك ووضع الخطة المذكورة.

وبخلاف خطة الحكومة الفرنسية، أكد كل من الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه، والمديرة التنفيذية لشركة إنجي كاثرين ماك غريغور، والرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الفرنسية جين برنارد ليفي، أنّ تأثُّر أنظمة الطاقة الأوروبية باضطراب إمدادات الغاز الروسي منذ أشهر طال نظام الطاقة في فرنسا.

وأضافوا أن شحنات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى باريس شهدت انخفاضًا منذ أشهر، ولم تعوّض واردات الغاز المسال تلك الانخفاضات، ما يتطلب رفع مستوى الاستعدادت لزيادة مستويات تخزين الغاز بالدول الأوروبية، ومن ضمنها فرنسا.

وأكد مسؤولو شركات الطاقة الفرنسية الثلاث في مقالهم أن بعض الدول الأوروبية بدأت اتخاذ خطوات لترشيد الاستهلاك، والتحكم في سعة إنتاج الكهرباء.

مسؤولية الشركات

دعا مسؤولو الشركات الفرنسية العملاقة، في مقالهم الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى بدء برنامج وطني فوري ضخم تعمل به الجهات كافة لضمان كفاءة الطاقة وتجنّب الهدر في استخدامها.

وأكدت الشركات الثلاث أنها سبق أن تعاملت مع أزمة الطاقة بمسؤولية، إذ اتّبعت إجراءات قصيرة الأجل، من ضمنها: تنويع إمدادات الغاز، ومواصلة أعمال التخزين بالمرافق، بجانب تركيب وحدة لإسالة الغاز وتخزينه وتغويزه بميناء لوهافر.

وفي الوقت ذاته، شددت الشركات -في المقال المشترك لمسؤوليها- على ضرورة مواصلة الاستعداد لأزمة طاقة مرتقبة وأوقات الذروة بالشتاء المقبل، عبر خفض الاستهلاك ورفع مستوى الاستعداد الفرنسي لمواجهة أيّ مخاطر تقنية أو أزمات جيوسياسة.

وطالبوا بزيادة معدلات الوعي، على صعيد الشركات والمستهلكين، وتغيير سلوكيات استهلاك الكهرباء والغاز والمنتجات النفطية؛ لتجنّب أزمة الطاقة المرتقبة بحلول فصل الشتاء.

التخزين الفرنسي والنفايات

وفق مقترح مسؤولي شركات توتال إنرجي، وإنجي، وشركة الكهرباء الفرنسية، فإن مواجهة أزمة طاقة وشيكة قد تتحقق بمسار خفض الاستهلاك وتقنين الموارد، بالتماشي مع تخزين الغاز الفرنسي بمعدل يصل إلى 100% بحلول بداية فصل الخريف، حتى مع انخفاض الإمدادات الروسية.

وقالوا في مقالهم المشترك، إن هناك عوامل عدّة اجتمعت لتمهّد لتفاقم أزمة طاقة بدول القارّة العجوز، لا سيما أن اضطراب إمدادات الغاز عقب حرب أوكرانيا سبقه اضطراب مشابه بقدرات إنتاج الكهرباء في أوروبا وانخفاض بالإنتاج الهيدروليكي مدفوعًا بعوامل الجفاف.

وجدّد المسؤولون الثلاثة -الذين تضمّن مقالهم المشترك رسالة مفادها "الطاقة الأفضل هي التي لا تُستهلك"- التزامهم بالتعاون فيما بينهم، والتغلب على الطبيعة التنافسية فيما يتعلق بقضايا الطاقة.

وأعلنوا إطلاق برنامج كفاءة الطاقة وتقنين هدر الموارد، بجانب الاستفادة من النفايات الوطنية دون الإفصاح عن أيّ تفاصيل في هذا الشأن.

ويُشار هنا إلى أن الشركات الثلاث خاضت استثمارات هائلة بصورة منفردة دون تنسيق فيما بينها سابقًا، في مجالات الطاقة المتجددة والنووية والهيدروجين.

الغاز الروسي

المستوى الأوروبي والأهداف المناخية

على الصعيد الفرنسي، تتضمن خطة مسؤولي الشركات الثلاث إجراءات يُعتزم تنفيذها بالتوازي مع الخطوات الحكومة لاحتواء أزمة الطاقة المرتقبة خلال فصل الشتاء المقبل.

أمّا على الصعيد الأوروبي بالكامل، فدعا مسؤولو شركات توتال إنرجي وإنجي وشركة الكهرباء الفرنسية إلى التكاتف لضمان ترابط أسواق القارّة العجوز فيما بينها.

وأضافوا أن الربط الأوروبي في مجالات الغاز والكهرباء أصبح ضرورة مُلحّة ويكتسب أهمية قصوى بالآونة الحالية، مؤكدين أن الاستثمارات الحالية من شأنها تعزيز لتوازن وترسيخ التكامل بين دول القارّة العجوز، وبصورة خاصة في وسط وشرق أوروبا.

وفي الوقت ذاته، جنبًا إلى جنب مع خطط الاستعداد لمواجهة أزمة طاقة متوقعة مع بدء الربع الرابع من العام الجاري (2022)، يصبّ خفض استهلاك الغاز وتقنين التعامل مع الموارد في صالح الأهداف المناخية وخطط الحياد الكربوني والانتقال الأخضر أيضًا، وليس طرح حلول مواجهة أزمة الطاقة فقط.

وأشار مسؤولو شركات الطاقة الفرنسية العملاقة إلى أن خطط ترشيد الاستهلاك وتقنين الموارد تخدم المسار المناخي وتُلبي تحديات مواجهة أزمة الطاقة على حدّ سواء.

واستدركوا مؤكدين أن تعزيز تلك المسارات المتوازية يتطلب توفير استثمارات ضخمة بمصادر الطاقة منخفضة الكربون للكهرباء والغاز، واقترحوا تعبئة الموارد البشرية والمالية والتقنية اللازمة لمواجهة تحدّيات أزمة الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق