غانا تعيد تشغيل مصفاة تيما لتجنب أزمة الإمدادات النفطية

أمل نبيل

2022-06-26

0 440

سعيًا وراء تأمين إمدادات إضافية من النفط، قررت حكومة غانا إعادة تشغيل مصفاة تيما، لتلبية الطلب المحلي، وتقليل الاعتماد على المنتجات النفطية المستوردة، في ظل عجز البلاد عن توفير النقد الأجنبي لموزّعي النفط.

وتعدّ الدولة الواقعة في غرب أفريقيا مستوردًا صافيًا للنفط الخام، مما يجعلها عُرضة لصدمات أسعار النفط في حال حدوث أيّ تقلبات كبيرة، بحسب بيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

وتشهد أسعار النفط العالمية تقلبات حادّة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، والذي دفع الأسعار فوق مستوى 139 دولارًا للبرميل، قبل أن تعاود الهبوط، لتتأرجح حاليًا بين 110 و120 دولارًا للبرميل.

مصفاة نفط تيما في غانا

من المتوقع أن تدخل مصفاة نفط تيما "تور" حيز التشغيل مرة أخرى خلال الأشهر المقبلة؛ للمساعدة في تعزيز الإمدادات المحلية من المنتجات النفطية المكررة وسط أزمات سوق النفط العالمية المستمرة، بحسب موقع غانا ويب (Ghanaweb).

وتعرّضت مصفاة التكرير للعديد من المشكلات خلال السنوات القليلة الماضية، إذ عانت انقطاعات في وحدة تقطير الخام، والتي تحتوي حاليًا على فرن واحد فقط، ووحدة التكسير التحفيزي.

ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لمصفاة النفط المملوكة للدولة إلى 45 ألف برميل يوميًا من النفط، عندما تعمل بكامل طاقتها.

وقال بيان صادر عن إدارة المصفاة، إن عملية التطوير تأتي بعد الحصول على الموافقات الحكومية للتفاوض مع شركات القطاع الخاص لتكرير النفط الخام.

وقدّمت شركة ديسيمال كابيتال العرضَ الأكثر ملاءمة لتلبية احتياجات المصفاة من بين العروض المقدّمة.

وقالت تيما، من المتوقع أن يعزز التعاون مع ديسيمال كابيتال الإمداد المحلي من المنتجات النفطية المكررة، ويساعد على استقرار السيدي الغاني (العملة المحلية).

توفير التمويل

تعدّ تيما واحدةً من مصفاتين للنفط الخام في غانا، ويقلل إنتاج المصفاة من تكلفة المنتجات النفطية المستوردة من الخارج.

وشهدت أسعار الوقود في غانا ارتفاعات متتالية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، ففي مارس/آذار الماضي، رفعت شركة "أوه إم سي إس" لتسويق النفط، البنزين من 8.29 سيدي غانيًا إلى 8.49 سيدي غانيًا.

(السيدي الغاني = 0.13 دولارًا)

وتعاقدت تيما مع مستشار محلّي للمعاملات، لقيادة المفاوضات في صياغة اتفاقية الإيجار مع ديسيمال كابيتال، والتي من المتوقع أن تكتمل خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة المقبلة.

ومن المتوقع أن توفر "ديسيمال كابيتال" تمويلًا للمرحلة الأولى، والتي ستعيد تشغيل وحدة تقطير الخام (سي دي يو)، لتكرير نحو 45 ألف برميل يوميًا في الأشهر القليلة المقبلة.

ويمكن أن يسهم إنتاج مصفاة تيما، في تلبية ثلث الاستهلاك الشهري الحالي للديزل، ووقود الطائرات من الكيروسين، وزيت الوقود، مما يسهم بتعزيز أمن الطاقة في البلاد، والذي سينعكس إيجابًا على استقرار العملة المحلية.

أزمة في الإمدادات

أكدت وزارة الطاقة في غانا أن البلاد لا تواجه أيّ تهديدات بنقص الوقود.

وقال مسؤول العلاقات العامة في الوزارة، كواسي أوبنغ فوسو، بمقابلة يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022: "بينما أتحدّث إليكم الآن، لدينا شهر كامل من إمدادات الوقود".

كانت وكالة بلومبرغ الأميركية قد نشرت تقريرًا عن أن غانا تواجه نقصًا يلوح في الأفق في الوقود؛ لأن شركات توزيع النفط لا تتمكن من الحصول على ما يكفي من الدولارات لشراء الخام الأسود.

وأضاف أوبنغ في تصريحات اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة: "نحن لسنا تحت أيّ تهديد؛ لأن لدينا ما يكفي احتياجاتنا من الوقود في مخازننا".

وقال، إن وزارته ستعلِن قريبًا إجراءات تهدف إلى التعامل مع مخاوف موزّعي النفط بالجملة بشأن الوصول إلى النقد الأجنبي.

ودعا خبير النفط الدولي، ثيو أتشيمبونغ، مصرف غانا إلى توفير الدولارات لشركات توزيع النفط بالجملة، لتجنّب أيّ نقص وشيك في الوقود.

وقال الرئيس التنفيذي لغرفة موزّعي النفط في غانا، سنيو هوسي، إن بلاده لديها مخزون من الوقود يكفي شهر واحد فقط.

وأضاف، نحن نواجه خطر حدوث أزمة في الوقود إذا عجزنا عن سداد مدفوعاتنا بالدولار في السوق الدولية، لكننا مازلنا في منأى عنها حتى الآن.

وقفزت فاتورة استيراد الوقود شهريًا إلى 450 مليون دولار في مايو/أيار، من 250 مليون دولار في يناير/كانون الثاني.

ويُزعم أن مصرف غانا يقدّم نحو 100 مليون دولار شهريًا في مزادات الصرف الأجنبي، ولم يعد بإمكان الموزّعين المرخّصين سدّ النقص في العملة الأجنبية من السوق السوداء، بحسب موقع بولسي المحلي.

وهبطت مستويات إنتاج النفط في غانا خلال عام 2021 بنسبة 17.7% إلى 55.05 مليون برميل، انخفاضًا من مستويات العام السابق له المقدّرة بـ 66.9 مليون برميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..