هل يفاقم الهيدروجين أزمة الاحتباس الحراري عالميًا؟ (تقرير)
نوار صبح
يُظهر تقريران حكوميان جديدان في المملكة المتحدة أن الهيدروجين يُعدّ أحد غازات تسخين المناخ، ولديه القدرة على استمرار الاحتباس الحراري العالمي لمدة 100 عام، وتزيد قدرته بنحو 11 مرة عن قدرة ثاني أكسيد الكربون.
ويقدّم التقريران الحكوميان الجديدان تحذيرات إلى المهندسين الذين سيُنشئون ويشغلون أنظمة الطاقة المستقبلية، وفق ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وفي عام 2021، أطلقت حكومة المملكة المتحدة إستراتيجيتها الخاصة بالهيدروجين، وقدمت خطة تفصيلية لإطلاق اقتصاد الهيدروجين بحلول عام 2030، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتصور الإستراتيجية مستقبلًا يعتمد على الهيدروجين في تشغيل الغلايات التي تُدفئ المنازل، وتشغيل وسائل النقل وتوفير الحرارة لإنتاج المواد الكيميائية والفولاذ.
التأثيرات الضارة لتسرب الهيدروجين
تتمثّل المشكلة الأولى للمهندسين المقبلين على إنشاء أنظمة الطاقة المستقبلية وتشغيلها في أن حرق الهيدروجين لا ينتج الماء فقط، إذ يمكن أن يؤدي إلى استمرار التلوث الحالي لثاني أكسيد النيتروجين من حرق الوقود الأحفوري مثل الديزل والغاز الأحفوري.
وتأتي المشكلة الثانية من تسرب الهيدروجين. وعلى عكس ثاني أكسيد الكربون، ليس للهيدروجين تأثير مباشر على المناخ. إلا أنه يؤثر في الملوثات الأخرى.
وتعني زيادة الهيدروجين في الهواء أن الميثان، ثاني أهم غازات الاحتباس الحراري، سيبقى في هوائنا لمدة أطول ويكون له تأثير أكبر.
وعلاوة على ذلك، سيغيّر انطلاق المزيد من الهيدروجين كمية الأوزون، الذي يُعدّ ثالث أهم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، في الغلاف الجوي.
وعند اقترابه من الأرض، يصبح الأوزون ضارًا بالصحة البشرية ويهاجم النباتات، ويقلل من غلة المحاصيل.
وستؤدي زيادة الهيدروجين إلى تغيير كمية بخار الماء في الغلاف الجوي وتؤثر في الطبقة الثانية في الغلاف الجوي "الستراتوسفير"، ما يزيد من تأثير تغير المناخ، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المحتمل أن يأتي تسرّب الهيدروجين من عمليات الإنتاج ومن بدء تشغيل التوربينات والغلّايات المنزلية وإغلاقها.
مشكلة تسرُّب الهيدروجين
قد يتسرّب الهيدروجين من شبكات الأنابيب، إذ يختلط الهيدروجين بالميثان الأحفوري في طريقه إلى القرى ثم المدن التي تستخدم الهيدروجين، حسبما نشرت صحيفة الغارديان (theguardian) البريطانية في 17 يونيو/حزيران الجاري.
وقال المؤلف المشارك لدراسة "أساسيات جودة الهواء وتغير المناخ"، البروفيسور ديك ديروينت، الذي لم يشارك في إعداد التقارير الحكومية: إن الهيدروجين يؤدي دورًا محتملًا في الاقتصاد منخفض الكربون، إذ تتوفر شبكة توزيع الغاز الطبيعي حاليًا.
وأضاف أنه ليس لدى الحكومة ولا صناعة الغاز في المملكة المتحدة أي فكرة عن معدل تسرب الغاز الطبيعي، فلماذا نتوقع أن يكون تسرب الهيدروجين مختلفًا؟ وأشار إلى أن توزيع الهيدروجين على القطاع المحلي قد يسبب مشكلة.
تُجدر الإشارة إلى أنه بصرف النظر عن كيفية صنع الهيدروجين، فإن ترسيخ فوائده المناخية سيتطلب تقليل تسرب الهيدروجين.
اقرأ أيضًا..
- كيف يؤثر حظر السلع الروسية في آفاق أسواق الطاقة؟.. الغاز المسال أكبر الرابحين
- ارتفاع أسعار البنزين في أميركا.. المسؤولية عالقة بين إدارة بايدن وشركات النفط (تقرير)
- أسعار الكهرباء بالجملة في أميركا قد تشهد قفزة قوية هذا الصيف (تقرير)