دراسة تحذر.. تغير المناخ يهدد بفقدان 200 ألف منزل بريطاني
بحلول 2050
مي مجدي
حذّرت دراسة جديدة من خطر تفاقم تغير المناخ على المناطق الساحلية في بريطانيا، إذ توصلت إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحار سيتسبّب بفقدان 200 ألف منزل في غضون 30 عامًا فقط.
نفّذ الدراسة مجموعة من الباحثين في المركز البريطاني لأبحاث المناخ "تيندال سنتر" بجامعة "إيست أنجليا"، ونُشرت في مجلة "أوشن آند كوستال مانجمنت"، حسبما نقل موقع بي بي سي البريطاني (BBC).
ووجد مؤلف الدراسة، الخبير في الفيضانات ومخاطر السواحل، بول سايرز، أن قرابة ثلث ساحل إنجلترا سيواجه خطرًا بالغًا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وشدد على ضرورة اتخاذ قرارات صارمة لحمايته، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطر الفيضانات
هناك إجماع بين الباحثين على أن ارتفاع مستوى سطح البحر أمر لا مفرّ منه، والحكومات لا يمكنها إنقاذ جميع العقارات.
فالدراسة تبحث لأول مرة في الأماكن التي قد تكون فيها وسائل الحماية مكلفة أو مستحيلة من الناحية التقنية.
وحذّرت من أن قرابة ثلث ساحل إنجلترا في خطر؛ بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
ووفقًا للدراسة، سيضطر ملّاك نحو 160 ألف عقار لتغيير مواقع عقاراتهم، إلى جانب ذلك تَبيّن أن قرابة 30-35 ألف عقار معرّضة للخطر، بحلول عام 2050، وتبلغ قيمة هذه المنازل عشرات المليارات من الدولارات.
ويرى مؤلف الدراسة، بول سايرز، أن المناطق في جنوب غرب وشمال غرب إنجلترا وشرق أنجليا بها أكبر عدد من العقارات المعرّضة لخطر الفيضانات.
وقال: "سيكون من الصعب الحفاظ على الخط الساحلي على طول الشواطئ.. هناك أماكن يمكن حمايتها، وأماكن أخرى سيستحيل ذلك؛ لذا نحن بحاجة إلى نقاش صريح حول كيفية القيام بذلك، ودعم المجتمعات التي ستتأثر بالمشكلة".
وتابع: "لن يسفر ارتفاع مستويات سطح البحر عن زيادة مخاطر الفيضانات على الساحل وفي مصبات الأنهار فحسب، بل سيؤدي إلى تسريع تآكل السواحل".
ارتفاع مستوى سطح البحر
كما أشار الباحثون إلى أن البلاد قد تواجه ارتفاعًا في مستوى سطح البحر بنحو 35 سنتيمترًا في غضون 30 عامًا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى قرابة المتر بحلول نهاية القرن.
وحذّرت الدراسة الجديدة -أيضًا- من أنه قد يصعب حماية بعض المجتمعات، فتقدُّم البحار الناجم عن تغير المناخ، وتآكل السواحل الأمامية بسبب الأمواج، يزيدان من مخاطر وقوع الفيضانات.
بالإضافة ذلك، قارنت الخطر المتزايد للفيضانات الساحلية بالسياسيات الحالية لإدارة الشواطئ، مناديةً بضرورة إجراء نقاش وطني حول خطر الفيضانات على المجتمعات الساحلية.
ويؤدي ارتفاع مستوى البحر، إلى جانب التعرية الناتجة عن الأمواج، لزيادة مخاطر الفيضانات الساحلية، وتلجأ الحكومات والمجتمعات المحلية إلى اتخاذ قرارات تتعلق بكيفية الحفاظ على الخط الساحلي المواجه للبحر، إمّا ببناء الجدران البحرية، أو إعادة تنظيم الخط الساحلي ونقل العقارات.
تحذيرات سابقة
يأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان الرئيس التنفيذي لوكالة البيئة في بريطانيا، جيمس بيفان، بأن بعض المدن والقرى الساحلية في بريطانيا سيكون من المستحيل إنقاذها، وسيتعين التخلّي عنها بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار وتآكل السواحل.
وقال بيفيان في مؤتمر الأسبوع الماضي: "على المدى الطويل، يعني تغير المناخ أن بعض المجتمعات -سواء في بريطانيا أو في جميع أنحاء العالم- سيتعين عليها تغيير مكانها".
وأوضح أنه يمكن إعادة البناء عقب أغلب فيضانات الأنهار، لكن يصعب ذلك عند تآكل السواحل أو الأراضي التي اختفت بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضاف: "في بعض الأماكن، سيكون الخيار الصائب -من الناحية الاقتصادية والإستراتيحية والإنسانية- هو إبعاد المجتمعات عن الخطر بدلًا من محاولة حمايتها من الآثار الحتمية لارتفاع مستوى سطح البحر".
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع مخزونات النفط في أميركا بعكس التوقعات
- قصة صفر النفط البرازيلي في الصين (إنفوغرافيك)
- نائب رئيس شنايدر إلكتريك: نشارك في توسعات حقل ظهر والتنقيب عن النفط المصري (حوار)