النفط الروسي يحقق مستويات جديدة على صعيد الإنتاج والصادرات
رغم العقوبات الأميركية والأوروبية
مي مجدي
كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الخميس 16 يونيو/حزيران، أن إنتاج النفط الروسي يقترب من مستويات ما قبل الحرب في أوكرانيا.
وقال نوفاك على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي: "نرى زيادة كبيرة في إنتاج يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار، بقرابة 600 ألف برميل يوميًا"، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
في الوقت نفسه، سجلت صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا أعلى مستوياتها في 3 سنوات، مع مواصلة الهند والصين استهداف الإمدادات الرخيصة، رغم تشديد العقوبات الغربية على موسكو، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات النفط الروسي
مقارنة بمستويات ما قبل الحرب في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، ارتفعت صادرات الخام الروسية المشحونة من 1 إلى 15 يونيو/حزيران بمقدار 576 ألف برميل يوميًا، إلى قرابة 3.88 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ3.81 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار، وفقًا لبيانات شركة الشحن "كبلر".
وبذلك تكون صادرات الخام الروسية المنقولة بحرًا عند أعلى مستوى لها منذ مايو/أيار 2019.
وتواصل كل من الصين والهند شراء النفط الروسي في وقت تتراجع فيه دول الاتحاد الأوروبي عن التجارة مع موسكو، قبل الموعد النهائي لحظر واردات الخام والمشتقات الروسية في الربع الأول من عام 2023.
وزاد المستوردان الآسيويان من حصة الخام الروسي قرابة 30% و20% على التوالي، وهي زيادة تتجاوز المليون برميل يوميًا عن مستويات ما قبل الحرب.
وأظهرت البيانات أن صادرات الخام الروسية إلى تركيا تضاعفت -أيضًا- إلى 260 ألف برميل يوميًا.
كما نمت واردات بلغاريا أكثر من 3 أضعاف، لتتجاوز الـ200 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
في الوقت نفسه، ظلت واردات الاتحاد الأوروبي من الخام الروسي عند 1.3 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من يونيو/حزيران، ولم يطرأ عليها تغيير كبير منذ مايو/أيار، لكنها انخفضت من 1.75 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
على الجانب الآخر، رفع الاتحاد الأوروبي الواردات من الخام الأميركي بنحو 400 ألف برميل يوميًا، أو (50%)، منذ بداية العام، واشترى المزيد من الخام النرويجي والمصري؛ لتعويض نقص الإمدادات.
صمود الصادرات الروسية
منذ غزو روسيا لأوكرانيا، بدأ تداول خام الأورال من الدرجة الأولى بخصم كبي، مقارنة بالخامات الأخرى.
وقيّمت مؤسسة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، في 30 مايو/أيار، خام الأورال عند 92.145 دولارًا للبرميل، وخام برنت المؤرخ عند 132.06 دولارًا للبرميل.
وفي اليوم الذي سبق غزو روسيا لأوكرانيا، حددت خام الأورال الروسي عند 90.72 دولارًا للبرميل، وخام برنت عند 100.48 دولارًا للبرميل.
لكن مع ارتفاع أسعار النفط والمشتقات النفطية على مستوى العالم، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع عائدات صادرات النفط الروسية بمقدار 1.7 مليار دولار في مايو/أيار، إلى قرابة 20 مليار دولار، دون تغيير عن فبراير/شباط.
وأمام ذلك، أثارت قدرة صادرات النفط الروسية على الصمود والتكيف في مواجهة العقوبات الغربية ذهول مراقبي السوق.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادرة أمس الأربعاء 15 يونيو/حزيران، أن إجمالي إنتاج روسيا من النفط في مايو/أيار ارتفع بمقدار 130 ألف برميل يوميًا إلى 10.55 مليون برميل يوميًا، بعد انخفاض 930 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن البلاد ستحتفظ بمكانتها بصفتها ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، رغم تضرر جزء كبير من إنتاج النفط الروسي جراء العقوبات والحظر.
وعلى الرغم من أن حظر الاتحاد الأوروبي يستثني صادرات النفط الروسي عبر خط أنابيب دروجبا إلى وسط أوروبا، كان الاتحاد الأوروبي يستورد قرابة 2.3 مليون برميل يوميًا من الخام الروسي، و1.2 مليون برميل يوميًا من المشتقات النفطية قبل الحرب، وفقًا لبيانات إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
المشتقات النفطية
من المتوقع أن تشهد تدفقات الخام والمشتقات النفطية من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي تراجعًا حادًا في الأشهر المقبلة، بعد موافقة الكتلة على حظر 90% من الواردات الروسية خلال 6-8 أشهر.
وبينما تواصل صادرات النفط الروسي النمو، تُظهر البيانات أن الطلب على صادرات المشتقات النفطية تراجَع بدرجة كبيرة.
ففي النصف الأول من شهر يونيو/حزيران، بلغ متوسط الصادرات الروسية من المشتقات النفطية -الديزل وزيت الوقود الثقيل و زيت الوقود الناتج عن التقطير التفريغي والنافثا ووقود الطائرات- ارتفاعًا من مايو/أيار عند 2.58 مليون برميل يوميًا، لكن يظل منخفضًا عن صادرات فبراير/شباط البالغة 3.14 مليون برميل يوميًا.
وتُظهر البيانات أن تدفقات المشتقات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي تراجعت بنحو 300 ألف برميل يوميًا، مقارنة بشهر فبراير/شباط عند 1.3 مليون برميل يوميًا.
وعلى الأرجح، ستستورد أوروبا النفط الروسي في شكل مزيج بديل، بعد معالجته وإعادة تصديره بواسطة مصافي التكرير في الهند وتركيا.
وتضاعفت واردات المشتقات النفطية إلى الاتحاد الأوروبي من الهند وتركيا إلى 165 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار، وفقًا لكبلر.
إنتاج الخام الروسي
في الوقت نفسه، أفادت وكالة أنباء برايم، نقلًا عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن إنتاج الخام الروسي يقترب من مستويات شهر فبراير/شباط.
فبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، انخفض إنتاج النفط الروسي نتيجة فرض عقوبات غربية على موسكو، وابتعاد العملاء الأوروبيين عن الشراء.
ومع ذلك، قال نوفاك، إن إنتاج النفط الروسي شهد زيادة كبيرة خلال الشهر الجاري بنحو 600 ألف برميل يوميًا، موضحًا أن الإنتاج يتراجع -حاليًا- بقرابة 300 ألف برميل يوميًا عن مستويات ما قبل الغزو، وكان أقصى تراجع عند 1-1.1 مليون برميل يوميًا.
وتابع: "تتوافر جميع المتطلبات الأساسية لزيادة الإنتاج في يوليو/تموز، لكن الحجم الفعلي سيعتمد على خطط الشركة، والصادرات، والإمدادات إلى السوق المحلية".
وتعافى إنتاج الخام الروسي بنحو 150 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار، إلى 9.29 مليون برميل يوميًا، وفقًا لآخر مسح أجرته إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وكان هذا أقلّ من حصتها البالغة 10.549 مليون برميل يوميًا بموجب اتفاقية إنتاج أوبك+، والتي ارتفعت حصتها إلى 10.663 مليون برميل يوميًا لشهر يونيو/حزيران.
ووفقًا لحسابات إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، سيُعاد توجيه نصف صادرات النفط الخام المنقولة بحرًا فقط (1.9 مليون برميل يوميًا) من أوروبا إلى آسيا.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الهيدروجين في السعودية والإمارات وسلطنة عمان يمهد لصدارة عالمية
- إعادة تدوير البطاريات غير كافية لتلبية الطلب المتزايد من السيارات الكهربائية (تقرير)
- نقص السفن يهدد انتشار طاقة الرياح البحرية في أوروبا (تقرير)