نائب رئيس شنايدر إلكتريك: نشارك في توسعات حقل ظهر والتنقيب عن النفط المصري (حوار)
انتهينا من 50% من مراكز التحكم الذكية.. ونستعد للمرحلة الثانية من محطة بنبان
أمل نبيل
- شنايدر إلكتريك تنشىء 5 محطات لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في محافظة سيناء
- أزمة الرقائق الإلكترونية أثّرت سلبًا في المعدل الزمني لتنفيذ المشروعات
- 300 مليون يورو حجم استثمارات الشركة في مصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي بنهاية 2021
- إنشاء صُوَب زراعية وأحواض سمكية بالطاقة الشمسية في صعيد مصر
تؤدي شركة شنايدر إلكتريك دورًا أساسيًا في التحول المصري نحو الطاقة النظيفة، إذ تشارك في إنشاء مراكز تحكّم ذكية لشبكات الكهرباء، ومحطات للطاقة الشمسية وتحلية المياه.
وتستهدف الحكومة المصرية رفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى نحو 42% بحلول عام 2035.
وقال نائب رئيس شركة شنايدر إلكتريك لقطاع المشروعات بمصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي، رامي مصطفى، إن شركته تستعد لإنشاء المرحلة الثانية من محطة "بنبان" للطاقة الشمسية بقدرة 1.6 غيغاواط، كما تشارك في إنشاء محطات جديدة لتحلية المياه واستخراج مياه الآبار، تعمل بالطاقة النظيفة في القاهرة وجنوب سيناء والصعيد.
وأضاف مصطفى، في حواره مع منصة "الطاقة" المتخصصة، أن شركته تشارك في المرحلة التوسعية من حقل ظهر، بعد مشاركتها في المرحلة الأولى من المشروع، بحجم أعمال يتجاوز 80 مليون يورو (85.36 مليون دولار)، بالإضافة إلى مشاركتها في مشروع استخراج الغاز الطبيعي بمنطقة غرب الدلتا مع شركة بي بي البريطانية، ومشروعات التنقيب عن النفط في محافظة أسيوط.
ويقع حقل "ظهر" للغاز الطبيعي غرب محافظة بورسعيد، ويعدّ أكبر حقل غاز في مصر اكتُشِف في البحر المتوسط، باحتياطيات تُقدَّر بنحو تريليون قدم مكعبة.
وتحدّث نائب رئيس شركة شنايدر إلكتريك عن أثر أزمة نقص الرقائق الإلكترونية في أعمال شركته، إضافة إلى حجم استثماراتها، ونقاط أخرى متعددة.
وإلى نص الحوار:
في البداية.. ما أبرز مشروعات شركة شنايدر إلكتريك في مصر حاليًا؟
تعمل شركة شنايدر إلكتريك في مجالات متعددة، من بينها مراكز البيانات والتحديث الرقمي، بالإضافة إلى قطاع الطاقة بكل مجالاته من النفط والغاز والطاقة الجديدة والمتجددة، إلى جانب قطاع المباني، وقطاع التحكم الصناعي.
في مجال الطاقة نعمل -حاليًا- مع الحكومة المصرية في إنشاء مراكز التحكم الذكية التي تقام على 3 مراحل، وتمّ حاليًا أكثر من نصف المرحلة الأولى بقليل، وهي تستهدف إنشاء 4 مراكز للتحكم في شمال وجنوب القاهرة.
ومن المنتظر الدخول في المرحلة الثانية، التي تشمل 5 مراكز في محافظات الإسكندرية والدلتا والمنيا.
وتعدّ مراكز التحكم نواة لشبكة ذكية في مصر، نستهدف بها تغطية جميع محافظات الجمهورية، وتتضمن معدّات هائلة في 12 ألف وحدة ذكية من وحدات الربط الحلقي، كما تشترك الشركة في تهيئة البنية التحتية للعاصمة الإدارية الجديدة.
وتتعاون شنايدر إلكتريك مع الحكومة المصرية في مشروعات الأبراج والحي اللاتيني بالعلمين الجديدة، إذ نورّد معدّات جهد منخفض ومتوسط، وخلال العامين الأخيرين، رفعنا طاقتنا الإنتاجية في وحدات الجهد المتوسط من 2500 وحدة إلى 4000 وحدة لتلبية الطلب المتزايد في المشروعات القومية، كما ضاعفنا الطاقة الإنتاجية في وحدات الجهد المنخفض من 3000 وحدة إلى نحو 7 آلاف وحدة.
كما تشارك شنايدر إلكتريك بشكل وثيق في مشروعات الصرف الصحي والري الذكي وتحلية المياه في مصر، التي تشهد نشاطًا ملحوظًا، خاصًة في محافظة سيناء، وبعض محافظات الساحل الشمالي.
كانت الحكومة المصرية قد وقّعت في يوليو/تموز 2020، مع شركة شنايدر إلكتريك، اتفاقية لإنشاء 14 مركز تحكّم مع وزارة الكهرباء.
وترجع أهمية مراكز التحكم إلى أنها تراقب مكونات الشبكة الكهربائية، ما يتيح سرعة التعامل مع المشكلات الطارئة، وتوفير بدائل تغذية للأماكن التي بها أعطال، والإسهام في تقليل زمن عودة التيار بعد قطعه من خلال اكتشاف الانقطاع، والعمل على حلّ المشكلة دون إبلاغ المواطنين بها.
ماذا عن مشروعات الشركة في مجال تحلية المياه؟
أنشأت الشركة نحو 5 محطات تحلية للمياه خلال العام الماضي، من بينها محطة تحلية "الجلالة"، التي تعدّ واحدة من أكبر محطات التحلية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تنتج 150 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، وتتراوح القدرة الإنتاجية لمحطات المياه الأخرى بين 20 و30 ألف متر مكعب.
وتعمل الشركة حاليًا على إنشاء 5 محطات تحلية مياه تعمل بالطاقة الشمسية في محافظة سيناء، بقدرات تصل إلى 7 آلاف متر مكعب، تمّ أكثر من 50% منها تقريبًا.
وحاليًا نعمل على محطات معالجة صناعية ومعالجة مياه الصرف بهدف توفير الطاقة والمياه، من بينها مشروع محطة "الحمام "بالساحل الشمالي، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 6 ملايين متر مكعب من المياه يوميًا.
ما الدور الذي تؤديه الشركة في "إستراتيجية مصر للتحول نحو الطاقة المتجددة"؟
تركّز استراتيجية شنايدر إلكتريك في الوقت الحالي على رفع كفاءة استخدام الطاقة وتحقيق الاستدامة، لخفض الانبعاثات الكربونية وحماية المجتمعات من التغيرات المناخية.
وفي مصر، شاركت الشركة في إنشاء مجمع بنبان للطاقة الشمسية، الذي تتجاوز قدرته الإنتاجية 1000 ميغاواط، ومن المقرر إضافة مراحل جديدة للمحطة لرفع طاقتها الإنتاجية حتى عام 2035، كما أنشأنا صُوَبًا زراعية وأحواضًا سمكية تعمل بالطاقة الشمسية في مدينة الأقصر، وهي تسهم في ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وأنشأنا حضّانات دواجن تستفيد منها المرأة في مدن الصعيد، فضلًا عن محطات تحلية المياه وآبار استخراج المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية.
كيف أثّرت أزمة نقص الرقائق الإلكترونية في مشروعات الشركة؟
بالطبع هي أزمة عالمية، كان لها تأثير سلبي في جميع الأسواق، وعلى صعيد السوق المصرية، كان هناك تباطؤ واضح في تنفيذ المشروعات، وزيادة في العمر الافتراضي، فالمشروعات التي قد تستغرق من 6 إلى 9 أشهر للتنفيذ، تستغرق حاليًا ما يقرب من عام ونصف.
وفي الوقت الحالي، تنتج شركات المواد الخام نحو 30% من الرقائق المستخدمة في الصناعات الكهربائية؛ بسبب الإغلاق الصيني والتوترات الجيوسياسية في المنطقة.
ولفتت هذه الأزمة الأنظار إلى أهمية تنويع مصادر المواد الخام، والمرونة في تصميم المشروعات؛ لمجابهة مثل تلك الأزمات وزيادة الاعتماد على المكونات محلية الصنع، والتي زادت نسبتها بين 40 و60% في مصنعنا بمدينة بدر المصرية.
تتجه الحكومة المصرية لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، هل تؤدي شنايدر إلكتريك دورًا في هذه المبادرة الأولى من نوعها في مصر؟
بالفعل تؤدي شنايدر إلكتريك دورًا أساسيًا في هذا المبادرة، إذ أنشأنا محطة في جنوب سيناء للطاقة الشمسية بقدرة 5 ميغاواط قابلة للزيادة، ونضع حاليًا، بالتعاون مع المحافظة، الخطة التوسعية للمحطة، كما يجري العمل على تحلية المياه وإنارة الطرق بالطاقة النظيفة.
وتخطط الحكومة المصرية لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، بتكلفة تُقدَّر بنحو 7ملايين دولار، عبر تبنّي مزيد من التقنيات منخفضة الكربون، والممارسات الجيدة لإدارة المخلّفات.
ما حجم استثمارات شنايدر إلكتريك مصر في الوقت الحالي، وهل تخطط الشركة لدخول أسواق جديدة؟
ارتفع حجم استثمارات الشركة في مصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي إلى 300 مليون يورو (321.34 مليون دولار) بنهاية عام 2021، ونفكر جديًا في العودة إلى السوق الليبية، كما نخطط لاقتحام أسواق الكونغو ورواندا، والتي تشهد طفرة واضحة في مشروعات الطاقة النظيفة.
وأحب أن أختم حديثي هنا بالإشارة إلى أن شنايدر إلكتريك هي شركة فرنسية عالمية تأسست عام 1836، من قبل الأخوين أوغین وأدولف شنايدر، وبدأت عملها في السوق المصرية في عام 1987، وتمتلك مصنعين في مصر، أحدهما في مدينة بدر، والآخر في العاشر من رمضان.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: تحسين كفاءة الطاقة يقلل الاعتماد على النفط والغاز الروسي
- مصر تعتزم تنفيذ مشروعات ضخمة بقطاع النفط في غينيا الاستوائية
- الطاقة النووية في أستراليا خارج المنافسة.. التكلفة ووفرة الموارد المتجددة أبرز الأسباب