تستعد أرباح تكرير وقود الطائرات في آسيا إلى تحقيق المزيد من المكاسب في الأسابيع المقبلة، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ويعزز تخفيف القيود الطلب على السفر في الصيف، كما تتخطى سعة شركات الطيران العالمية 100 مليون مقعد لأول مرة منذ أوائل عام 2020، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وسجلت الهوامش القياسية لتكرير وقود الطائرات في آسيا، في سنغافورة هذا الأسبوع، مستوى قياسيًا بلغ 50.75 دولارًا للبرميل مقارنةً بخام دبي، وفقًا لبيانات رفينيتيف التي تعود إلى عام 2009.
وقال مراقبو السوق إن نمو الطلب قد يتباطأ في أواخر الربع الثالث من العام، قبل أن ينتعش مرة أخرى خلال نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، بسبب التخزين قبل ذروة أشهر الشتاء.
زيادة قدرة شركات الطيران
أظهرت بيانات الصناعة، أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار والرسوم الإضافية على الوقود، فقد ارتفع عدد مقاعد شركات الطيران المجدولة بشكل مطّرد خلال الأشهر الـ3 الماضية.
وقالت كبيرة المحللين في مجموعة بوسطن الاستشارية، ساندي كوا: "يتواصل تخفيف القيود على السفر، إذ يتوق الناس للسفر وتعويض الوقت الضائع في العامين الماضيين، يجب أن يستمر دعم الطلب هذا في الأشهر المقبلة، حال عدم حدوث أيّ تفشٍّ جديد للفيروسات".
ومن جانبها، كشفت مؤسسة "أو إيه جي" الدولية المزوّدة لبيانات المطارات وشركات الطيران أن الهوامش زادت أكثر من 3 أضعاف منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني في أواخر فبراير/شباط.
وارتفعت الهوامش قرابة 100% منذ نهاية مارس/آذار، مع زيادة قدرة الخطوط الجوية العالمية بنحو 12 مليون مقعد، إلى 95.2 مليون هذا الأسبوع.
وأضافت الصين وحدها أكثر من 3 ملايين مقعد محلي إلى الجدول هذا الأسبوع.
كما أظهرت بيانات أو إيه جي أن جداول الرحلات العالمية ستصل إلى 100.6 مليون مقعد الأسبوع المقبل، وسترتفع إلى 108.5 مليون مقعد بحلول منتصف أغسطس/آب، على الرغم من أن التعافي لا يزال متفاوتًا.
توقعات الطلب على وقود الطائرات
قال كبير محللي النفط والغاز في مؤسسة فيتش سولوشنز، بيتر لي: "من المرجح أن يظل الطلب على وقود الطائرات بنّاءً للغاية خلال الأشهر المقبلة.. لقد أصبحت الحكومات بارعة للغاية في إدارة تفشّي الوباء، وانتقلت من فرض قيود إلى التعايش مع الفيروس".
كما أوضح محلل النفط في شركة البيانات والتحليلات كبلر، جين شيه، أنه "من المتوقع أن يظل السفر الجوي الدولي داخل وخارج الصين ضعيفًا لبعض الوقت، إذ تستمر البلاد في التمسك بسياستها الخاصة بعدم انتشار جائحة كورونا، ومن المرجح أن تسعى لتقليل حالات كورونا القادمة من الخارج".
وأضاف: "ولكن بشكل عام، خارج الصين، نظرًا لأن المدّة من يونيو/حزيران إلى يوليو/تموز ستكون ذروة مواسم السفر، نتوقع أن يتوسع الطلب على وقود الطائرات في آسيا بسرعة (بنحو 200-220 ألف برميل يوميًا على أساس شهري) خلال هذا الوقت".
إنتاج الديزل ووقود الطائرات
كانت تقارير سابقة -في أبريل/نيسان الماضي- قد أشارت إلى أن مصافي التكرير تخطط لزيادة إنتاجها من الديزل ووقود الطائرات خلال فصل الصيف، بدلًا من البنزين، على الرغم من أن البنزين هو الوقود الأكثر ربحًا على مدار التاريخ، مقارنةً بالمشتقات النفطية الأخرى.
وأصبح تكرير النفط الخام إلى الديزل ووقود الطائرات أكثر ربحًا في الوقت الحالي من صناعة البنزين، بفضل العقوبات الغربية على روسيا.
ومن جانب آخر، هبط إنتاج وقود الطائرات في الصين إلى أدنى مستوى له في 10 سنوات، عند 1.75 مليون طن متري في أبريل/نيسان، في ظل الأضرار التي لحقت بالاستهلاك المحلي بسبب عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع أسعار وقود الطائرات يدفع الشركات إلى زيادة أسعار التذاكر (تقرير)
- أميركا تدرس قرارًا نادرًا بالسحب من احتياطي الديزل.. ماذا يعني ذلك؟
- إنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين بمطار بيتسبرغ من الغاز الطبيعي
اقرأ أيضًا..
- كيف تنجو دول النفط والغاز من مقصلة انتقال الطاقة؟ السعودية نموذجًا للصدارة
- وكالة الطاقة الدولية تطالب أوروبا بتقليص الطلب على الغاز لتجنب شتاء قاسٍ
- اليابان توفر الكهرباء من الطاقة المتجددة باستخدام توربينات أعماق المحيطات
- تحرك أوروبي لحظر بيع سيارات البنزين والديزل بحلول 2035