وكالة الطاقة الدولية تطالب أوروبا بتقليص الطلب على الغاز لتجنب شتاء قاسٍ
وفاتح بيرول يحذر من أزمة في إمدادات الطاقة
أمل نبيل
في الوقت الذي تتدافع فيه دول أوروبا لإيجاد إمدادات بديلة للغاز الروسي، دعت وكالة الطاقة الدولية دول الاتحاد الأوروبي إلى تقليص استهلاك الغاز قبل موسم الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب على الكهرباء لتدفئة المنازل.
وحذّر رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، اليوم الأربعاء 8 يونيو/حزيران، من أن دول القارة العجوز قد تواجه أزمة في إمدادات الطاقة خلال الشتاء المقبل، بعد أن تسبّب الغزو الروسي على أوكرانيا في تفاقم أزمة الطاقة في المنطقة، وفقًا لرويترز.
وتعتمد أوروبا على تلبية نصف احتياجاتها تقريبًا من الطاقة من الغاز الروسي، وفي العام الماضي صدّرت موسكو 155 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا، ما يوفّر أكثر من 31% من إمدادات الغاز في المنطقة، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
شتاء قاسٍ بسبب نقص إمدادات الغاز
قال بيرول، خلال المؤتمر السنوي لوكالة الطاقة في الدنمارك: "إنني قلق بصفة خاصة بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، فقد نشهد أيامًا صعبة للغاية، إذا كان الشتاء المقبل طويلًا وقاسيًا".
ومنذ الغزو الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، حاول الاتحاد الأوروبي تقليص اعتماده على الغاز الروسي، بشراء كميات أكبر من الغاز الطبيعي المسال، الذي يُعد بديلًا جذابًا، إذ يمكن شحنه على ناقلات بدلًا من تسليمه عبر خطوط الأنابيب، كما أنه وقود أنظف من الفحم والزيت.
وأضاف: "بينما تتطّلع الحكومات والشركات الآن لتأمين إمدادات بديلة من الطاقة، من المهم أن تتخذ الحكومات تدابير عاجلة لخفض الطلب".
وفي سبيل تقليل الطلب على الغاز بنحو 9 مليارات متر مكعب، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز سعة الطاقة الشمسية إلى 320 غيغاواط بحلول عام 2025، ثم 600 غيغاواط نهاية العقد.
كما تخطط دول القارة لتعويض إمدادات الطاقة الروسية عبر بناء محطات جديدة لاستيراد الغاز المسال، والتوسع في مشروعات الطاقة النووية وإطالة عمر محطات الفحم، واستيراد الغاز من دول أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إنه إذا قلّل المستهلكون الأوروبيون درجات الحرارة في منازلهم بمقدار درجتين مئويتين، فسيجري توفير 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يعادل الكميات القادمة من روسيا إلى أوروبا عبر "نورد ستريم 1".
الغاز الطبيعي المسال
تخطط دول الاتحاد الأوروبي لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام، وهو ما سيُسهم في رفع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال، الذي من المتوقع أن يتجاوز المعروض بمقدار 26 مليون طن بحلول نهاية عام 2022 بحسب بحث أجرته شركة الاستشارات ريستاد إنرجي، ونقله موقع سي إن إن.
وبلغ إجمالي واردات أوروبا من الغاز المسال 11.591 مليون طن متري خلال أبريل/نيسان، أي ما يعادل 15.995 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وكانت فرنسا وإسبانيا أكبر المشترين، في حين استوردت المملكة المتحدة 28.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال بين فبراير/شباط، وأبريل/نيسان، بزيادة 29% عن المدة نفسها من العام الماضي.
وترتبط أسعار الغاز الطبيعي المسال ارتباطًا وثيقًا بأسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، الذي يُسلم عبر خطوط الأنابيب.
وتحوم الأسعار المعيارية للعقود الآجلة للغاز في أوروبا حاليًا بالقرب من 30 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، انخفاضًا من 67 دولارًا في مارس/آذار الماضي، لكن من المتوقع أن تصل إلى ما يزيد على 100 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية إذا قطعت روسيا فجأة شحنات الغاز بالكامل عن دول أوروبا، كما فعلت مع بولندا وبلغاريا وفنلندا.
واستوردت أوروبا نحو 45% من غازها الطبيعي المسال من الولايات المتحدة خلال الشهرين الماضيين، وزوّدت قطر دول الاتحاد بما يزيد قليلًا على الخمس.
وشحنت الولايات المتحدة 9.022 مليار متر مكعب من الغاز المسال على مستوى العالم في أبريل/نيسان، وبلغ إجمالي الشحنات القطرية 9.132 مليار متر مكعب.
موضوعات متعلقة..
- أوروبا تستقبل 74% من صادرات الغاز المسال الأميركية (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية: تحسين كفاءة الطاقة يقلل الاعتماد على النفط والغاز الروسي
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع انكماش الطلب العالمي على الغاز في 2022
اقرأ أيضًا..
- تخزين غاز النفط المسال.. خطوة كينية في سبيل الاستغناء عن تنزانيا
- اقتراح لتصدير الغاز الجزائري إلى موريتانيا عبر خط أنابيب
- وزير النفط الإيراني: نمتلك طاقات تستطيع قلب معادلات القوة في العالم
- تقرير أوابك عن 6 دول عربية أبرزها السعودية والجزائر ومصر.. وإنجاز لسلطنة عمان