قد يكون النفط الإيراني هو القشة التي تنقذ الولايات المتحدة ودول العالم من الغرق في مستنقع أسعار الوقود التي وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، دعمتها الحرب الروسية على أوكرانيا.
ومع تزايد الضغوط على الرئيس الأميركي، جو بايدن، لخفض أسعار البنزين التي قفزت إلى ما يزيد عن 4.80 دولارًا للغالون الواحد، قد تسمح الولايات المتحدة بتدفّق المزيد من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات إلى الأسواق العالمية، حتى دون إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بحسب وكالة بلومبرغ.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لخام طهران نحو 4 ملايين برميل يوميًا، بحسب تصريحات وزير النفط الإيراني جواد أوجي، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتعثرت المحادثات بين طهران والقوى العالمية، لإحياء برنامجها النووي، في مارس/آذار الماضي، والتي كانت من شأنها أن تحدّ من أنشطة إيران النووية، وتخفف من العقوبات الأميركية على صادراتها من الطاقة.
ومع ذلك، قد يقرر جو بايدن أن الحاجة إلى خفض أسعار الوقود القياسية قبل انتخابات التجديد النصفي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني تفوق فائدة التطبيق الصارم للعقوبات، بما في ذلك الاستيلاء على ناقلات النفط الإيرانية.
تدفّق النفط الإيراني
قال رئيس قسم آسيا في فيتول غروب، مايك مولر: "قد تسمح الولايات المتحدة بتدفق قدر أكبر قليلًا من النفط الإيراني".
وأضاف خلال بث صوتي: "إذا هيمنت الحاجة إلى خفض أسعار الغاز في أميركا، فإننا نتوقع غضّ الطرف إلى حدّ ما عن تدفّق براميل النفط الإيراني الخاضعة للعقوبات".
وفي الشهر الماضي، صادرت الولايات المتحدة النفط من سفينة ترفع العلم الإيراني قبالة سواحل اليونان، وأعقب ذلك احتجاز طهران لناقلتين يونانيتين في الخليج العربي.
وقال مولر، من غير المُرجح أن خطوة واشنطن تشير إلى مصادرة المزيد من ناقلات النفط الإيرانية.
ورفعت إيران صادراتها من النفط هذا العام بنسبة 30%، لتصل إلى 870 ألف برميل يوميًا، تسللت معظمها إلى الصين.
واستوردت بكين قرابة 650 ألف برميل يوميًا من نفط طهران خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، مقارنة بنحو 700 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار.
ووفقًا لمحللي الطاقة، يمكن أن يسهم اتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن بتدفّق نحو 500 ألف إلى مليون برميل يوميًا من الخام الإيراني إلى الأسواق الدولية، وهو ما يكفي لخفض الأسعار.
وتمتلك إيران نحو 100 مليون برميل من مخزونات النفط والتي يمكن ضخّها في الأسواق بسرعة.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من 50% هذا العام، إلى مايقرب من 120 دولارًا للبرميل، بدعم من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وترى فيتول -أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم- أن إطلاق واشنطن للاحتياطيات الإستراتيجية يساعد بتحقيق التوازن في السوق، على الرغم من قلّة الإمدادات.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت أميركا سحب مليون برميل يوميًا من احتياطي النفط الإستراتيجي على مدار 6 أشهر مقبلة، لتهدئة أسعار البنزين.
واستبعد مايك مولر أن يؤثر قرار أوبك+ (تحالف من 23 دولة من منتجي النفط بقيادة السعودية وروسيا) بزيادة إنتاج النفط في الأسعار بشكل كبير، وذلك لأن العديد من الأعضاء سيكافحون لضخّ المزيد، وقد تنخفض صادرات موسكو جراء العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا.
وكان تحالف أوبك+ قد أعلن في اجتماعه الشهري، يوم الخميس 2 يونيو/حزيران، زيادة إنتاج النفط بنحو 648 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين.
وقال رئيس قسم آسيا في فيتول غروب -والذي تاجرت شركته في 7.6 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات المكررة يوميًا في عام 2021-، إن توقعات أسعار النفط تتأرجح بين 135 و140 دولارًا للبرميل، من وجهة نظر بعض محللي السوق، في حين يرى آخرون أن الأسعار في مسار هابط لأقلّ من 100 دولار للبرميل مرة أخرى.
ويشهد الطلب على النفط تباينًا بين الدول الغنية والفقيرة، فبينما تشهد بعض دول آسيا مثل ماليزيا وسنغافورة انتعاشًا في استهلاك الوقود مع تخفيف عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، تشهد دول أخرى مثل باكستان وسريلانكا -والتي عجزت عن سداد السندات الدولارية وتكافح لدفع ثمن واردات الوقود- عجزًا في الطلب.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط في العام الجاري بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 99.4 مليون برميل يوميًا.
في حين توقعت الوكالة تراجع الطلب على الخام خلال الربع الثاني من هذا العام، بنسبة 56.8%، ليصل إلى 1.9 مليون برميل يوميًا، مقابل 4.4 مليونًا خلال الربع الأول من 2022.
موضوعات متعلقة..
- الهند تهاجم حظر النفط الإيراني والفنزويلي في الأسواق العالمية
- النفط الإيراني ينافس الخام الروسي في السوق الموازية (مقال)
- شركات روسية تتولى تطوير حقول النفط الإيرانية.. انقلاب مزدوج على العقوبات
اقرأ أيضًا..
- تحويل أطول خط أنابيب معزول في العالم إلى الطاقة الشمسية
- مصر تستعد لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء (خاص)
- سوناطراك الجزائرية تستخدم الأقمار الصناعية لتحديد حجم الغازات المحترقة