ارتفاع أسعار مكونات الطاقة الشمسية قد يعرقل خطط أوروبا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- تعزيز الطاقة الشمسية في أوروبا يصطدم بارتفاع أسعار المواد الخام.
- أوروبا تستهدف تركيب 420 غيغاواط من الطاقة الشمسية بنهاية هذا العقد.
- أسعار الوحدات الشمسية ارتفعت أكثر من 20% خلال العام الماضي.
- ارتفاع أسعار البولي سيليكون يعرقل مشروعات الطاقة الشمسية.
تعقد أوروبا آمالًا كثيرة على الطاقة الشمسية في تقليل واردات الوقود الأحفوري الروسي، لكن تحديات التكلفة تقف عقبة رئيسة أمام هذه الخطط، بفعل اضطرابات سلاسل التوريد بعد أزمتي كورونا وغزو أوكرانيا.
وإلى جانب تركيبات طاقة الرياح، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز السعة الشمسية بنحو 420 غيغاواط بحلول عام 2030، لتلبية الهدف المتمثل في زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء من 40% إلى 45%.
وتمتلك أوروبا 189 غيغاواط من السعة الشمسية المركبة؛ ما يعني حاجتها إلى تركيب 44 غيغاواط سنويًا، وفق شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.
وترى شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير صادر حديثًا، واطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، أن ارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة للطاقة الشمسية يُعَد عقبة رئيسة أمام الخطة الأوروبية ريباور إي يو (REPowerEU)، الخاصة بإنهاء اعتماد الكتلة على الطاقة الروسية.
سعة الطاقة الشمسية
تتوقع وود ماكنزي، نمو الطاقة الشمسية الكهروضوئية عالميًا بمعدل سنوي مركب يبلغ 8% بين عامي 2022 و2031 لتصل إلى أكثر من 3500 غيغاواط من إجمالي السعة المركبة.
ومن المتوقع أن تستحوذ أوروبا على أكثر من 9% أو ما يقرب من 331 غيغاواط من تركيبات الطاقة الشمسية خلال هذه المدّة، بغض النظر عن خطة إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي، بحسب التقرير الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي عام 2022، من المرجح ارتفاع الطلب على الوحدات الشمسية في الاتحاد الأوروبي بنحو 49 غيغاواط، لتمثل 22% من الإجمالي العالمي، مع سعي الكتلة لتعزيز الطاقة المتجددة من أجل تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي.
وأدّت جهود الدول للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والتحول إلى الطاقة النظيفة إلى دفع الابتكار والسياسات؛ ما أسهم في تراجع تكلفة الطاقة الشمسية على مدى العقدين الماضيين.
ومع ذلك، ارتفعت أسعار الوحدات الشمسية بأكثر من 20% العام الماضي، مع تداعيات وباء كورونا، كما يقول كبير المحللين في وود ماكنزي، ثيو ثيودورو.
وترى شركة ريستاد إنرجي أن تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في أوروبا يتطلّب أكثر من تريليون دولار.
أسعار البولي سيليكون
ارتفع سعر البولي سيليكون -المادة الأولية الرئيسة لإنتاج رقائق الخلايا الشمسية- 3 مرات خلال الأشهر الـ18 الماضية.
ويرجع ذلك إلى قيود كورونا وأزمة الطاقة في الصين؛ ما أدّى إلى تأخيرات في السعة الجديدة، ولكن من المتوقع أن تظل أسعار البولي سيليكون مرتفعة هذا العام، رغم قدرة بكين على إعادة توازن السوق.
وتنتج شركة واكر شيمي (Wacker Chemie) الألمانية -الشركة الأوروبية الأكثر إنتاجًا- 60 كيلو طن سنويًا من البولي سيليكون، وتصدر جميعها تقريبًا إلى الصين؛ حيث لا توجد قدرة كافية لاستهلاك هذا الحجم في أوروبا.
ومن أجل أن تستهلك المنطقة إنتاجها الحالي من البولي سيليكون، ستحتاج إلى زيادة تصنيع السبائك والرقائق بأكثر من 10 مرات، إلى جانب تعزيز التصنيع النهائي للخلايا والوحدات بمقدار 21 مرة و3 مرات على التوالي.
ومن المتوقع أن تحتاج أوروبا إلى تعزيز القدرة الحالية لإنتاج البولي سيليكون بمقدار 3 أمثال، والرقائق بأكثر من 21 مرة، مع دعم سعة تصنيع الخلايا والوحدات الشمسية بنحو 42 و6 مرات على التوالي، من أجل تحقيق هدف الطاقة الشمسية في خطة "ريباور إي يو".
وعلاوة على ذلك؛ فإن سعر الزجاج النقي المضاد للانعكاس -وهو المادة الرئيسة المستخدمة للغطاء الجانبي الأمامي لوحدات الطاقة الشمسية- يتعرض لضغوط؛ بسبب زيادة تكاليف الغاز الطبيعي والقصدير، كما شهدت أسعار الألومنيوم والصلب والنحاس زيادة أكثر من 30% منذ العام الماضي، بحسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على وحدات الطاقة الشمسية عالميًا يصطدم بأزمة المعروض في 2022
- هل تدعم الطاقة الشمسية خطط أوروبا للتخلص من الوقود الروسي؟
اقرأ أيضًا..
- 3 خيارات أوروبية لاستبدال النفط الروسي.. أبرزها الشرق الأوسط
- إيرادات صادرات النفط العراقي تكسر حاجز 11 مليار دولار في مايو