أسعار النفط القياسية تحقق أرباحًا إضافية لـ"بيمكس" المكسيكية
ورئيس الدولة يخطط للاستفادة منها في دعم أسعار الوقود
مي مجدي
مع ارتفاع أسعار النفط القياسية فوق 100 دولار للبرميل، حقق عمالقة النفط والغاز أرباحًا تاريخية، ومن بينهم شركة بيمكس المكسيكية المثقلة بالديون.
فقد تجاوزت أرباح صادرات النفط الخام توقعات شركة النفط المملوكة للدولة بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، ومنحها ذلك متنفسًا وأملاً لسداد ديونها.
ومنذ مطلع العام الجاري وحتى مايو/أيار، بلغت أرباح الشركة دون ضرائب أكثر من 13 مليار دولار مقابل بيع النفط الخام في الأسواق العالمية، أي بزيادة بنحو 5.4 مليار دولار من التقديرات التي وضعتها في الميزانية لهذه المدة، حسب بلومبرغ.
وتُعزى الزيادة في الإيرادات إلى ارتفاع أسعار النفط الخام منذ بداية العام وحتى الآن، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الاستفادة من الأسعار
تستفيد بيمكس من ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل خلال الأشهر الماضي.
وخلال الربع الأول، حققت الشركة أرباحًا بلغت 6 مليارات دولار، وهي أعلى أرباح تحققها الشركة منذ 18 عامًا.
بيد أن بيمكس تعدّ من أكبر شركات النفط المثقلة بالديون، ولديها ديون بقيمة 108.1 مليار دولار.
وبفضل ارتفاع أسعار النفط، توقفت الحكومة عن سداد ديون الشركة، حسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُقدَّر مدفوعات استهلاك الدين التي غطّتها الحكومة، العام الماضي، أكثر من 6 مليارات دولار، ويقارب ذلك ما حققته الشركة من زيادة في إيرادات النفط الخام خلال الأشهر الـ4 الأولى من هذا العام.
وأسهم ارتفاع أسعار النفط إلى تعليق خطط الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لوقف التصدير وإنهاء الاعتماد على الوقود المستورد.
في الوقت نفسه، كشفت بيمكس، يوم الثلاثاء 31 مايو/أيار، أنها ستغطي ديونًا بقيمة ملياري دولار مع المورّدين والمقاولين، من خلال برنامج لإعادة تمويل ديونها.
دعم الوقود
دفع ارتفاع تكلفة استيراد البنزين والديزل الحكومة إلى دعم أسعار الوقود.
فالمكسيك تعدّ مُصدّرًا رئيسًا للنفط الخام، وتشحن قرابة مليون برميل من النفط يوميًا، وتحقق إيرادات إضافية من مبيعاتها تفوق الـ55 دولارًا للبرميل المتوقعة في موازنة 2022.
وسبق أن قالت وكالة بلومبرغ إيكونوميكس، إن دعم الوقود يكلف الآن أكثر من الأرباح الإضافية التي تحصل عليها المكسيك؛ بفضل ارتفاع أسعار النفط.
وقدّرت بلومبرغ أن إجمالي عائدات النفط في الدولة الواقعة بأميركا اللاتينية سيبلغ 1.04 مليار دولار في مايو/أيار، في حين من المتوقع أن يصل إجمالي دعم البنزين والديزل إلى 2.39 مليار دولار خلال الشهر نفسه.
واستندت التقديرات إلى الدعم المباشر المطبَّق على الوقود منذ 5 مارس/آذار، والحافز الشهري، واستخدمت مبيعات الوقود المحلية لشهر مارس/آذار معيارًا لشهري أبريل/نيسان، ومايو/أيار.
إلّا أن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور دافع عن قرار الحكومة المتعلق بدعم أسعار البنزين والديزل، مؤكدًا أنه من الضروري السيطرة على التضخم، ويمكن تمويل الدعم بوساطة الأرباح المفاجئة من صادرات النفط الخام.
وقال: "بدلًا من النظر إلى الدعم بأنه قرار خاسر، أعتقد أننا نحقق انتصارًا؛ لأنه يعزز الاقتصاد الشعبي.. ما نحصل عليه من أرباح إضافية بسبب ارتفاع أسعار النفط يساعد في دفع الدعم".
وردًا على تقديرات بلومبرغ، رفضت وزارة المالية التقديرات، وقالت، إن مبيعات الوقود تسجل أعلى مستوياتها الموسمية في شهر مارس/آذار، وأدى ذلك إلى المبالغة في تقدير تكلفة الحافز خلال الشهرين الماضيين، مضيفةً أن حساب عائدات النفط لم يشمل الإيرادات من بيع جميع المحروقات.
وقالت المتحدثة الإعلامية للرئيس المكسيكي، إليزابيث غارسيا فيلتشيس، إن الدعم كلّف المكسيك قرابة 4.4 مليار دولار خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، أي أقلّ من نصف عائدات النفط التي تلقّتها البلاد.
وكان الرئيس المكسيكي قد تعهّد بأن أسعار البنزين لن تتجاوز متوسط التضخم خلال مدة رئاسته، وتباطأ التضخم السنوي في المكسيك أوائل الشهر الماضي، مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 7.58%، مقارنة بالعام السابق.
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين منخفض الكربون.. السعودية والمغرب ومصر أبرز اللاعبين عربيًا
- 8 خبراء يحللون للطاقة مستقبل أوبك+ وإنتاج السعودية في ظل العقوبات ضد روسيا
- اكتشاف نفطي مرتقب قد يضع إحدى الدول الأفريقية في صدارة العالم