إيران تقايض فنزويلا ونيكاراغوا.. إمدادات النفط والصيانة مقابل حصص بالمصافي
و3 حصص لطهران في أميركا اللاتينية
هبة مصطفى
- النفط الإيراني يشقّ طريقه نحو أسواق جديدة بأميركا اللاتينية
- إيران تملك 3 حصص بمصافي التكرير في فنزويلا ونيكاراغوا
- إصلاح وتطوير المصافي والصادرات مقابل حصص بالمنشآت ومشتقات نفطية
- خطط متوازية لتطوير قطاع النفط الإيراني بزيادة الإنتاج المحلي وتوسعة الصادرات
- إيران تجد سوقًا لنفطها الثقيل ومزجه بالنفط الفنزويلي يوفر لها البتروكيماويات
يبدو أن العقوبات الأميركية باتت تعزز تعاون المتضررين، إذ يتوسع قطاع النفط في إيران على الصعيد المحلي، في الوقت الذي يتحدى خلاله العقوبات، ويصنع لنفسه موقعًا دوليًا مهمًا.
ولم تكتفِ إيران بالاتفاق مع شركات نفط روسية لتطوير حقولها النفطية المحلية خلال شهر مايو/أيار، بل اتّبعت -أيضًا- سياسة عابرة للحدود لترسيخ دور النفط الإيراني دوليًا، في دولة خاضعة هي الأخرى للعقوبات الأميركية.
واتجهت إيران نحو دولتين بأميركا اللاتينية لتعزيز دور نفطها دوليًا، بعقدها اتفاقيتين في فنزويلا ونيكاراغوا لا تتعلقان فقط بتبادل الإمدادات، بل امتدّتا لامتلاكها حصصًا بمصافي الدولتين، وفق الموقع الإلكتروني لقناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية.
توسعات النفط الإيراني دوليًا
بموجب الاتفاقيات الموقّعة بين إيران وفنزويلا ونيكاراغوا، يمتلك النفط الإيراني حصصًا في 3 مصافي للتكرير بأميركا اللاتينية، في تحدٍّ جديد للعقوبات الأميركية المفروضة على كل من إيران وفنزويلا.
وهدفت وزارة النفط الإيرانية من تلك الخطوة إلى زيادة صادراتها النفطية وتنويع أنشطتها.
ووقّع وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، خلال زيارته البلدين، الشهر الجاري، الاتفاقيات الـ3، مشيرًا حينها إلى أن التوسع بامتلاك 3 حصص بمصافي نفط في أميركا اللاتينية يفتح لبلاده آفاقًا بأسواق رئيسة لتسويق شحنات نفطها الخام.
وبالإضافة إلى فتح أسواق لتصدير النفط الإيراني، تتمكن طهران بتلك الخطوة من زيادة مبيعات المنتجات النفطية بالمنطقة.
وتقترن خطط توسعات النفط الإيراني الدولية بخطوات محلية، من بينها بدء تنفيذ 25 مشروع نفطي ضخم بما يزيد إنتاج الحقول النفطية بنحو 37 ألف برميل يوميًا، وكذلك تعكف المشروعات على رفع إنتاج المكثفات والغاز الطبيعي.
وباستثمارات قاربت 3 مليار دولار، منحت إيران عقودًا نفطية لشركات محلية خلال شهر مايو/أيار، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
حصص إيران في فنزويلا ونيكاراغوا
وقّعت إيران اتفاقيتين مع فنزويلا، ووقّعت كلتا الدولتين اتفاقية ثالثة مع نيكاراغوا، في خطوة قد يكون لها مردود أميركي، لا سيما أن مصير المباحثات النووية بين إيران وواشنطن لم يُحسم بعد.
وخلال السنوات القليلة الماضية، وطّدت إيران وفنزويلا تعاونهما بقطاع الطاقة وصناعة النفط في تحدٍّ للعقوبات الأميركية التي تخضعان لها.
وبموجب الاتفاقيتين الموقّعتين مع فنزويلا، تحصل طهران على حصص بمصفاتين في البلاد، مقابل تزويدها تلك المنشآت بواردات النفط الإيراني الثقيل ومعدّات وخدمات تقنية.
وتفصيليًا، تعكف شركات النفط الإيرانية على تجديد مصفاة التكرير "باراغوانا"، التي تعدّ أكبر مصافي النفط الفنزويلية، وتبلغ سعتها ما يقرب من 955 ألف برميل يوميًا.
كما تعكف إحدى شركات النفط الإيراني على إدخال توسعات وإصلاحات بأصغر مصافي التكرير الفنزويلية "إل باليتو" التي تتّسع لما يقرب من 146 ألف برميل يوميًا، باستثمارات تصل إلى 110 ملايين يورو (116 مليون دولار).
ومقابل تلك الحصص، تُزود طهران كاراكاس بشحنات النفط الإيراني الخام والوقود، وكذلك المعدّات اللازمة لعمليات إصلاح، وتحديث مصفاتي "باراغوانا" و"إل باليتو".
وفيما يتعلق بنيكاراغوا، تتعاون طهران وفنزويلا لاستكمال بناء مصفاة تكرير بسعة 100 ألف برميل يوميًا، مقابل امتلاك حصة بها.
- شركات روسية تتولى تطوير حقول النفط الإيرانية.. انقلاب مزدوج على العقوبات
- مسؤول: صادرات النفط الإيراني زادت 40% بسبب تنويع العملاء والأسواق
أسواق جديدة
أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنه رغم العقوبات الأميركية وقيود التصدير، فإن طهران تمكّنت من مضاعفة صادراتها النفطية عبر فتح آفاق وأسواق جديدة، وفق ما نقلته وكالة أنباء فارس.
وأضاف أن إيران نجحت في إتمام اتفاق يسمح لها بشراء حصص بمصافي فنزويلية تضررت إثر الحصار الأميركي، الذي دفع الخبراء الأجانب للعزوف عن مواصلة العمل بها؛ ما أدى لظهور مشكلات بالصيانة تتطلب إدخال تحديثات وترقيات.
وفي السياق ذاته، لاقى النفط الإيراني الثقيل سوقًا رائجة له في فنزويلا، ورغم أنه لا يشهد إقبالًا خلال عمليات التصدير، فإن إستراتيجية فنزويلا بمزجه مع خامها فوق الخفيف سمحت لطهران بإيجاد منافذ تصدير له بجانب المشتقات النفطية والمكثفات والبتروكيماويات.
وتُخطط إيران لاتّباع إستراتيجية مزدوجة لمضاعفة صادرات النفط، إذ إن إستراتيجيتها تقوم على تزويد فنزويلا ونيكاراغوا بالخام مقابل إجراء عمليات الصيانة والإصلاح والحصول على حصة من إنتاج المصافي المكرر؛ لتعيد بيعه مرة أخرى بالأسواق؛ لتوفير العملة الصعبة.
الصادرات الإيرانية
دفع توجّه الحكومة الإيرانية إلى فتح أسواق جديدة خارج حدودها -ومن ضمنها فنزويلا- نحو زيادة معدل الصادرات بنحو 40% منذ شهر أغسطس/آب 2021 حتى مارس/آذار الماضي، وفق بيانات أعلنتها شركة النفط الوطنية في وقت سابق.
وأرجعت الشركة ارتفاع معدل الصادرات إلى عاملين؛ زيادة الإنتاج المحلي والتوسع بالأسواق الجديدة، إذ إن إيران تُخطط لزيادة إنتاج النفط ليقارب 6 ملايين برميل يوميًا.
لكن خطط زيادة إنتاج النفط الإيراني لهذه المستويات تتطلب دعمًا بما يُقدَّر بنحو 90 مليار دولار، ورغم العقوبات الأميركية خلال السنوات الأخيرة، فإن إنتاج النفط في إيران ارتفع 6 أمثال منذ عام 2013، مُسجلًا 420 ألف برميل.
وأعلن وزير النفط، جواد أوجي، مطلع أبريل/نيسان الماضي، عودة النفط الإيراني لمستويات ما قبل العقوبات الأميركية، سواء على صعيد الإنتاج أو التصدير، ولم تكتفِ إيران بذلك، بل عكفت على إدخال حقول نفطية جديدة إلى أصولها كحقل خشت.
- فنزويلا تبدأ استيراد النفط الإيراني الثقيل لدعم مصافيها المحلية
- رغم العقوبات الأميركية.. فنزويلا تستقبل أول شحنة مكثفات إيرانية في 2022
العلاقات الفنزويلية- الإيرانية- الأميركية
رغم بدء المحادثات الفنزويلية- الإيرانية حول اتفاق المصافي منذ أشهر، فإن البلدين بدآ تعاونهما النفطي خلال العام الجاري، مطلع نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، بعدما استقبلت كاركاس أولى شحنات المكثفات من طهران، عبر ناقلة "ستارلا" التي حطّت رحالها بميناء خوسيه.
أمّا فيما يتعلق بالتعاون النفطي لعام 2021، فتركّزت غالبية الشحنات في شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، ووصل حجم التبادل النفطي العام الماضي بين إيران وفنزويلا إلى 2 مليون برميل، عبر 3 شحنات.
وعلى صعيد العلاقات الأميركية الفنزويلية -وبينما تحظى المباحثات الأميركية- الإيرانية في الآونة الحالية بحالة من الجمود- حرّكت زيارة 2 من المسؤولين في البيت الأبيض إلى فنزويلا -في خطوة هي الأولى من نوعها بالسنوات الأخيرة- المياه الراكدة نسبيًا، دون توضيح أيّ مسارات تترتّب عليها.
وأرجع محلل المخاطر السياسية بقطاع الطاقة في روسيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، خوسيه شلهوب، تلك الزيارة إلى سعي الإدارة الأميركية إيجاد منافذ بديلة بعد حظرها النفط الروسي، في 8 مارس/آذار الماضي.
ورغم بدء تداول وشحن النفط الفنزويلي عقب حصول شركة شيفرون الأميركية على موافقات، فإن شلهوب استدرك مشيرًا إلى صعوبة حلّ النفط الفنزويلي محلّ النفط الروسي؛ نظرًا لمشكلات تشغيلية ومالية، وفق ما أورده بمقال نُشر بمنصة الطاقة المتخصصة.
اقرأ أيضًا..
- وزيرة مصرية للطاقة: قمة المناخ كوب 27 ستسمح بمظاهرات النشطاء
- أنس الحجي: تحالف أوبك+ لا يمكنه تعويض الخفض المقترح بإنتاج النفط الروسي
- خط أنابيب كولونيل.. الأكبر لنقل المشتقات النفطية في أميركا