روسيا وأوبك.. ماذا سيحدث بعد العودة إلى مستويات إنتاج ما قبل كورونا؟
دينا قدري
- اتفاقية الإمدادات الحالية ستنتهي في سبتمبر/أيلول المقبل
- روسيا ستواصل دورها المحوري في التحالف رغم غزوها لأوكرانيا
- سيتعين تغيير الحصص -أو حتى إلغاؤها- مع بلوغ العديد من الدول الحدّ الأقصى للإنتاج
- توقعات باستمرار التحالف في سياسته، مع تأكيده توازن السوق
تترقب أسواق النفط العالمية تحديد سياسة الإنتاج الجديدة لتحالف أوبك+، مع انتهاء اتفاقية الإمدادات الحالية في سبتمبر/أيلول المقبل.
إذ من المقرر أن يُنهي التحالف الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج، بما يعيد أهداف إنتاج المجموعة إلى مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا.
والطريقة التي تُدير بها منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" علاقتها المستمرة مع روسيا، هي التي ستحدد مدى الدور الهائل الذي ستؤديه في إدارة السوق في المستقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه مجموعة الدول الـ7 الصناعية الكبرى الدولَ المنتجة للنفط والغاز -بما في ذلك أوبك- إلى "التصرف بطريقة مسؤولة، والاستجابة لتشديد الأسواق الدولية، لضمان إمدادات طاقة عالمية مستقرة ومستدامة".
دور روسيا في أوبك+
لا تزال تدفقات النفط تتكيف مع الحرب الروسية الأوكرانية، كما يعوق نقص الاستثمار جهود إحياء الإنتاج في غالبية الدول، بما في ذلك العديد من أعضاء أوبك+.
هناك شيء واحد فقط يبدو مؤكدًا: روسيا -بوصفها ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم- ستستمر في أداء دور مركزي، حتى بعد أن أصبحت منبوذة من الغرب بسبب غزوها لأوكرانيا، حسبما أفادت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".
أفاد مندوبون بأن المناقشات غير الرسمية بدأت في التعمق بشأن مستقبل التحالف، مع احتمال تكثيف المحادثات الرسمية في الأسابيع المقبلة.
وقال أحد المندوبين لـ إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس: "فيما يتعلق بإطار أوبك+، بالتأكيد ستشارك روسيا"، وهو ما أكده 3 مندوبين آخرين.
قد تدفع العقوبات المفروضة على روسيا موسكو إلى السعي للحصول على إعفاء من الحصص، كما فعل حاليًا العضوان الآخران الخاضعان للعقوبات إيران وفنزويلا، كما اقترح بعض المندوبين، على الرغم من أنهم يقولون، إنه لم يُقدَّم مثل هذا الطلب.
وقد يكون لروسيا، المعفاة من الحصص، فائدة قليلة للمجموعة فيما يتعلق بإدارة السوق، لكن ثقلها يجعلها شريكًا يريد قادة التحالف بقاءه في المجموعة.
يُذكر أن إنتاج النفط الروسي انخفض بمقدار 900 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان، وفقًا لأحدث استطلاع بلاتس لأوبك+.
عوامل اتفاق أوبك+ الجديد
للمضي قدمًا، سيتعين تغيير الحصص -أو حتى إلغاؤها- مع بلوغ العديد من الدول الحدّ الأقصى لما يمكنها ضخّه، كما تعترف روسيا بأن إنتاجها قد ينخفض بنحو 8% بسبب العقوبات الغربية.
وقد تراجع إنتاج التحالف مجتمعًا بمقدار 2.6 مليون برميل يوميًا عن أهدافه في أبريل/نيسان، وفقًا لتحليله الخاص الذي اطّلعت عليه إس آند بي غلوبال.
تتوقع إس آند بي غلوبال أن الطلب على نفط أوبك+ سيكون مليوني برميل يوميًا أعلى مما يتوقع أن يضخّه التحالف في الربع الثالث من عام 2022، و1.2 مليون برميل يوميًا أعلاه في الربع الرابع من العام.
كما تتوقع أن يتسبب انخفاض الطلب الموسمي ونمو الإنتاج من خارج المجموعة في أن يكون الطلب أقلّ من الإنتاج المقدَّر في الربع الأول من عام 2023.
إلّا أنه يتعين على وزراء أوبك+ دراسة عدّة عوامل، تتمثل في الإحياء المحتمل للاتفاق النووي الإيراني، ونطاق وإنفاذ حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي الذي لا يزال معلقًا، واحتمال ظهور المزيد من متغيرات جائحة كورونا، واستجابة الطلب العالمي على النفط لاستمرار ارتفاع الأسعار.
أسعار النفط في تزايد مستمر
يتوقع المندوبون أن تحافظ المجموعة على مسارها المتمثل في الإنهاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج بزيادات شهرية قدرها 432 ألف برميل يوميًا، إن ظلت الأسعار ثابتة نسبيًا، بما في ذلك في اجتماعها المقبل في 2 يونيو/حزيران، عند الانتهاء من تحديد حصص شهر يوليو/تموز.
إذ أصرّ مسؤولو أوبك+ على أن سوق النفط لا تزال متوازنة، مع عدم وجود مؤشرات على أيّ نقص في النفط الخام، على الرغم من الطلب العالمي الصحي والعقوبات التي تعوق الإنتاج الروسي.
وبدلًا من ذلك، ألقوا باللوم في ارتفاع أسعار البنزين والديزل على نقص طاقة التكرير في جميع أنحاء العالم، إلى جانب العوامل الجيوسياسية.
وقد وصل خام برنت المؤرخ إلى أعلى مستوى في شهرين عند 119.67 دولارًا للبرميل في 27 مايو/أيار، بينما وصلت أسعار المنتجات المكررة في العديد من مناطق العالم إلى مستويات قياسية، وفقًا لتقديرات بلاتس، وهي جزء من إس آند بي غلوبال.
وقال المدير الأول لاقتصاديات السوق في بنك الإمارات دبي الوطني، إدوارد بيل: "تستمر ظروف السوق في طلب الحصول على إمدادات إضافية، لكن ما دام أوبك+ يحافظ على تركيزه بالأساسيات، فإننا نتوقع أن تستمر أسعار النفط في التزايد بشكل ضيق، ما يعني أن الأسعار المرتفعة والمتقلبة ستستمر".
اقرأ أيضًا..
- 5 أسباب تدفع أسعار الوقود والنفط إلى الارتفاع
- الغاز الطبيعي في غرب أفريقيا.. 6 مشروعات لتعويض الإمدادات الروسية
- سعة الطاقة الشمسية عالميًا قد تتجاوز 1000 غيغاواط هذا العام (تقرير)
- بطاريات الليثيوم مقابل الهيدروجين.. ما الأفضل لصناعة السيارات؟
