بريطانيا تدعم الوقود الأحفوري رغم تعهداتها المناخية
قدمت حوافز للشركات لإعادة الاستثمار في النفط والغاز
حياة حسين
- بريطانيا تفرض ضريبة مفاجئة على الشركات لتمويل فواتير المنازل
- إعفاء الشركات التي تعيد الاستثمار في الوقود الأحفوري من الضريبة المفاجئة يخالف التزامات كوب 26
- الحكومات البريطانية المتعاقبة تفشل في تحقيق كفاءة الطاقة
- حكومات المحافظين خلال العقد الماضي وضعت قيودًا على توسعات مشروعات مزارع الرياح
تواصل بريطانيا دعم الوقود الأحفوري، بشكل غير مباشر، على الرغم من التعهدات المناخية التي قطعتها خلال قمة المناخ كوب 26، التي استضافتها في غلاكسو الإسكتلندية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأعلنت حكومة بريطانيّة دعم فواتير المنازل من الغاز والكهرباء، وذلك بسبب الغلاء، وزيادة معدلات التضخم جراء ارتفاع أسعار مصادر الطاقة.
وشهدت أسعار الوقود الأحفوري ارتفاعات قياسية منذ بداية العام الماضي، بسبب زيادة الطلب، تزامنًا مع التعافي الاقتصادي من وباء كورونا، قبل أن تشتعل مع الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ كانت بريطانيا واحدة من أكثر الدول تأثرًا بارتفاع الأسعار.
دعم الوقود الأحفوري
في الجلسة الاقتتاحية لمؤتمر غلاسكو في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حذّر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، من قصر الوقت المتبقي للتصرف حيال انبعاثات الكربون وخفضها، وقال: "إنها دقيقة واحدة لنصل إلى منتصف الليل".
غير أن إعلان حكومته بتقديم الدعم للمستهلكين بمبالغ كبيرة يعني أن بريطانيا تنقلب على تعهداتها المناخية بتقديم دعم الوقود الأحفوري بشكل غير مباشر، وفق الكاتب في وكالة بلومبرغ، جيس شانكليمان، أمس السبت 28 مايو/آيار.
وقبل 3 أيام، أعلن وزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، فرض الضريبة المفاجئة على شركات النفط في بحر الشمال، بدءًا من 26 مايو/أيار، بهدف استخدام حصيلتها لتمويل دعم فواتير الطاقة، منها مدفوعات بقيمة 650 جنيهًا إسترلينيًا على 8 ملايين أسرة ذات دخل منخفض.
بالإضافة إلى ذلك، ستدفع مبالغ إضافية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين، بجانب مضاعفة برنامج دعم الأسر البريطانية، من 200 جنيه إسترليني إلى 400 جنيه إسترليني.
وقال شانكليمان، إن حكومة بريطانيا تدعم الوقود الأحفوري بشكل غير مباشر، بما يعدّ إضرارًا بقضية تغير المناخ، وهي خطوة أُجبرت عليها بعد ارتفاع تكلفة المعيشة، ما دفع ملايين الأشخاص إلى دائرة الفقر.
فواتير أقل
أشار تحليل حديث لـ"كاربون بريف" إلى أن فواتير البريطانيين للطاقة السنوية كانت ستقلّ بنحو 2.5 مليار جنيه استرليني، إذا كانت الحكومات المتعاقبة قد نجحت خلال العقد الأخير في اتّباع سياسات مغايرة.
وقال كاتب وكالة بلومبرغ، إنه خلال العقد الماضي فشلت حكومات المحافظين المتعاقبة في وضع معايير محددة لكفاءة الطاقة، كما وضعت قيودًا على مشروعات طاقة الرياح، ما قوّض إمكان توسّعها.
وقال المدير المساعد للطاقة والمناخ في معهد أبحاث السياسات العامة، لوك ميرفي: "إن الدعم الذي أعلنته الحكومة البريطانية لفواتير الطاقة المنزلية هذا الأسبوع، من المؤكد أنه ضروري وأمر صحيح، لكنه يجب أن يكون متزامنًا مع ضخّ استثمارات في تحسين عزل المنازل، وزيادة مشروعات الرياح، لتحقيق أمن الطاقة وعلاج تغير المناخ في آن واحد".
وأضاف ميرفي: "فشل الحكومات السابقة في سياسات الطاقة تركَ جونسون لتتقاذفه أزمة مع أخرى، وتشدّه للخلف، وتضطره إلى اتّباع حلول قصيرة الأجل للعلاج".
تعهدات غلاكسو
تعهد رئيس قمة المناخ كوب 26، ألوك شارما، ورئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، في ختام القمة بمتابعة التزام الدول بتنفيذ وعودها بشأن قضية تغير المناخ، وذلك أمام 200 وفد من دول العالم، لكن بعد 6 أشهر، تراجعت الدولة المستضيقة للقمة لتدعم الوقود الأحفوري.
وقال وزير المالية البريطاني هذا الأسبوع، إن الحكومة تتعهد بدعم قيمته 5 مليارات جنيه إسترليني لتخفيف الضغط الشديد على فواتير المستهلكين، تموّلها ضريبة مفاجئة على شركات النفط والغاز.
وأضاف الوزير أن الشركات تستطيع تجنُّب دفع جزء من هذه الضريبة المفاجئة، من خلال إعادة ضخّ استثمارات بمشروعات النفط والغاز في بحر الشمال.
ضريبة رغم التحذير
فرض وزير المالية البريطاني الضريبة المفاجئة، رغم تحذيرات الشركات المتكررة من تأثيرها السلبي بالاستثمار في بحر الشمال، ومقاومة رئيس الوزراء نفسه لها.
وأشار وزير المالية إلى تأييده لفرض ضرائب عادلة على شركات النفط والغاز، وبنسبة 25%، وستلغيها الوزارة فور عودة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.
إلّا أن معظم توقعات المحللين تصبّ في كفة مواصلة أسعار الطاقة ارتفاعها، ما دامت موسكو تواصل غزوها لكييف، ما يعني استمرار دعم بريطانيا لأنشطة الحفر والاستكشاف في مجال الوقود الأحفوري.
(الجنيه الإسترليني = 1.26 دولارًا أميركيًا)
موضوعات متعلقة..
- صناعة النفط والغاز في بريطانيا تعلن رفضها فرض ضريبة على الأرباح
- بريطانيا تتجاهل أزمة أوكرانيا لتأمين احتياجاتها من الغاز الروسي
- رئيس مؤتمر كوب 26 يطالب بريطانيا بعدم تقويض أهداف قمة المناخ
اقرأ أيضًا..
- منافسة شرسة على صناعة الرقائق الإلكترونية بين أميركا وعدة دول آسيوية (تقرير)
- حرق الغاز.. طاقة مهدرة قد تكون "طوق النجاة" من تداعيات غزو أوكرانيا
- أنس الحجي: الزفت يرتبط بالسياسة والاقتصاد.. وكل من يعادي النفط يتجاهل فوائده