المنافسة بين روسيا وإيران تتواصل في سوق الطاقة العالمية (مقال)
أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح
- • العقوبات الأميركية والأوروبية جعلت روسيا وإيران أقرب إلى بعضهما
- • القطاع المصرفي هو أحد أهم نقاط المفاوضات في كل من موسكو وطهران
- • العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت العديد من التقلُّبات على مرّ التاريخ
- • تقليص دور الدولار في التجارة الثنائية سيؤدي إلى توسع غير مسبوق في التعاون
- • تُجري طهران وموسكو محادثات لبناء وحدات جديدة في محطة بوشهر للطاقة النووية
تواصل علاقات الطاقة بين روسيا وإيران توسّعها، على الرغم من أن موسكو تقدّم خصومات كبيرة أدت إلى انخفاض مبيعات النفط الإيراني إلى الصين، في الأسابيع الأخيرة.
وفي حين كون العقوبات الأميركية والأوروبية قرّبت بين روسيا وإيران، فإن المنافسة بين البلدين في سوق الطاقة العالمية ما زالت مستمرة حتى الآن.
وخلال الأسبوع الماضي، زار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك طهران، لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.
النفط والغاز والبتروكيماويات
بحسب وزير النفط الإيراني جواد أوجي، فإن القطاع المصرفي هو أحد أهم نقاط المفاوضات في كل من روسيا وإيران، واتُّخِذَت قرارات جيدة لاستخدام العملات الوطنية في العلاقات الثنائية والمعاملات المالية، خلال زيارة نوفاك لطهران.
وبحسب وزير النفط الإيراني، فإن البلدين على استعداد لزيادة التجارة إلى 40 مليار دولار، وفي هذا الصدد، يمكن أن يؤدي التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة دورًا مهمًا، ووفقًا للإمكانات العالية للبلدين، فإن حجم التجارة الحالية في طهران غير ملائم.
علاوة على ذلك، أعلن وزير النفط الإيراني تشغيل جزء من ائتمان روسيا بقيمة 5 مليارات دولار لمشروعات الطاقة والزراعة والنقل.
أشار وزير النفط الإيراني جواد أوجي إلى أن بلاده أجرت مفاوضات جيدة بمجال النفط والغاز والبتروكيماويات في موسكو، ووُقِّعَت عقود واتفاقيات جيدة في كل من الاستكشاف والإنتاج من صناعة النفط وفي قطاع البتروكيماويات وتصدير الخدمات الفنية والهندسية.
وخلال زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى طهران، وُقِّعَت مذكرة تفاهم بشأن تصدير المنتجات البتروكيماوية والمعرفة الفنية المحفّزة إلى روسيا.
العلاقات الاقتصادية
قال رئيس غرفة التجارة في طهران، مسعود خانساري، إن العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران شهدت العديد من التقلبات على مرّ التاريخ، لكن المحللين يعتقدون أن توسّع التعاون الاقتصادي بين البلدين لم يكن أبدًا مهمًا في السنوات الأخيرة.
وأضاف رئيس غرفة تجارة طهران، إن تقليص دور الدولار في التجارة الثنائية سيؤدي إلى توسّع غير مسبوق في التعاون إلى مستوى 10 مليارات دولار في المرحلة الأولى، وتوسيعه إلى مستوى 25 مليار دولار في المراحل المقبلة.
في المقابل، يسعى القطاع الخاص في البلدين، بدعم من الحكومتين، إلى تحسين الشراكة الاقتصادية.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن زيارته إلى طهران يوم الأربعاء، 25 مايو/أيار، تؤدي دورًا مهمًا للغاية في العلاقات بين إيران وروسيا، وأوضح أن العام الماضي شكّل فرصة جيدة لزيادة التجارة بين إيران وروسيا.
ونظرًا لزيادة حجم التجارة إلى 4 مليارات دولار، في النصف الأول من العام الجاري، زادت التجارة بين البلدين بنسبة 10%، وتتمتع روسيا وإيران بفرص كثيرة للتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة.
وعقد البلَدان عدّة جولات من المحادثات حتى الآن، كما ترأّس وزير النفط الإيراني جواد أوجي وفدًا إلى موسكو أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ووُقِّعَت عدّة وثائق مهمة لتطوير حقول النفط والغاز ومصافي النفط ونقل التكنولوجيا.
التعاون في مجال الطاقة النووية
بعد زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لطهران، وُقِّعَت مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية الإيرانية للبتروكيماويات واتحاد الصناعات الكيماوية الروسية بشأن تبادل المعرفة التقنية والتعاون القائم على المعرفة في مجال المعدّات البتروكيماوية.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرّية الإيرانية، بهروز كمالوندي، على هامش اجتماع مشترك بين وزير النفط الإيراني جواد أوجي ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: إن "العلاقات الإيرانية الروسية جيدة جدًا، خصوصًا فيما يتعلق بالملف النووي".
إضافة لذلك، تناقش طهران تطوير محطة بوشهر للطاقة النووية في المرحلتين الثانية والثالثة.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قال كمالوندي، في إشارة إلى خطة إيران لإنتاج ما لا يقلّ عن 10 آلاف ميغاواط من الطاقة النووية، إن روسيا يمكن أن تؤدي دورًا مهمًا في تحقيق ذلك وإنتاج 10 آلاف ميغاواط من الطاقة النووية في إيران.
وتوقّع كمالوندي أنه في المستقبل القريب لتنفيذ مشروعات جديدة في إيران، ستبدأ المجموعات التقنية لإيران وروسيا التعاون الضروري وتبادل المعلومات.
من ناحية أخرى، تُجري طهران وموسكو محادثات لبناء وحدات جديدة في محطة بوشهر للطاقة النووية، ضمن جهود الجانبين لتعزيز التعاون الثنائي الإستراتيجي في مجال الطاقة والتكنولوجيا النووية.
تجدر الإشارة إلى أن تعزيز وتطوير التعاون الإستراتيجي بين البلدين يعدّ من أهم القضايا بالنسبة لموسكو وطهران.
أضرار للاقتصاد الإيراني
من الناحية العملية، تسبَّب التأخير الطويل في بناء محطة بوشهر للطاقة من جانب الروس في إلحاق أضرار تُقدّر بمليارات الدولارات بالاقتصاد الإيراني.
ويمكن النظر إلى زيارة ألكسندر نوفاك إلى طهران على أنها دبلوماسية طاقة نشطة بين موسكو وطهران، لكن يبدو أن فرض العقوبات الغربية على البلدين جعل إيران أقرب إلى روسيا.
وبغضّ النظر عمّا يخبّئه المستقبل للأزمة الأوكرانية، فإن موسكو مترددة بخفض حصّتها في السوق، وإن التعاون المتزايد في مجال الطاقة مؤقت.
لذلك، لا ينبغي لطهران أن تتوقع أن تكون قادرة على توفير الموارد المالية والتكنولوجيا اللازمة لمشروعات النفط والغاز من خلال زيادة التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
*الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: الزفت يرتبط بالسياسة والاقتصاد.. وكل من يعادي النفط يتجاهل فوائده
- النفط النيجيري يفشل في تعويض أوروبا عن الإمدادات الروسية.. و4 تحديات تفسر الأزمة
- إيرادات صادرات النفط السعودي تسجل 30.39 مليار دولار في مارس