بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التواصل مع صناعة النفط؛ أملًا في تشغيل المصافي المغلقة، بعدما تفاقمت أسعار البنزين في البلاد.
وأدت عمليات الإغلاق خلال الوباء إلى انخفاض قدرات التكرير، وهي مشكلة تفاقمت مع تصاعد الطلب على النفط والغاز خلال الأشهر الماضية.
ومن خلال هذه الخطوة، يتطلع البيت الأبيض للحد من ارتفاع أسعار البنزين، والتي أصبحت بمثابة ناقوس خطر مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
وفي هذا الإطار، يتواصل المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض ومسؤولون آخرون مع صناعة النفط والغاز لمعرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى تقليص عمليات التكرير، والخطط المقررة لاستئناف العمل، رغم أن الإدارة لم تقدم أي طلب مباشر لإعادة التشغيل، بحسب المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
أسعار البنزين
تأتي جهود إدارة بايدن في وقت ارتفعت فيه أسعار البنزين إلى مستويات قياسية عند 4.60 دولارًا للغالون، يوم الأربعاء الماضي 25 مايو/أيار، في حين بلغت الأسعار في ولاية كاليفورنيا 6 دولارات للغالون الواحد، وفقًا لجمعية السيارات الأمريكية.
وأمام ذلك، باتت الخيارات محدودة أمام البيت الأبيض للسيطرة على أسعار البنزين، حسب بلومبرغ.
فعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت العقود الآجلة للنفط فوق الـ100 دولار للبرميل، وبدورها ارتفعت أسعار الوقود في المحطات.
ومنذ بداية أزمة كورونا، واجهت مصافي التكرير عمليات إغلاق، وتراجعت القدرات التكريرية في الولايات المتحدة بنسبة 5%، ويعادل ذلك أكثر من مليون برميل يوميًا.
في حين شهد العالم تراجع الطاقة التكريرية بمقدار 2.13 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقديرات شركة تيرنر ماسون لاستشارات الطاقة.
وتزداد أزمة الإمدادات سوءًا مع عدم وجود خطة لتشغيل محطات أميركية جديدة، رغم أن المصافي تجني أرباحًا قياسية.
ويرى رئيس معهد النفط الأميركي -أكبر مجموعة ضغط أميركية في صناعة النفط- مايك سومرز، أن الوضع السياسي بات صعبًا، وبدأت الإدارة تبحث في الخيارات المتاحة كافة.
المصافي المغلقة
عانت مصافي التكرير الأميركية عام 2020 خسائر مالية فادحة، وأُغلقت 5 منشآت بعدما أدى الوباء إلى انخفاض مبيعات الوقود.
وتراجع متوسط استهلاك البنزين في الولايات المتحدة بنسبة 13% في العام نفسه، وبلغت أسعار البنزين والديزل أدنى مستوياتها في 4 سنوات.
ويتعين على الصناعة -حاليًا- إنتاج المزيد بموارد محدودة؛ حيث تعاني الأسواق العالمية شح الإمدادات الروسية، بعدما كانت مصدرًا رئيسًا للمشتقات المكررة في أوروبا.
وقال محللون إنه مع اقتراب المصافي من طاقتها القصوى، يصعب على الولايات المتحدة سد الفجوة التي خلفها نقص المشتقات الروسية، وانتعاش الطلب على الوقود.
فقد اضطرت شركة ماراثون بتروليوم، أكبر شركة لتكرير النفط الخام في البلاد، إلى إغلاق 3 مصافٍ تابعة لها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في حين أغلقت شركة شل مصفاة تكرير تابعة لها في لويزيانا، العام الماضي، بقدرة 240 ألف برميل يوميًا، ولجأت شركة فيليبس66 إلى إغلاق مصفاة في لويزيانا بعد الأضرار الناجمة عن الإعصار، بقدرة 255 ألف برميل يوميًا.
وبحلول نهاية عام 2023، ستغلق شركة ليونديل بازل إندستريز مصفاة للنفط الخام في هيوستن، ويعني ذلك فقدان السوق نحو 263 ألف برميل أخرى من البنزين والديزل ووقود الطائرات.
اقرأ أيضًا..
- أين تذهب إيرادات النفط السعودي غير المتوقعة.. وزير المالية يُجيب
- بنك أوف أميركا يتوقع تجاوز أسعار النفط 150 دولارًا للبرميل
- أسعار البنزين في أميركا ترتفع لأعلى مستوى منذ 2012