أرامكو وريبسول تتصدران العالم في إنتاج الوقود الاصطناعي المستدام
باستخدام تقنيات مبتكرة
مي مجدي
تعمل شركتا أرامكو وريبسول على تطوير مصنع للوقود الاصطناعي في مدينة بلباو الإسبانية، ومن المتوقع أن يصبح الأول من نوعه في العالم الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الوقود الاصطناعي المستدام.
وفي هذا الإطار، تخطط شركة النفط الإسبانية ريبسول، وأرامكو السعودية، لاستخدام تقنيات طوّرتها شركة "جونسون ماثي" وشركة النفط البريطانية "بي بي".
وسيعمل المصنع مبدئيًا بطاقة إنتاجية تصل إلى 2100 طن سنويًا، وسينتج وقودًا اصطناعيًا مستدامًا يمكن مزجه مع وقود السيارات، والوقود البحري ووقود الطائرات، حسب موقع أرغوس ميديا (Argus Media).
التقنيات الجديدة
قالت "جونسون ماثي" البريطانية -وهي شركة عالمية رائدة في مجال التقنيات المستدامة- في بيان بموقعها هذا الأسبوع، إن المصنع التابع لشركتي أرامكو وريبسول سيستخدم تقنيات طوّرتها بالتعاون مع شركة النفط البريطانية بي بي.
وأوضحت أن استخدام تقنيتي "فيشر تروبش" و"هيكوجين" سيمكّن المصنع من إنتاج وقود منخفض الانبعاثات، وسيكون من أوائل المصانع في العالم المعتمدة على الهيدروجين (الأخضر) المتجدد وثاني أكسيد الكربون فقط.
ومن المقرر بدء تشغيل المصنع في عام 2024، وتنظر أرامكو وريبسول في وضع خطط لتطويره.
وتتولى شركة ريبسول تطوير منشأة محلل كهربائي لإنتاج الهيدروجين بقدرة 10 ميغاواط، بالتعاون مع وﻛﺎﻟﺔ اﻟطﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺳك "إي في إي"، ومشغّل شبكة الغاز في إسبانيا "إناغاز".
وتتضمن التقنية مزج الهيدروجين الأخضر المصنوع من تقنيات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين أول أكسيد الكربون، بعد ذلك يُدمج مع الهيدرجين لإنتاج غاز اصطناعي يمكن تحويله وتحسينه للحصول على وقود طائرات مستدام وديزل متجدد والنافثا.
كما تستعد شركة ريبسول لتشغيل محلل كهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 2.5 ميغاواط هذا العام في مصفاة بترونور في بلباو، والتي تبلغ سعتها الإنتاجية 240 ألف برميل يوميًا.
إلى جانب ذلك، تخطط لتطوير محلل كهربائي آخر بقدرة 100 ميغاواط في عام 2025، ضمن مبادرة "باسك هيدروجين كوريدور" لإزالة الكربون من المنطقة.
وبحلول عام 2030، تنوي الشركة استثمار 1.7 مليار دولار لإنتاج 1.9 غيغاواط من الهيدروجين المتجدد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تطوير التقنيات
كشفت شركة "جونسون ماثي" أن التوقيع مع أرامكو وريبسول يمثّل ثاني رخصة لاستخدام تقنية فيشر تروبش، والتي تعتمد على تحويل الغاز الاصطناعي الناتج من مصادر مثل الانبعاثات الصناعية أو النفايات المنزلية، إلى هيدروكربونات طويلة السلسلة مناسبة لإنتاج الديزل ووقود الطائرات.
في حين يُعدّ أول رخصة تُوقّع لاستخدام تقنية "هيكوجين"، التي أطلقتها الشركة مؤخرًا، وتعتمد على تحويل ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين الأخضر إلى أول أكسيد الكربون، ثم دمجه مع الهيدروجين لتكوين الغاز الاصطناعي، حسبما نشر موقع هيدروجين سنترال (Hydrogen Central).
وفي هذا الشأن، قال الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في أرامكو، أحمد الخويطر، إن الاتفاقية تدعم العمل الدؤوب والمتواصل للشركة لتطوير حلول منخفضة الانبعاثات في قطاع النقل.
وأضاف أن عملية تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود اصطناعي منخفض الكربون قد تسهم في الحدّ من انبعاثات القطاع.
وتابع: "من خلال هذه الشراكة الإستراتيجية، نهدف إلى تسخير التقنيات المبتكرة للاستفادة من كامل قدرات الوقود المستدام والمواد الكيميائية، والرهان على قدرتها التنافسية".
وعقّبت مديرة التحول الصناعي والتكنولوجيا العميقة في شركة ريبسول، أدريانا أوريجاس، أن تطوير وقود اصطناعي في بلباو يؤكد التزام الشركة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بما يتماشى مع الأهداف المناخية المحددة في مؤتمر كوب 21 بباريس.
وأضافت أن التقنيات المبتكرة ستوفر سلسلة قيمة كاملة لإنتاج وقود مستدام من ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين المتجدد، بصفة مواد خام فريدة.
في حين قالت الرئيسة التنفيذية للقطاع في شركة جونسون ماثي، جين توغود: "إنه من خلال منح التراخيص لكلا التقنيتين لمصنع بلباو، أدركت أرامكو وريبسول إمكانات هذا الحل الرائد، وأثبتتا أننا شريك موثوق في تقنيات إنتاج الوقود المستدام".
اقرأ أيضًا..
- أوابك: صادرات الغاز المسال العربية ترتفع من سلطنة عمان والإمارات.. والجزائر تتراجع
- تقرير رسمي: صادرات الغاز المسال الجزائري تتراجع 25% في 3 أشهر
- دراسة تحبط خطط المغرب والجزائر ومصر لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا