ألمانيا قد تعيد تشغيل محطات الفحم المعطلة لتعويض نقص الغاز الروسي
دينا قدري
تعتزم ألمانيا إعادة تشغيل محطات الفحم المعطَّلة، لتوليد الكهرباء وتأمين إمدادات بديلة حال قطع شحنات الغاز الروسي.
إذ كان من المفترض أن تكون محطات الكهرباء العاملة بالفحم معطلة هذا العام والعام المقبل، في إطار خطة البلاد للتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030.
وسيقدّم وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، اليوم الثلاثاء 24 مايو/أيار، قرارًا طارئًا يمكّن الحكومة من إعادة تشغيل المنشآت حال نقص الغاز، وفقًا للتسريع المقترح الذي اطّلعت عليه وكالة بلومبرغ.
وسيسمح مرسوم الطوارئ للحكومة بتفعيل محطات الفحم دون موافقة البرلمان، لمدة تصل إلى 6 أشهر.
ومن ثم، ستصبح المحطات الآن جزءًا من الاحتياطيات الوطنية حتى 31 مارس/آذار 2024.
محطات الفحم بديلة للغاز
تمتلك ألمانيا ما يقرب من 6 غيغاواط من المرافق التي تعدّ حاليًا جزءًا من الاحتياطيات الوطنية، وكان من المفترض أن يُغلق العديد منها في إطار خطة التخلص التدريجي من الفحم.
إذ تمتلك الدولة حاليًا 4.3 غيغاواط من محطات الفحم، و1.6 غيغاواط من منشآت النفط في الاحتياطيات الوطنية.
"لا يحدث هذا الطلب لتوليد كهرباء إضافية تعمل بالفحم إلّا عندما يكون هناك نقص في الغاز، أو إذا كان هناك تهديد بنقص الغاز، ويجب تقليل استهلاك الغاز في توليد الكهرباء"، وفقًا للقانون المقترح.
إذ أوضح أنه "يجب أن نكمل التخلص التدريجي من الفحم في ألمانيا بحلول عام 2030، وهذا أكثر أهمية من أيّ وقت مضى في الأزمة الحالية".
وأضاف: "في الطريق إلى هناك، يتعين علينا تعزيز احتياطاتنا والحفاظ على محطات الكهرباء العاملة بالفحم في الاحتياطيات لمدة أطول على المدى القصير".
سد الفجوات.. بأسعار أقل
رأت ألمانيا أنه يجب إعطاء الأولوية للغاز -الذي شكّل 15% من مدخلات إنتاج الكهرباء العام الماضي- بالنسبة للصناعة وتدفئة المنازل إذا نشأ اختناق، ما يجعل من الضروري الاعتماد على قدرة الفحم المعطلة لسدّ الفجوات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر في وزارة الاقتصاد.
بموجب هذا الإجراء، سيُمَكَّن ما مجموعه 8.5 غيغاواط من قدرة التوليد التي تعمل بالفحم البني والصلب، وكمية صغيرة من تلك التي تعمل بالنفط، من قبل مشغّليها لتوفير الكهرباء عند الطلب.
وستكون المشاركة في الخطة طوعية، وسيُعوّض المشغّلون من الأموال العامة لتجهيز المواد الأولية وتقديم المساعدة التقنية اللازمة، حسبما أفادت وكالة رويترز.
ولا يعني الحفاظ على طاقة الفحم في حالة استعداد أن المحطات تصدر منها انبعاثات كربونية إضافية، إذ إن الخطة لن تعرقل هدف ألمانيا الإجمالي المتمثل في وقف استخدام الفحم لتوليد الكهرباء، بحلول عام 2030.
كما إن الخطة لن ترفع أسعار الكهرباء، لأن توليد الكهرباء باستخدام الفحم أرخص نسبيًا من استخدام الغاز.
واردات الفحم الروسي
أكدت المرافق الألمانية أنها تستطيع إتاحة المحطات إذا لزم الأمر، بحسب بلومبرغ.
إذ قالت شركة يونيبر، إنها يمكن أن ترسل ما يصل إلى 3 غيغاواط من توليد الكهرباء بالفحم لتعزيز أمن الإمداد، بينما قالت شركة آر دبليو إي، إنها تراجع محطات الكهرباء التي يمكن إعادة تشغيلها.
ومع ذلك، لن يكون الحفاظ على إمدادات الطاقة في أكبر مشترٍ للغاز الروسي في أوروبا أمرًا سهلًا؛ إذ تعتمد القارّة أيضًا على روسيا في الغالبية العظمى من الفحم الحراري الذي تستورده لتشغيل محطات الكهرباء.
وتشتري أوروبا نوعين من الفحم من روسيا: الفحم الحراري الذي يُحرق بوساطة محطات توليد الكهرباء، والفحم المعدني الذي يُستخدم في صناعة الصلب.
وتبلغ حصة روسيا من واردات الاتحاد الأوروبي من الفحم الحراري 70% تقريبًا، وتعتمد عليها ألمانيا وبولندا بشكل خاص.
ونظرًا لأن الكثير من وقود أوروبا يأتي من روسيا، سيتعين على المرافق الأوروبية دفع المزيد للحصول على الفحم من أماكن مثل جنوب أفريقيا وأستراليا.
موضوعات متعلقة..
- إيطاليا تعيد إحياء محطات الفحم لخفض الاعتماد على الغاز الروسي
- محطات الفحم.. أزمة الطاقة تدفع أوروبا لغض الطرف عن التحديات المناخية
- خدعة محطات الفحم.. شركات أوروبية تتحايل على إجراءات خفض الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- آسيا تستفيد من ارتفاع أسعار الوقود.. والنفط الروسي كلمة السر
- رسميًا.. روسيا تغلق أنابيب الغاز إلى فنلندا وتفتح باب الجدل: الروبل أم الناتو؟
- تطوير ألواح الطاقة الشمسية بتقنيات جديدة لإنتاج الكهرباء ليلًا
- وكالة الطاقة الدولية: استمرار زخم مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا في 2022