رسميًا.. روسيا تغلق أنابيب الغاز إلى فنلندا وتفتح باب الجدل: الروبل أم الناتو؟
ومصير مجهول ينتظر إمدادات الدول الأوروبية الرافضة للدفع بالروبل
هبة مصطفى
- قطع إمدادات الغاز يأتي عقب أيام من قطع الكهرباء وطلب فنلندا الانضمام إلى الناتو
- غازبروم: عدم استجابة فنلندا لطلب الدفع بالروبل سبب قطع الإمدادات
- فنلندا ثالث دولة أوروبية يُقطع الغاز الروسي عنها عقب بولندا وبلغاريا
- الغاز الروسي شكّل 67% من واردات الغاز الفنلندي عام 2021
- الغاز يشكّل 5% فقط من مزيج الطاقة في فنلندا
- خط أنابيب بحر البطليق الذي يربط هلسنكي بإستونيا سيكون البديل
توقفت إمدادات الغاز من روسيا إلى فنلندا، صباح اليوم السبت 21 مايو/أيار، بصورة رسمية عبر مدينة إيماترا نقطة دخوله إلى هلسنكي، حسبما أعلنت الشركتان المعنيتان من الجانبين بعد أيام من الجدل حول عملة المدفوعات.
ورغم أن فنلندا سبق أن أكدت وجود بدائل عدة لواردات الغاز من موسكو، فإن شركة روسية أثارت الجدل بإعلانها حجم الصادرات للدولة الواقعة شمال أوروبا العام الماضي.
ويتزامن الجدل الدائر بين روسيا وفنلندا -سواء حول إمدادات الكهرباء التي أوقفتها موسكو قبل أسبوع أو إمدادات الغاز الروسي اليوم- مع مطالبة هلسنكي بالانضمام إلى حلف الناتو، ما يُسهم في اضطراب موازين القوى بعد غزو أوكرانيا.
إمدادات الغاز الروسي
أعلن مُشغل الغاز الفنلندي "غاز غريد" -رسميًا- توقف إمدادات الغاز الروسي إلى البلاد عبر مدينة إيماترا، وفق بيان له صباح اليوم السبت نقلته "رويترز".
وأكد مُورد الغاز الفنلندي التابع للدولة "غاسوم" أن انقطاع إمدادات الغاز الروسي الواردة بموجب التعاقد مع شركة غازبروم الروسية سوف يتم تعويضه بدءًا من اليوم وطوال فصل الصيف عبر مصادر عدة من خلال خط أنابيب البلطيق الذي يربط هلسنكي بشبكة الغاز في إستونيا.
وقللت الحكومة الفنلندية والشركات المعنية بقطاع الغاز من حجم تأثير توقف إمدادات الغاز الروسي، لا سيما أن اعتماد هلسنكي على الغاز بصورة عامة يُشكل حصة منخفضة.
وأبدت الشركات المستهلكة للغاز -أيضًا- استعدادها للتخلي عن إمدادات الغاز من موسكو، لا سيما أن نظام الغاز بالبلاد في حالة توازن تجاري ومادي، وفق ما أورده بيان غاز غريد.
- فنلندا تعلن بدائل الغاز الروسي بعد وقف الإمدادات غدًا السبت
- الغاز الروسي يواصل تدفقه إلى فنلندا رغم عزمها الانضمام للناتو
المدفوعات.. أم الانضمام إلى الناتو؟
أرجعت شركة غازبروم قرارها بوقف إمدادات الغاز الروسي إلى فنلندا، لرفض الأخيرة الاستجابة لقرار الرئيس فلاديمير بوتين وشركة غازبروم إكسبورت إلزام الدول غير الصديقة بالدفع بالروبل (العملة الروسية) مقابل إمدادات الغاز، وفق وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وسبق أن تحفظت فنلندا على الدفع بموجب العملة الروسية، نظرًا إلى أن التعاقدات الموقعة بين الطرفين ينطبق عليها شروط غالبية التعاقدات الأوروبية المقومة بالدولار الأميركي أو اليورو.
وكانت الشركات الروسية المعنية قد اتخذت خطوة مماثلة، الأسبوع الماضي، بقطع إمدادات الكهرباء عن فنلندا، وبررت قرارها بأنه يعود إلى خلاف على المدفوعات أيضًا.
غير أن توقعات تُشير إلى أن تزامن قطع روسيا إمدادات الغاز والكهرباء يأتي بمثابة رد من موسكو على تقدم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف الناتو.
وتخضع غالبية الدول الأوروبية لموازين مختلفة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، خاصة أن غالبية دول القارة العجوز والاتحاد الأوروبي تعتمد على واردات الطاقة الروسية خاصة الغاز.
Natural gas imports from Russia under Gasum’s supply contract has be halted. Read more: https://t.co/c34O7so59O
— Gasum Global (@GasumGlobal) May 21, 2022
حجم الواردات
خلُصت البيانات الصادرة عن مُشغل الغاز الفنلندي "غاسوم" إلى أن اعتماد البلاد على الغاز بصورة إجمالية يُشكل 5% فقط من مزيج الطاقة بها، ما يسمح لها بالاستغناء عن واردات الغاز من موسكو.
ورغم اعتمادها المنخفض على الغاز فإن إمدادات الغاز الروسي تمثل غالبية الواردات الفنلندية.
وأكدت شركة غازبروم الروسية أنه خلال عام 2021 الماضي، تلقت فنلندا إمدادات الغاز من موسكو بما يعادل 1.49 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وشكّلت إمدادات الغاز الروسي 67% من إجمالي واردات فنلندا من الغاز الطبيعي العام الماضي، وفق بيانات نقلتها "تاس" عن غازبروم.
وأخذت صادرات الغاز الروسي إلى فنلندا في التراجع بنسبة 39% منذ عام 2018 حتى عام 2020، إذ سجلت شحنات الصادرات ما يقارب من 2.6 مليار متر مكعب.
وعلى الصعيد المحلي، أوضح غاسوم الفنلندي أن محطات تعبئة الغاز التابعة له تواصل عملها بصورة طبيعية عقب قطع إمدادات الغاز الروسي، وفق الموقع الإلكتروني له.
عدوى أوروبية
يعد قطع إمدادات الغاز الروسي عن فنلندا الخطوة الثالثة من نوعها في الإطار ذاته، إذ سبق أن اتخذت موسكو الخطوة ذاتها مع كل من بولندا وبلغاريا الشهر الماضي، إثر تداعيات قرار تسوية المدفوعات بالروبل أيضًا.
ومن جانبه، رأى المسؤول عن تحليلات الغاز في "آي سي آي إس" بلندن، توم مارزيك مانسر، أن فنلندا تعد الدولة الوحيدة التي تأثرت بقرار المدفوعات الروسي الشهر الجاري.
وأبدى مانسر تخوفه من تعرّض مشترين أوروبيين للمصير ذاته، لا سيما أن هناك حالة من الرفض في أوروبا للتحول نحو الدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي.
وتباين موقف الدول الأوروبية حول الاستجابة لطلب موسكو بتغيير عملة المدفوعات المستحقة مقابل الغاز الروسي، غير أن روسيا أعلنت -الخميس الماضي- استجابة ما يقارب نصف عملائها للدفع بالروبل، دون الإفصاح عن أسماء تلك الشركات أو جنسياتها، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الأميركية بلومبرغ.
اقرأ أيضًا..
- استكشاف النفط والغاز في أفريقيا يستقطب كبرى الشركات العالمية
- انبعاثات صناعة الصلب في العالم قد تتراجع 30% بحلول 2050 (تقرير)
- إنفاق تريليون دولار على تطوير طاقة الرياح البحرية العالمية بحلول 2031 (تقرير)