انبعاثات صناعة الصلب في العالم قد تتراجع 30% بحلول 2050 (تقرير)
مع تعزيز دور الهيدروجين وأفران القوس الكهربائي
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تأتي صناعة الصلب على رأس القطاعات التي تصعب إزالة الكربون منها، لكن تعزيز دور الهيدروجين النظيف والعديد من التقنيات الجديدة الأخرى قد يُسهل المهمة.
وتتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، انخفاض انبعاثات الكربون في صناعة الصلب بنسبة 30% بحلول عام 2050، لتصل إلى 2.332 مليار طن، مقارنة بمستويات العام الماضي البالغة 3.338 مليار طن.
ويأتي ذلك مع تعزيز دور الهيدروجين الأخضر في عملية الاختزال المباشر للحديد وتقنية احتجاز الكربون وتخزينه في إنتاج الصلب، فضلًا عن التركيز على إعادة تدوير الخردة.
كيفية خفض انبعاثات صناعة الصلب
بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يعتمد ثلثا إنتاج الصلب في العالم على تسخين خام الحديد وتبريده بواسطة فحم الكوك لإنتاج الحديد في فرن الصهر، وبعد ذلك، يُحول الحديد إلى صلب باستخدام فرن الأكسجين الأساسي.
بينما يُنتج الثلث المتبقي عن طريق إعادة تدوير خردة الصلب في فرن القوس كهربائي، وهو أقل بكثير من حيث الطاقة وكثافة الكربون، مع إمكان الاعتماد على الهيدروجين النظيف بدلًا من الفحم.
تقول مديرة أبحاث الصلب لدى وود ماكنزي، مالان وو، إن حصة أفران القوس الكهربائي (EAFs) -التي تستخدم لإعادة انصهار الحديد الخردة- آخذة في الارتفاع، مع الاتجاه لتحول الطاقة وزيادة التركيز على إعادة تدوير خردة الصلب.
ومن المرجح ارتفاع إنتاج الصلب باستخدام فرن القوس الكهربائي بنسبة 2.3% سنويًا، لترتفع حصتها في هذا القطاع إلى 48% بحلول منتصف القرن، بزيادة على 30% العام الماضي.
في المقابل، من المتوقع انخفاض استخدام فرن الأكسجين الأساسي في صناعة الصلب بنسبة 0.5% سنويًا حتى عام 2050.
وتقدر وود ماكنزي ارتفاع حصة إنتاج الصلب المعتمد على الهيدروجين إلى 10%، ما يعادل 232 مليون طن من الإجمالي بحلول عام 2050.
كما أن 40% من إنتاج الحديد المختزل مباشرة، بحلول منتصف القرن، سيكون قائمًا على الهيدروجين.
وفضلًا عن استخدام التقنيات الأقل تلويثًا؛ فإن استخدام تقنية احتجاز الكربون وتخزينه قادر على أن يجنّب صناعة الصلب 178 مليون طن من الانبعاثات، بحسب التقرير.
جهود الدول المتقدمة
تعد صناعة الصلب واحدة من أكثر الصناعات كثافة من حيث استهلاك الطاقة والكربون الناتج عنها؛ إذ تمثل 7% من انبعاثات الكربون عالميًا بنهاية عام 2020.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، تبلغ انبعاثات الكربون المباشرة للصناعات الثقيلة في مجموعة الدول الـ7 الصناعية الكبرى، نحو 6 مليارات طن سنويًا؛ أي أكثر من سدس الإجمالي العالمي.
ومن المتوقع أن تأخذ الصين زمام المبادرة من خلال خفض الانبعاثات المطلقة لصناعة الصلب إلى النصف بين عامي 2021 و2050، على أن تأتي نسبة كبيرة من هذه الخفض، جراء التراجع المتوقع في إنتاج الصلب.
وبحسب التقرير، تعمل الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا وتايوان والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على خفض انبعاثات صناعة الصلب من المستويات الحالية مع الحفاظ على الإنتاج أو زيادته.
ومن المتوقع أن تبدأ صناعة الصلب في استخدام الهيدروجين بحلول عام 2027، مع تولي الاتحاد الأوروبي زمام المبادرة، بحسب التقرير.
وأمام ذلك؛ فإن جدوى هذه الجهود مهددة في ظل استمرار زيادة إنتاج الصلب بالطرق التقليدية الأكثر تلويثًا في الهند وجنوب شرق آسيا، قبل أن تتعزز مبادرات إزالة الكربون في هذه المناطق بعد ذلك.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تضع خريطة طريق لخفض انبعاثات الصناعات الثقيلة
- صناعة الصلب.. استخدام الهيدروجين النظيف يعزز إزالة الكربون بحلول 2050
اقرأ أيضًا..
- هل يعوّض النفط والغاز في ليبيا إمدادات أوروبا من روسيا؟ (إنفوغرافيك)
- لماذا توقفت محطات الكهرباء في تكساس عن العمل رغم ذروة الطلب؟