مشروعات الغاز الطبيعي في موزمبيق قد تستأنف العمل في غضون أشهر
والاتحاد الأوروبي يتوقع عودة الأمن وبالتالي عودة الاستثمارات
مي مجدي
تحوّلت مقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق من منطقة تنعم باستثمارات وفيرة في مشروعات الغاز الطبيعي إلى منطقة حرب تهدد الصناعة خلال السنوات الماضية.
ومع تطور الأوضاع الأمنية التي تشهدها المقاطعة، يعتقد سفير الاتحاد الأوروبي لدى موزمبيق، أنطونيو غاسبار، أن المقاطعة ستتمتع بالأمن خلال الأشهر المقبلة، وسيسمح ذلك بعودة الاستثمارات الضخمة في الغاز الطبيعي.
وقال إن الوضع في المقاطعة أصبح أكثر أمانًا من ذي قبل، بعدما بدأت القوات من رواندا ومجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية "سادك" دعم القوات الموزمبيقية منذ العام الماضي.
وجاءت تصريحات غاسبار على هامش مقابلة مع وكالة الأنباء البرتغالية لوسا.
مراقبة الوضع
أوضح غاسبار أن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع ويواصل الحوار بالتنسيق مع سادك والجيش الرواندي.
وقال: "هذا لا يعني أن الوضع تحت السيطرة بالكامل، ولا يمكننا التواني عن حذرنا، لكن الوضع تحسن، وأحرزت هذه القوات بالتعاون مع موزمبيق نتائج مهمة".
ويعتقد غاسبار أن الوضع يتطلب القيام بالكثير من العمل لمدة طويلة، خوفًا من الاحتكاك بين المتمردين والسكان المحليين، لا سيما أن الحدود مع تنزانيا لا تزال سهلة الاختراق.
ورغم ذلك، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى موزمبيق عن تفاؤله، ولا يساوره أي شكوك حول عودة شركة توتال إنرجي لاستئناف عملياتها أو عودة المشروعات في شبه جزيرة أفونجي، بعد توقفها قبل عام إزاء الهجوم على مدينة بالما.
واستطرد قائلًا: "إن المستثمرين -وعلى رأسهم توتال إنرجي- هم من يتعيّن عليهم اتخاذ القرار مع الحصول على جميع الضمانات".
وأضاف أن الهجمات الأخيرة التي وقعت بالقرب من أفونجي كانت صادمة، واضطرت الشركات إلى تعليق عملياتها.
وأوضح أن المستثمرين يريدون العودة مع الحصول على الضمانات كافّة، لا سيما أن هناك فرصة مهمة أمام الغاز الطبيعي في موزمبيق، في ظل احتياج الاتحاد الأوروبي إلى تقليل -وإنهاء- الاعتماد على المصادر الهيدروكربونية من روسيا.
وبينما يتوقع غاسبار عودة الحياة إلى طبيعتها في غضون أشهر، يعتقد أن ذلك سيتحقق بأمان في سائر أرجاء المنطقة.
ويرى أنه لن تكون هناك مخاطر لمضاعفة الأمن في مناطق مشروعات الغاز الطبيعي، مثل مقاطعة بالما وموسيمبوا دا برايا، أو بقية المقاطعة.
وتُعد مقاطعة كوبا ديلغادو غنية بالغاز الطبيعي، لكنها تعرّضت لهجمات إرهابية منذ عام 2017 على يد المتمردين المسلحين.
وسمحت الهجمات التي شنتها رواندا وسادك منذ يوليو/تموز الماضي إلى تعافي المناطق التي سيطر عليها المتمردون، لكن هروبهم أثار القلق في مناطق أخرى.
تعزيز الطاقة النظيفة
على صعيد آخر، أعلنت مؤسسة التمويل الدولية توقيع اتفاقية مع وزارة الموارد المعدنية والطاقة في موزمبيق لتطوير مشروع للطاقة الكهرومائية بقدرة 1500 ميغاواط، حسبما نُشر على كلاب أوف موزمبيق.
وبمجرد اكتماله، سيوفر مشروع "هاندا نكوا" الكهرباء لتلبية الطلب المحلي، وتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للطاقة.
ومن المتوقع أن تُصدر موزمبيق القدرات المتبقية إلى الدول المجاورة، بما في ذلك جنوب أفريقيا، وسط ارتفاع الطلب على الطاقة النظيفة.
كما سيعمل المشروع على تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة للتصدي لأزمة تغير المناخ في جنوب أفريقيا.
ووفقًا للتقارير، تُقدّر تكلفة المشروع نحو 4.5 مليار دولار أميركي، وسيعمل على تطوير سد ومحطة للكهرباء وبنية تحتية بطول 1300 كيلومتر، لنقل الجهد العالي من موقع المشروع في مقاطعة تيتي إلى مدينة مابوتو، عاصمة البلاد.
وقال مدير مكتب تنفيذ المشروع، كارلوس يوم، إن هاندا نكوا سيدعم تحقيق رؤية الحكومة لتحسين فرص حصول الجميع على الكهرباء بحلول عام 2030، وتحفيز التصنيع وتعزيز النمو من خلال بنية تحتية لنقل كهرباء موثوقة وتنافسية.
وأضاف المدير الإقليمي الأول لمؤسسة التمويل الدولية في موزمبيق، كارلوس كاتسويا، أن الطاقة النظيفة والمستدامة هي محرك رئيس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، موضحًا أن خبرة المؤسسة في تطوير المشروعات الضخمة وتمويلها في أفريقيا والعالم ستسهم في تعزيز إمدادات موزمبيق من الطاقة المتجددة بأسعار معقولة، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في البلاد.
وستعمل المؤسسة مع الحكومة بالتعاون مع مكتب تطوير المشروع "جي إم إن كيه" على هيكلته، ومراجعة التصميمات التقنية، والضمانات البيئية، والهيكلة التجارية والمالية.
اقرأ أيضًا..
- قبل قمة المناخ كوب 27.. مصر تكثف جهودها لخفض انبعاثات قطاع النفط
- تقرير روسي يتوقع تراجع إنتاج النفط والغاز لأقل من مستويات 2021
- فاتح بيرول: العالم ليس بحاجة للاختيار بين حل أزمتَي الطاقة أو المناخ