أسعار النفط والفحم القياسية تملأ خزائن قطبي الطاقة في آسيا
شركتا أداني وأمباني تحققان مكاسب ضخمة من الأسعار المرتفعة
مي مجدي
- ارتفاع أسعار النفط والفحم يُزيد ثروات رجلي الأعمال أداني وأمباني
- أدت الأسعار المرتفعة إلى زيادة الاستثمارات للاستفادة من انتعاش السوق
- أرباح أداني تقفز 30% وريلاينس 19% خلال الأشهر الـ3 الأولى في 2022
- ارتفع صافي ثروة رجل الأعمال غوتام أداني إلى 106 مليارات دولار
- ثروة أمباني ترتفع إلى 92.4 مليار دولار بفضل الأسعار
تواصل كبرى شركات الطاقة في آسيا قطف ثمار أسعار النفط والفحم القياسية، وازداد أصحابها ثراءً مع انتعاش الأسواق.
فقد أسهمت الأسعار المرتفعة العالمية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في تعزيز إمبراطوريتي أداني وأمباني الهنديتين، وصقل أوراق اعتمادهما في قطاع الوقود الأحفوري، رغم إعلان قطبي الطاقة غوتام أداني وموكيش أمباني خططًا طموحة في قطاع الطاقة الخضراء.
ويأتي ذلك في وقت تتدافع فيه العديد من الدول المتقدمة للبحث عن مصادر بديلة للوقود والابتعاد عن الإمدادات الروسية، بالإضافة إلى تعهد مجموعة الدول الصناعية الـ7 بحظر واردات النفط الروسي.
وأدت زيادة الاضطرابات في الأسواق إلى العودة لحرق الفحم، رغم تعهّد الدول بالتخلص التدريجي من أسوأ مصادر الوقود الأحفوري لخفض الانبعاثات.
أسعار النفط والفحم في 2022
يبدو أن أسعار النفط والفحم القياسية دفعت الشركتين إلى زيادة الاستثمارات ووضع خطط لتحقيق أقصى استفادة من الوضع.
فمع ارتفاع أسعار الفحم إلى مستوى قياسي، تعمل شركة أداني على توسيع منجم في أستراليا لتلبية الطلب، رغم ما أُثير حوله من جدل وانتقادات.
بينما تشتري شركة ريلاينس إندستريز التابعة لشركة أمباني شحنات النفط الخام المتعثرة بأسعار زهيدة لتغذية أكبر مجمع تكرير في العالم.
واضطرت الشركة إلى تأجيل عمليات الصيانة المقررة للمنشأة، للإسهام في إنتاج المزيد من الديزل والبنزين، بعدما ارتفعت الهوامش لتصل إلى أعلى مستوى لها في 3 سنوات.
ورغم أن الشركتين قد كشفتا النقاب عن استثمارات خضراء بقيمة 142 مليار دولار على مدى العقود القليلة المقبلة بعيدًا عن النفط والفحم -حجرا الأساس لإمبراطوريتهما- فإنهما تجدان صعوبة في التخلص من هذه المصادر، حسب بلومبرغ.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الفحم إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري، ومواصلة ارتفاعه حتى عام 2024، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وقال المدير الإداري، رئيس قسم الاستثمار في شركة تي سي جي أدفيسوري سرفسيس في مومباي، تشاكري لوكابريا، إن الحرب خلقت رياحًا معاكسة للشركات القائمة على الوقود الأحفوري.
ويرى أن الضرر الجانبي يتمثّل في أن الوقود الأحفوري سيؤدي دورًا حيويًا خلال الـ20 عامًا المقبلة أو أكثر، وهناك متسع من الوقت لجني ثمار الاستثمارات القائمة على الكربون.
أداني وأمباني تجنيان الثمار
ساعد الاتجاه الصعودي في أسعار الفحم شركة أداني على تحقيق قفزة في الأرباح بنسبة 30% خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري.
أما شركة ريلاينس فقد سجلت أعلى أرباح فصلية على الإطلاق بفضل أسعار المنتجات النفطية القياسية، وتحقق الشركة الهندية قرابة 60% من العائدات من تكرير النفط والبتروكيماويات.
وارتفعت أسهم كل من ريلاينس وأداني بنسبة 19% و42% على التوالي خلال المدة من 24 فبراير/شباط، مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وحتى نهاية أبريل/نيسان، قبل أن يقضي انهيار الأسهم العالمية على بعض هذه المكاسب.
ومنذ بدء الحرب، أضاف الملياردير غوتام أداني قرابة 25 مليار دولار إلى ثروته، وبذلك ارتفع صافي ثروته إلى 106 مليارات دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
بينما ارتفعت ثروة الملياردير موكيش أمباني بنحو 8 مليارات دولار لتصل إلى 92.4 مليار دولار.
شركات أخرى
إلى جانب أداني وأمباني، استفاد أباطرة النفط والغاز في جميع أنحاء العالم من طفرة أسعار النفط والفحم هذا العام.
وساعدت الأسعار في زيادة ثروات رجل الأعمال الأمريكي، المستثمر في مجال النفط والغاز الطبيعي، هارولد هام، ورجل الأعمال الأميركي، الرئيس التنفيذي لشركة كيندر مورغان، ريتشارد كيندر، ومؤسس شركة "فريبورت إل إن جي"، مايكل سميث، بالإضافة إلى ملك الفحم الإندونيسي، لو توك كوونغ.
وبحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، يمتلك صناع النفط والغاز في أميركا صافي ثروات بقيمة 239 مليار دولار، وهي قفزة بنسبة 10% تقريبًا منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
وتغذّي أسعار الطاقة القياسية هذا النمو وسط فرض عقوبات لحظر مصادر الطاقة الروسية.
وارتفعت أسعار خام برنت نحو 32% منذ بدء الغزو على أوكرانيا، وما يزال سعر البرميل يتجاوز الـ100 دولار.
اقرأ أيضًا..
- أوروبا تتفاوض لاستيراد الغاز الإسرائيلي بعد تسييله في مصر (خاص)
- تطوير ألواح الطاقة الشمسية بتقنيات جديدة لإنتاج الكهرباء ليلًا
- رغم تراجع إيراداتها.. أكوا باور السعودية تحقق أرباحًا تتجاوز 40 مليون دولار