روسيا وأوكرانياأخبار النفطأسعار النفطرئيسيةنفط

الهند تطلب خصومات أكبر على أسعار النفط الروسي

وتطلب شراء البرميل بأقل من 70 دولارًا

أحمد بدر

رغم اعتراض الولايات المتحدة الأميركية على شراء الهند شحنات النفط الروسي، تواصل نيودلهي مساعيها للحصول على المزيد، ليس فقط من النفط، وإنما من الخصومات والتخفيضات، مستغلة في ذلك تناقص أعداد المشترين الذي تمنعهم العقوبات الغربية من الحصول على صفقات من موسكو.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه مخاطر الشراء من روسيا -العضو الرائد والنشط في مجموعة "أوبك+"- طلبت الهند من موسكو المزيد من التخفيضات والخصومات، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن أشخاص مطلعين على المفاوضات بين الجانبين.

وطلبت الهند -وهي ثالث أكبر مستوردي النفط في العالم- الحصول على شحنات من النفط الروسي بأسعار تقل عن 70 دولارًا للبرميل، على أساس التسليم، للتعويض عن عقبات إضافية مثل تأمين تمويل المشتريات، في توقيت يُتداول فيه خام برنت القياسي العالمي عند 108 دولارات للبرميل.

الهند تشتري النفط الروسي

النفط الروسي - صادرات النفط الروسية - Russian Oil
شحن صادرات النفط الروسية - أرشيفية

خلال الأسابيع الماضية، اشترت مصافي التكرير الحكومية الهندية أكثر من 40 مليون برميل من النفط الروسي، منذ غزو أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط الماضي، بزيادة أكثر من 20% عن مشترياتها منها خلال عام 2021 بالكامل، وذلك وفقًا لحسابات بلومبرغ، بناء على بيانات من وزارة التجارة الهندية.

وتُعدّ الهند واحدة من المشترين القلائل للنفط الروسي مؤخرًا، بعدما امتنع كثير من التجار والشركات الحكومية حول العالم عن التعامل مع موسكو، إما اعتراضًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، وإما خوفًا من تبعات انتهاك العقوبات الغربية على روسيا.

وتشتري الهند أكثر من 85% من احتياجاتها من النفط من الخارج، وأصبحت -حاليًا- تعتمد على النفط الروسي بصورة كبيرة، فهي من ناحية تستفيد من الخصومات والتخفيضات التي تمنحها لها روسيا، ومن ناحية أخرى تُعد أحد مصادر إيرادات نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويتزامن توجه الهند نحو روسيا لتوفير احتياجاتها من النفط الخام، مع مخاوف في موسكو من ضغط انخفاض الطلب الأوروبي على صناعة النفط لديها، الأمر الذي يهدد بأن ينخفض إنتاج النفط الروسي بنسبة تصل إلى 17% خلال العام الجاري.

التدفقات إلى الهند

لا توجد أي عقوبات مفروضة على النفط الروسي الذي تشتريه الهند، ولكن تشديد القيود دوليًا -خاصة فيما يتعلق بالتأمين البحري، بالإضافة إلى الضغوط الأميركية على نيودلهي- تجعل هذه التجارة أكثر صعوبة.

وما زال رئيس الوزراء ناريندرا مودي، حتى الآن، يقاوم دعوات الغرب إلى تقليص علاقات بلاده مع موسكو، ولكن هذا الأمر أرجعته وكالة بلومبرغ إلى رغبته في الحصول على المزيد من النفط الروسي بأسعار منخفضة بصفة كبيرة، بجانب مساعيه لضمان استمرار حصول بلاده على واردات الأسلحة الروسية.

النفط الروسي

وتحصل مصافي التكرير الحكومية الهندية على نحو 15 مليون برميل من النفط الخام شهريًا، أي ما يصل إلى 10% من الواردات في حالة موافقة موسكو على الطلب الهندي بخفض الأسعار.

ونقلت الوكالة عن مصادر هندية قولها إن المصافي الحكومية ستستفيد من أي اتفاق محتمل، إذ إنها عادة ما تشتري مصافي التكرير الخاصة "ريليانس إنداستريز" و"نايارا إنرجي" النفط الخام بصفة فردية.

موسكو تتقرب من الهند

النفط الروسي
عمال في إحدى مصافي التكرير الهندية - الصورة من بلومبرغ

تواصل موسكو بحثها عن طرق للحفاظ على تدفق نفطها إلى الهند، سواء من الغرب عبر بحر البلطيق، أو من خلال الطرق المباشرة من الشرق الأقصى الروسي، التي أصبح الوصول إليها أكثر سهولة خلال الصيف من ذوبان الجليد.

ولكن بحسب بيان رسمي صادر عن المكتب الصحفي الهندي، ما تزال مشتريات الطاقة من روسيا ضئيلة مقارنة بإجمالي استهلاك الهند، مضيفًا: "لا يمكن تسييس معاملات الطاقة المشروعة في الهند.. كما أن تدفقات الطاقة لم تصدر ضدها أي عقوبات بعد".

وتعمل موسكو ونيودلهي على استكشاف إمكان إعادة توجيه بعض النفط الخام عبر فلاديفوستوك في الشرق الأقصى، ورغم أن الرحلة البحرية من هناك إلى الهند ستكون أسرع، فمن المحتمل أن تكون هناك تكاليف كبيرة وعقبات لوجستية في نقل النفط على الأرض.

ووافق مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الخميس 7 أبريل/نيسان، على مشروعي قانون لإنهاء العلاقات التجارية مع روسيا وتقنين حظر النفط الروسي، بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن قرار الحظر في 8 مارس/آذار.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تصعيد حدة العقوبات ضد موسكو، وتطالب الدول بفرض عقوبات جديدة عليها؛ لإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق