النفط الروسي يتخطى هجرة الشركات الكبرى.. وهؤلاء أبرز المتداولين
دينا قدري
- تراجع ترافيغورا وجلينكور وفيتول عن إجراء معاملات جديدة في روسيا
- ظهور شركات أصغر حجمًا لنقل النفط الروسي بعد ابتعاد كبرى الشركات
- وحدة لوك أويل الروسية أصبحت أكبر متداولي النفط الروسي
- متداولو خام شرق سيبيريا ينقلون النفط الروسي مباشرةً إلى آسيا
أصبح تجّار النفط الجدد -الأصغر حجمًا- بمثابة المنقذ لصادرات النفط الروسي، في ظل تجنّب كبرى الشركات إجراء معاملات مع موسكو عقب غزوها لأوكرانيا.
وقد أظهر الانتشار الواسع للمتداولين كيف تتغلب روسيا على تراجع ترافيغورا وجلينكور، وهما من أكبر تجّار السلع في العالم، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ.
إذ تُعدّ قدرة روسيا على إيجاد وسطاء وسفن ومشترين لخامها أمرًا محوريًا لكل من سوق النفط العالمية وموسكو، نظرًا لتأثيرها في الإمدادات العالمية، وعائدات الدولة على حدٍ سواء.
الممتنعون عن النفط الروسي
لم تظهر جلينكور بوصفها شركة شحن لأيّ كميات من خام الأورال الروسي منذ أبريل/نيسان؛ إذ أكدت الشركة -في مارس/آذار- أنها ستلتزم بالعقود السابقة، لكنها لن توقّع أيّ اتفاقيات تجارية جديدة في روسيا.
وبالمثل، يبدو أيضًا أن شحنات شركة ترافيغورا قد تراجعت بشكل حادّ هذا الشهر، إلى 200 ألف طن من خام الأورال، انخفاضًا من أكثر من مليون طن في كل من مارس/آذار وأبريل/نيسان.
بينما جاءت فيتول في المرتبة الثانية، بنقل 14 مليون برميل من الخام في أبريل/نيسان ومايو/أيار، لكنها التزمت أيضًا بخفض شحنات النفط الروسي.
إذ قالت -في بيان أصدرته في أبريل/نيسان-: "ستنخفض أحجام النفط بشكل كبير في الربع الثاني من العام، مع انخفاض الالتزامات التعاقدية الحالية، ونتوقع أن يكتمل هذا بحلول نهاية عام 2022".
أكبر متداولي النفط الروسي
أصبحت ليتاسكو السويسرية -وهي وحدة تابعة لشركة لوك أويل الروسية- أكبر معالج لخام الأورال الروسي، وفقًا لتقارير وكلاء الموانئ التي جمعتها وكالة بلومبرغ.
إذ استأجرت الشركة ناقلات لتحميل ما لا يقلّ عن 14 مليون برميل في أبريل/نيسان، و8.6 مليون برميل هذا الشهر، وهو ما يتجاوز بكثير حصة أيّ شركة أخرى.
ومع إعلان عدد كبير من المشترين خروجهم من الأعمال التجارية الروسية منذ الحرب، أصبح يتعين على ليتاسكو بيع وشحن نسبة متزايدة من البراميل.
بدأت ليتاسكو أيضًا في شحن المزيد من الخام من البحر المتجمد الشمالي -الذي كان سيذهب سابقًا إلى وجهات في شمال أوروبا وأميركا الشمالية- إلى جنوب إيطاليا، إذ تمتلك الشركة مصفاة نفط.
وأوضحت ليتاسكو أن الشركة والشركات التابعة لها تتبع جميع القوانين واللوائح، مؤكدة أنها تتخذ "جميع التدابير اللازمة للتخفيف من تأثير الوضع الدولي في العمليات والعملاء والمستهلكين حاليًا".
تحوّلات في آسيا
هناك تحولات مهمة تحدث في آسيا، التي تصدّر إليها روسيا نحو ربع صادراتها من النفط الخام، البالغة 350 مليون برميل سنويًا.
استأجرت شركة شاندونغ بورت الصينية الناقلة كريتي فويتشر لنقل خام شرق سيبيريا في المحيط الهادئ الروسي، من ميناء كوزمينو الروسي إلى الصين هذا الشهر، وفقًا لسماسرة السفن التي اطّلعت عليها بلومبرغ.
تمتلك شاندونغ بورت -التي تتمتع بعلاقات عميقة مع مصافي النفط في المقاطعة الصينية التي تحمل هذا الاسم- العديد من الموانئ والمستودعات وأسطول السفن الخاص بها.
وقالت الشركة -ببيان نشرته في حسابها الرسمي عبر منصة "وي شات"-، إن ناقلة تحمل 100 ألف طن من الخام من المتوقع أن تصل إلى دونغجياكو، بالقرب من تشينغداو، منتصف مايو/أيار.
تشير مشاركة شاندونغ بورت وعلاقتها بالشركات المحلية إلى أن بعض مستلمي خام شرق سيبيريا بدؤوا المشاركة المباشرة في جلب المزيد من البراميل الروسية، على الأرجح لأن التجّار الرئيسيين للشحنات قد تراجعوا، وفقًا لأشخاص مشاركين في السوق.
فقد أوقفت شركتان نفطيتان صينيتان على الأقلّ وبيت تجاري دولي تحميلَ تلك الشحنات من ميناء كوزمينو الروسي، لتُشحَن إلى الصين في وقت سابق من هذا الشهر.
"بيلاتريكس" تثير الجدل
الاسم الأكثر غرابة الذي يتعامل مع خام الأورال الروسي هو شركة تُدعى بيلاتريكس.
هذا الشهر، كان لدى الشركة سفن تنقل ما يقرب من 3 ملايين برميل من النفط الخام، وفقًا لمعلومات وكيل الموانئ التي جمعتها بلومبرغ.
ولم يسمع التجّار والمتداولون من قبل عن بيلاتريكس، ولم يتمكنوا من الحصول على معلومات الاتصال الخاصة به، إذ يرتبط اسم الشركة بإحدى شخصيات كتب وأفلام هاري بوتر.
وتمثّل شحنات بيلاتريكس لشهر مايو/أيار ربع إجمالي خام الأورال من ميناء بريمورسك على بحر البلطيق، إذ أُدرج اسم الشركة التي تشحن براميل النفط الروسي.
شركات أخرى لنقل النفط الروسي
في آسيا، أصبحت شركة ليفنا شيبينغ أكثر انخراطًا في نقل النفط الروسي.
إذ أُدرجت شركة الشحن المسجلة في هونغ كونغ بصفتها مؤجرًا لـ8 سفن لنقل خام شرق سيبيريا الروسي إلى الصين حتى الآن في مايو/أيار، بحسب بيانات من شركة تحليلات الشحن فورتكسا.
وكانت الشركة مشاركًا صغيرًا نسبيًا في أبريل/نيسان، ولم يكن لديها سوى سفينتين فقط، ولم يكن لديها أيّ منها في مارس/آذار.
ومن الأسماء الناشئة الأخرى شركة كول إنرجي، التي تسرد عنوان ورقم هاتف في دبي بموقعها الإلكتروني، الذي يشير إلى العديد من العمليات الروسية.
اقرأ أيضًا..
- أوابك: العالم لن يتخلى عن النفط والغاز.. والعرب صمام أمان الطاقة
- إسبانيا تجد بديلًا لإمدادات الغاز الجزائري
- أغلى الدول وأرخصها في أسعار البنزين عالميًا.. ليبيا والجزائر في الصدارة
- تسارع اعتماد السيارات الكهربائية غير كافٍ لدرء العواقب المناخية (دراسة)