يسعى المسؤولون إلى المزيد من تحرير قطاع الكهرباء في سلطنة عمان، من خلال تمكين إمدادات الكهرباء بين المولدات وكبار المستهلكين، دون اللجوء إلى الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه.
وكشفت هيئة تنظيم الخدمات العامة عن مقترحات من شأنها أن تمكّن -لأول مرة- مستهلكي الكهرباء الكبار من تأمين احتياجاتهم مباشرةً من المولدات، ومن ثم تجاوز المشتري الوحيد الحالي، الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه.
ومن المتوقع أن تمهّد المقترحات -بمجرد الانتهاء منها والموافقة عليها- الطريق لدخول المولدات القائمة على مصادر الطاقة المتجددة، لتقديم الكهرباء "الخضراء" للعملاء الصناعيين أو التجاريين المهتمين الذين يعملون مقابل التزامات منخفضة أو خالية من الكربون، حسبما نقلت منصة "عمان أوبزرفر".
الإمداد الذاتي للكهرباء
حُدِّدَت المقترحات في ورقة استشارية صدرت مؤخرًا عن هيئة تنظيم الخدمات العامة حول "منهجية رسوم الوصول للإمداد الذاتي أو الوصول المباشر"، التي تقدم آليات جديدة لإمدادات الكهرباء في سلطنة عمان خارج نطاق نموذج المشتري الوحيد الذي تُنَظَّم السوق حاليًا بموجبه.
تقترح ورقة هيئة تنظيم الخدمات العامة مجموعة من آليات التعرفة بناءً على نوع استخدام شبكة النقل للاتفاقيات الثنائية واتفاقيات نقل الكهرباء في سلطنة عمان.
إحدى الآليات هي "الإمداد الذاتي"، التي تنطبق على العملاء الذين يستخدمون الكهرباء دون الوصول إلى نظام النقل.
وأوضحت الهيئة -في ورقتها-: "على وجه التحديد، يشمل ذلك العملاء الذين يستخدمون الكهرباء التي يولدونها (أو "يولّدونها ذاتيًا")، والوصول إليها عن طريق إنشاء اتصال سلكي في الموقع، أو خاص".
الوصول المباشر للكهرباء
تتمثل الآلية الأخرى في الوصول المباشر، وتنطبق على العملاء الذين يستخدمون الكهرباء التي تُوَفَّر مباشرةً بوساطة مولد خارج الموقع عبر نظام النقل، دون المرور بالسوق الفورية أو اتفاقية شراء الكهرباء مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه.
وقالت الهيئة: "قد ترغب مولدات الوصول المباشر في نقل الكهرباء إلى شبكة نقل الكهرباء الحالية لخدمة عملائها، ويوفر الوصول المباشر -أيضًا- خيارًا للعملاء الراغبين في توليد الكهرباء الخاصة بهم خارج الموقع ونقلها لأنفسهم، عبر نظام النقل بدلًا من الأسلاك الخاصة".
وأضافت: "في ظل هذه الخلفية، كلّفت هيئة تنظيم الخدمات العامة الشركة العمانية لنقل الكهرباء بتصميم رسوم الوصول إلى النظام (أو" النقل")، التي تسمح للعملاء بتوليد الكهرباء الخاصة بهم خارج الموقع، ونقلها لأنفسهم باستخدام شبكة النقل".
كما أوضحت أن هذه الرسوم "تسمح -أيضًا- لمنشآت الإنتاج المرخّصة بنقل الكهرباء إلى كيانات أخرى غير الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه باستخدام شبكة النقل".
الكهرباء في سلطنة عمان
في نموذج المشتري الوحيد، تخدم المولدات السوق بموجب اتفاقيات شراء الطاقة والمياه طويلة الأجل مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه المملوكة للدولة، وهي عضو في مجموعة نماء.
وبدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2022، عُدِّل هذا النموذج قليلًا بعد إدخال سوق الكهرباء بالجملة (السوق الفورية)؛ ما يسمح للمولدات التي انتهت صلاحية اتفاقيات شراء الطاقة الخاصة بها ببيع إنتاجها في السوق الفورية إلى الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه.
إلّا أنه مع اختيار مصادر الطاقة المتجددة لأداء دور متزايد الأهمية في توليد الكهرباء في المستقبل، تقوم الهيئة بإعداد مبادئ توجيهية لتمكين الاتفاقيات "الثنائية" و"النقل" بين المولدات وكبار العملاء.
وتشير الاتفاقيات الثنائية إلى الترتيبات المتفق عليها من قبل المولّد لتزويد الكهرباء مباشرةً إلى مستهلك كبير، خارج اختصاص الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، بصفتها المشتري الوحيد.
ويشير مصطلح "النقل" إلى الترتيبات المتفق عليها مع الشركة العمانية لنقل الكهرباء، المالك والمشغل الاحتكاري لشبكة النقل في الدولة، لتزويد العميل بالكهرباء من المولد.
موضوعات متعلقة..
- الكهرباء في سلطنة عمان.. ارتفاع إجمالي الإنتاج 8.3% في نوفمبر
- قرارات جديدة لتنظيم قطاع الكهرباء في سلطنة عمان
- سلطنة عمان.. بناء توربينات مائية لإنتاج الكهرباء على أيدي طلاب جامعة صحار
اقرأ أيضًا..
- أوبك تقلص توقعات نمو الطلب على النفط في 2022
- تراجع كبير في تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
- الرقائق الإلكترونية المتقدمة تُحدث طفرة في أداء السيارات الكهربائية