الحياد الكربوني.. استثمارات عمالقة الطاقة في الخليج لمواجهة تغير المناخ (إنفوغرافيك)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
يسعى عمالقة النفط في الخليج العربي إلى تحقيق الحياد الكربوني، مع اعتبار الوقود الأحفوري المتهم الأكبر بالتغيرات المناخية وتلوث الهواء، ما دفعهم إلى وضع سياسات وخطط معلنة للحد من الانبعاثات الضارة خصوصًا الصادرة من المنشآت النفطية وعمليات الحفر.
وشهد عام 2021 إطلاق عمالقة الخليج العربي -خصوصًا السعودية والإمارات وقطر- خططًا تضمنت مستهدفات لتحقيق الحياد الكربوني عبر استثمارات لتنمية الاقتصاد الأخضر، وخفض الانبعاثات من منشآت النفط والغاز.
وبحسب تصنيف للبنك الدولي، جاءت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر ضمن أكبر 10 دول في العالم تُصدّر انبعاثات كربونية من حيث نصيب الفرد.
السعودية
في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أطلقت السعودية -التي تُعد أكبر مصدّر للنفط عالميًا، وأكبر عضو منتج للخام في منظمة أوبك- مبادراتها البيئية الجديدة لتحقيق المستهدفات الخضراء، والعمل على مواجهة التغيرات المناخية عبر الوصول إلى الحياد الكربوني.
وتضمنت المبادرة حزمة من الاستثمارات تصل إلى 700 مليار ريال (186.62 مليار دولار) لتنمية الاقتصاد الأخضر، وذلك في إطار استهداف السعودية الوصول لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.
وشملت الخطة -أيضًا- مبادرات في مجال الطاقة، تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول 2030.
وبدأت المملكة المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، مع تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة.
وتعمل البلاد كذلك على تخصيص أراضٍ محمية جديدة، ليصل إجمالي المناطق المحمية في السعودية لأكثر من (20%) من إجمالي مساحتها.
وشملت مبادرات المملكة كذلك اعتزامها تحويل العاصمة الرياض ضمن أكثر المدن استدامة على المستوى العالمي.
وعلى الصعيد الخارجي، أسست السعودية صندوقًا للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في منطقة الشرق الأوسط.
وأطلقت المملكة مبادرة عالمية تعمل على تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لأكثر من (750) مليون شخص على مستوى العالم.
وشهد شهر مارس/آذار 2022 توقيع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، 5 مذكرات تفاهم غير ملزمة مع شركات وطنية، لتداول الائتمان الكربوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشمل التوقيع كلًا من أرامكو السعودية، والخطوط السعودية، وشركة أكوا باور، وشركة معادن، وشركة "إنوا" التابعة لشركة نيوم.
وجاء في مذكرات التفاهم قيام تلك الكيانات المحلية بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة، والعمل على تطوير سوق طوعية لتداول الائتمان الكربوني، عبر توريد أرصدة الكربون وشرائها وتداولها.
الإمارات
تستهدف الإمارات الوصول إلى الحياد الكربوني لمواجهة التغيرات المناخية بحلول عام 2050، وهو ما أعلنته البلاد في أثناء انعقاد معرض إكسبو 2020 دبي.
وأطلقت الحكومة الإماراتية إستراتيجية البلاد لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، التي تستهدف استثمار أكثر من 600 مليار درهم (163.36 مليار دولار) في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى منتصف القرن الحالي، مع تحقيق هدف خفض الانبعاثات الضارة بنسبة 23.5% بحلول 2030.
وتسعى الإمارات إلى تحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم (190.58 مليار دولار) من خلال تلك المستهدفات حتى 2050، التي تضمنت رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، وزيادة إسهام الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة إلى 50%، منها 44% طاقة متجددة، و6% طاقة نووية.
وتستهدف كذلك خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وتعتزم الإمارات زراعة ما لا يقلّ عن 30 مليون شجرة قرم تتميز بقدرتها على التقاط كميات كبيرة وتخزينها من الكربون بحلول عام 2030.
قطر
شهد عام 2021 تدشين قطر -التي شغلت العام الماضي المرتبة الثانية بقائمة أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال عالميًا- الإستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي، التي تستهدف مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق الحياد الكربوني والتنمية المستدامة.
وتستهدف قطر من خلال الإستراتيجية خفض كثافة الكربون بمنشآت الغاز المسال بنسبة 25% بحلول 2030، مع التخلص من الانبعاثات الناتجة عن عمليات الحرق الروتيني في إنتاج الغاز الطبيعي.
وتضمنت الإستراتيجية -أيضًا- خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول 2030، وخفض كثافة غاز الميثان بنسبة 0.2% بحلول 2025.
ولتحقيق هدف تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة، وجهت شركة قطر للطاقة استثمارات في التكنولوجيا المتقدمة لزيادة كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات الناتجة من حرق الغاز الطبيعي، وسط اعتزامها الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة خلال السنوات القادمة.
كما تخطط لإنشاء 30 محطة لرصد جودة الهواء بحلول 2023، مع زيادة عدد المحميات للتنوع البيولوجي.
الكويت
تمتلك الكويت كذلك إستراتيجية لخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني، التي أعلنتها خلال فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ، التي عُقدت في غلاسكو بالمملكة المتحدة.
وتهدف الكويت من خلال الإستراتيجية إلى تقليل ارتفاع غازات الدفيئة بنسبة 7.4% من إجمالي انبعاثاتها حتى عام 2035.
وشملت الإستراتيجية كذلك اعتزام البلاد الانتقال إلى نظام اقتصادي منخفض الانبعاثات من الكربون المكافئ.
وتعتزم زيادة المحميات الطبيعية لتصل إلى 15% من إجمالي مساحة البلاد، مع العمل على زراعة أشجار المانغروف في السواحل والجزر الشمالية، وذلك بهدف احتجاز الكربون وتخزينه.
موضوعات متعلقة..
- منتجو النفط والغاز بالخليج العربي في 2021.. خطط خضراء للحياد الكربوني
- تقرير يتوقع وصول السعودية إلى الحياد الكربوني قبل 2060
- تجارة الكربون.. هل تستفيد الأسواق الناشئة من قواعد خفض الانبعاثات؟
اقرأ أيضًا..
- ليلى بنعلي تكشف خطة المغرب لمواجهة أزمة أسعار الطاقة (فيديو)
- 6 شركات تفوز بصفقات استكشاف مناجم الذهب في الجزائر
- السعودية تعتمد الوقود الحيوي لتشغيل المرافق السياحية في مشروع البحر الأحمر