احتجاز الكربون وتخزينه.. شركة نفط أميركية تبيع أول وقود حيادي الكربون
تعمل شركة أوكسيدنتال بتروليوم الأميركية على تطوير مشروع ضخم لإنتاج وقود خالي الانبعاثات، من خلال الاستعانة بتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
وتعدّ فكرة الوقود الأحفوري حيادي الانبعاثات نقطة خلاف في قطاع الطاقة، إذ يذهب المستبعدون لهذه الفكرة بأنه حتى لو خُفِضت انبعاثات القطاع من عمليات الإنتاج والتوريد، فإنهم يعتقدون أن النفط لا يزال يطلق غازات الاحتباس الحراري بمجرد أن يحرقه المستخدمون.
قالت شركة أوكسيدنتال بتروليوم "أوكسي"، إنها وجدت طريقة محتملة لحلّ المشكلة، إذ تخطط لبيع ما تسمّيه "نفط حيادي الانبعاثات" لأكبر شركة تكرير في كوريا الجنوبية، بمجرد تشغيل منشأة جديدة تلتقط ثاني أكسيد الكربون في أواخر عام 2024.
ستوفر شركة التسويق التابعة أوكسيدنتال، بالتعاون مع شركة إس كيه إنترناشيونال، فرصة لشراء ما يصل إلى 200 ألف برميل من النفط حيادي الانبعاثات سنويًا لمدة 5 سنوات.
يمكن لتكنولوجيا احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه أن تجعل النفط حيادي الانبعاثات، مثل وقود الطائرات منخفض الكربون.
الوقود حيادي الانبعاثات
تهدف أوكسيدنتال -شركة متخصصة في اكتشاف وتطوير وإنتاج وتسويق النفط الخام والغاز الطبيعي- إلى الجمع بين النفط الخام والمزايا البيئية المتولدة من عزل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي يُلتَقَط من خلال مصنع التقاط الهواء المباشر ويُعزَل في خزّانات الاستخلاص المعزز للنفط.
وتخطط أوكسي لحقن ما يقرب من 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون الذي يُلتقَط سنويًا من الغلاف الجوي، وهو ما يعادل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتوقعة من دورة حياة النفط الخام بأكملها، بما في ذلك الاستخراج والنقل والتخزين والشحن والتكرير والاستخدام اللاحق والاحتراق.
قامت الشركة الأميركية بتحديث المستثمرين في 23 مارس/آذار، بشأن خططها لاستثمار ما يصل إلى مليار دولار في منشأة لتقنية الالتقاط المباشر، ومن المتوقع أن تزيل هذه المنشأة ما يصل إلى مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من موقعها في حوض برميان في غرب تكساس.
وقالت الشركة الأميركية، إنها تتوقع أن يبدأ تشييد المنشأة خلال النصف الثاني من العام الجاري، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل مصنع الالتقاط المباشر لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في عام 2024.
القضاء على الانبعاثات
قال قادة اثنين من أكبر منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة، إن تقليل انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري، وليس الاستخدام الفعلي للوقود الأحفوري، يوفر أفضل طريقة لمكافحة تغير المناخ.
هذا ما تذهب إليه الآن أكثر الشركات أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط والغاز، لذا بدلًا عن مهاجمة مصادر الوقود الأحفوري، من خلال مساعدة الصناعة على جعل التقنية خيارًا أكثر واقعية من خلال عدد من الممكنات، منها: تطوير تقنيات التقاط وتخزين الكربون وتنظيم أسواق الكربون لبيع رخص انبعاثات الكربون، وتطوير رأس المال البشري والدعم الحكومي.
تقوم أوكسيدنتال حاليًا ببناء أكبر مصنع في العالم لاحتجاز الكربون وتخزينه في حوض برميان، ومن المأمول عند استكمال بناء المصنع المصمم لإزالة وتخزين مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في السنة بحلول عام 2024.
قال رئيس شركة أوكسيدنتال، فيكي هولوب: "لا ينبغي أن نتحدث عن القضاء على الوقود الأحفوري.. يجب أن نتحدث عن القضاء على الانبعاثات".
وأضاف أن أعمال الكربون في أوكسيدنتال، والتي تشمل أيضًا التقاط الكربون واستخلاص النفط المعزز، تقترب من العمل بصفة شركة مربحة وذاتية الاكتفاء الذاتي.
موضوعات متعلقة..
- سعة احتجاز الكربون وتخزينه قد ترتفع 10 مرات بحلول نهاية العقد
- الإنفاق على خدمات احتجاز الكربون وتخزينه قد يتجاوز 50 مليار دولار
- احتجاز الكربون وتخزينه.. كيف تُحفّز الحكومات استثمارات الشركات؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر خطوط أنابيب النفط والغاز في أفريقيا.. اثنان منها في الجزائر (خرائط وصور)
- الغاز الطبيعي.. هل يصبح حلًا سحريًا لأزمتي أفريقيا وأوروبا؟
