إيران تستهدف خفض مبيعات النفط وزيادة الاستثمار في البتروكيماويات
وتسعى إلى الاستفادة من الصناعات ذات القيمة المضافة
نوار صبح
- إيران ثاني أكبر منتج للبتروكيماويات في الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية.
- سينمو طلب السوق السنوي على البتروكيماويات ومنتجات البوليمر بنسبة 4.5% بحلول عام 2040.
- تتطلع إيران إلى توفير المواد الأولية اللازمة لمصانع البتروكيماويات.
- تتمثل إحدى طرق التغلب على العقوبات في تحويل النفط الخام إلى منتجات.
- يصل دخل صناعة البتروكيماويات إلى 37 مليار دولار بحلول عام 2025.
تمتلك إيران حاليًا 25% من السعة الإنتاجية لمنطقة الشرق الأوسط و2.5% من السعة الإنتاجية العالمية للبتروكيماويات؛ ما يجعلها ثاني أكبر منتج للبتروكيماويات في الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية، حسب وكالة أنباء النفط الإيرانية "شانا".
ومن المتوقع أن ينمو طلب السوق السنوي على البتروكيماويات ومنتجات البوليمر، بحلول عام 2040، بنسبة 4.5%، بينما ينمو الطلب السنوي على المشتقات النفطية بنسبة أقل من 1%، ما يشير إلى أهمية الاستثمار في هذا القطاع والتركيز على هذه الصناعة ذات القيمة المضافة.
ونظرًا لاختلاف نمط تطوير صناعة البتروكيماويات تمامًا عن الماضي؛ فقد كان تطوير هذه الصناعة في مدة التكرير المكثف يتركز على المواد الأولية وبناء القدرات.
أما الآن، بالإضافة إلى الحفاظ على هذه الظروف؛ فإن إيران تتجه نحو تطوير سلسلة القيمة من خلال دراسة السوق العالمية والاهتمام بمزيد من التفاصيل؛ حيث يُطلب من مديري صناعة النفط تحويل تركيزهم من تنفيذ المشروع إلى تحليل المشروع بناءً على ظروف السوق وعوامل أخرى.
تطوير صناعة البتروكيماويات
يرتكز تطوير صناعة البتروكيماويات على التنمية العالمية والعرض والطلب، وقد استوردت إيران 1.3 مليار دولار من المنتجات البتروكيماوية، في السنة التقويمية الماضية، ومن ثم فإنها تتطلع إلى توفير المواد الأولية اللازمة لمصانع البتروكيماويات.
وبدأت إيران، في الآونة الأخيرة، التحرك نحو تطوير صناعة البتروكيماويات بهدف استكمال سلسلة القيمة في البلاد.
وبناءً على ذلك، حُدِّدَت 33 مشروعًا على أنها "مشروعات توجيهية" لغرض استخدام المواد الأولية البتروكيماوية المتنوعة في جميع أنحاء سلسلة القيمة من أجل تنشيط الصناعات الصغيرة، فضلًا عن المجمعات الصناعية والكيميائية.
وفقًا للخطة، ومع تنفيذ المشروعات التطويرية في 6 سلاسل مختلفة، سيُخَصص نحو 3.5 مليون طن من المواد الأولية للصناعات التحويلية.
وتُعَد 3 مجموعات من مشروعات المواد الأولية المشتركة، وإنتاج البروبيلين والمشروعات التطويرية مشروعاتٍ استراتيجيةً لهذه الصناعة.
وحُدِّدت 3 مشروعات مجمعة للمواد الأولية و11 مشروعًا لإنتاج البروبيلين و33 مشروعًا للقيادة في 6 سلاسل بناءً على احتياجات السوق التي يكون استثمارها منخفضًا.
خلق القيمة المضافة
ركز وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، خططه على خفض مبيعات المواد الخام وخلق قيمة مضافة، ولا سيما في صناعة البتروكيماويات.
وقال إن إحدى طرق التغلب على العقوبات تتمثل في تحويل النفط الخام إلى منتجات؛ لأنه خلال السنوات الماضية من العقوبات، لم يكن توريد المنتجات النفطية مشكلة.
من جانبه، اعتمد البرلمان الإيراني قانونًا بشأن دعم تطوير الصناعات التحويلية.
ولذلك؛ قد يستفيد الوزير أوجي من هذا القانون ويضع خططًا لدعم تطوير سلسلة القيمة بمساعدة القطاع الخاص والمستثمرين، والتي من شأنها أيضًا توفير المواد الأولية للصناعات التحويلية ودعم إنشاء مجمعات البتروكيماويات.
ويُعَد التخطيط لإكمال سلسلة القيمة جنبًا إلى جنب مع مشروعات البتروكيماويات من بين السياسات الإيرانية القائمة على الاقتصاد المرن.
تجدر الإشارة إلى أن صادرات البتروكيماويات الإيرانية حققت 9 مليارات دولار من العائدات منذ بداية السنة الحالية. لكن الحقيقة هي أن حصة طهران في تجارة البتروكيماويات العالمية لم تحظَ بالتركيز الذي تستحقه.
تنوع المواد الأولية
تتمثل إحدى النقاط الجذابة الرئيسة والفريدة فيما يتعلق بالاستثمار في صناعة البتروكيماويات في توريد المواد الأولية على المدى الطويل بفضل التنوع العالي في المواد الأولية.
وتوجد 8 فئات من المواد الأولية في صناعة البتروكيماويات الإيرانية: الغاز الطبيعي (27%)، الإيثان (14%)، الغاز الغني "الرطِب" (17%)، مكثفات الغاز (23%)، الكيروسين (1%)، الغاز الطبيعي المسال (10%) والنافتا (7%) وبنزين الإصلاح البلاتيني (1%).
- إيران تعرض تصدير الغاز الطبيعي لـ5 دول.. للمرة الثانية خلال شهرين
- إيران لا تستطيع تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا على المدى القصير (مقال)
وعلى الرغم من أن إيران لا تستطيع زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي الآن؛ فإنها قد تطور صناعتها البتروكيماوية لتحويل الغاز الطبيعي إلى منتجات وخلق قيمة مضافة.
استثمارات البتروكيماويات
بلغ إجمالي الاستثمار في 56 مصنعًا للبتروكيماويات في إيران 53 مليار دولار في عام 2019، لكن الرقم قفز الآن إلى 70 مليار دولار في 83 مصنعًا، والذي سيصل إلى 93 مليار دولار بحلول عام 2025.
ودخل 17 مصنعًا للبتروكيماويات، خلال السنة الماضية، مرحلة التشغيل لإضافة 25 مليون طن إلى الطاقة الإنتاجية البتروكيماوية.
ووصلت الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات حاليًا إلى 90 مليون طن، تُوَفَّر من قِبل 64 مصنعًا. ومع اكتمال 65 مشروعًا جديدًا حتى عام 2027، سيرتفع الرقم إلى 135 مليون طن.
وبحسب الخطط، ستُصنَّع 43 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية النهائية في السنة الحالية، ستُصَدَّر 33 مليون طن منها، وستُوزع الـ10 ملايين طن المتبقية في الأسواق المحلية.
وستحقق صناعة البتروكيماويات، في السنة الحالية، أكثر من 21.5 مليار دولار من العائدات، وهو رقم قياسي جديد في هذا القطاع.
من حيث الإيرادات، من المتوقع أن يصل دخل صناعة البتروكيماويات إلى 37 مليار دولار بحلول عام 2025، وسيرتفع إلى 53 مليار دولار بحلول عام 2027. وهذا يشير إلى الدور الرئيس لصناعة البتروكيماويات في الاقتصاد الكلي لإيران.
وستتلقى صناعة البتروكيماويات 2 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا باعتبارها موادّ وسيطة في عام 2025، وسترتفع هذه الكمية إلى 2.3 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول عام 2027.
سلسلة القيمة المضافة
شهدت صناعة البتروكيماويات في إيران قفزات كبيرة في الإنتاج في قطاع التنقيب والإنتاج، في العقود الأخيرة، بحيث أصبحت تمثل اليوم جزءًا كبيرًا من الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى الأسواق العالمية من المنتجات التي تنشأ من المنتجات البتروكيماوية.
وكان الافتقار إلى البروبيلين والبولي بروبيلين باعتبارهما موادّ رئيسة لتطوير سلسلة القيمة البتروكيماوية أحد الأسباب الرئيسة التي تثير قلق السوق.
ومع أن إيران كانت تصارع النقص في المنتجات البتروكيماوية، سيصبح إنتاجها من البولي بروبلين 4% فقط من إجمالي إنتاج البتروكيماويات بحلول عام 2025.
وتبلغ هذه الحصة 18% من إنتاج البتروكيماويات العالمي، و21% من إنتاج الصين، و17% من إنتاج الولايات المتحدة، و16% من إنتاج المملكة العربية السعودية. ويعتمد تطوير سلسلة القيمة للمنتجات البتروكيماوية في إيران على ترقية الجودة والتطوير الذكي.
الإستراتيجية الجديدة
أُعِدَّت الأرضية لمشروعات سلسلة المنتجات البتروكيماوية بعد اعتماد اللائحة الداخلية لبناء مصانع البتروكيماويات في التكرير والتوزيع، وتبنّت الإدارة الحالية في إيران قرارًا يتألف من قسمين.
يتمحور القسم الأول حول إنشاء وحدات بتروكيماوية في مجالي التكرير والبتروكيماويات باستثمارات خاصة وتعاونية لنقل البروبيلين إلى الدولة بهدف التخطيط المكاني وخلق فرص عمل مستدامة؛ ما يسهل تطوير سلسلة قيمة البروبيلين في البلاد، بينما يتناول القسم الثاني الحدّ من توريد المواد الأولية.
وتتعلق واردات إيران من البتروكيماويات بشكل أساسي بسلسلة البروبيلين؛ حيث تنفق إيران نحو 600 مليون دولار على واردات البروبيلين، أو 40% من إجمالي المبلغ المخصص لواردات البتروكيماويات.
وتنتج إيران حاليًا مليون طن من البروبيلين، ومن المقرر أن يصل إنتاجها إلى 4 ملايين طن بحلول عام 2026، ويتمثل أحد العناصر الرئيسة في تطوير مشروعات إنتاج البروبيلين في إيران في توفير المعرفة التقنية.
وستؤدي مشروعات "بي دي إتش" و"جي تي بي" و"إم تي بي" إلى رفع السعة الإنتاجية للبروبيلين إلى 4.5 مليون طن بحلول عام 2025.
بدورها، بدأت الشركة الوطنية للبتروكيماويات (إن بي سي) في بناء مجمعات بتروكيماوية وتطويرها منذ سنوات؛ ما سيحفز النمو في صناعة البتروكيماويات، وقررت إيران مؤخرًا إنشاء الصناعات التحويلية في المجمعات الصناعية.
الاكتفاء الذاتي من المحفزات
تبلغ الحاجة السنوية لإيران من المحفزات 450 مليون دولار، بينما تستخدم 40% من المحفزات في البلاد في صناعة البتروكيماويات.
وتوجد 40 مجموعة من المحفزات في الدولة؛ منها 16 مجموعة جرى توطينها وتصنيعها، وسيجري إنتاج 9 مجموعات قريبًا، و15 مجموعة في مرحلة البحث والتطوير.
وتستهلك إيران 85 نوعًا من المحفزات بقيمة 270 مليون دولار سنويًا في صناعة البتروكيماويات الإيرانية، وتبلغ حصة البوليمرات في هذا المزيج 50 مليون دولار.
وصنّعت إيران حتى الآن 20 نوعًا؛ أي ما يعادل 125 مليون دولار سنويًا، والتي ستصل إلى 36 نوعًا بقيمة 195 مليون دولار في السنة المقبلة.
وتنتج إيران حاليًا 90 فئة من المنتجات في 300 درجة بوليمر في إيران، وستصل إلى 105 فئات بحلول عام 2025.
اقرأ أيضًا..
- أول رد من المغرب على تأجيل مشروع أنبوب الغاز النيجيري (خاص)
- شحنات النفط الروسي تتضاعف إلى الهند.. ريلاينس تشتري 15 مليون برميل