واردات الهند من النفط الروسي خلال شهرين تتجاوز ضعف مشترياتها في 2021
أحمد بدر
بلغ حجم واردات الهند من النفط الروسي، خلال شهرين فقط منذ غزو أوكرانيا، أكثر من ضعف الكميات التي اشترتها البلاد خلال عام 2021.
واشترت الهند -منذ الغزو الروسي لأوكرانيا-، خلال الشهرين الماضيين، ضعف ما اشترته خلال العام الماضي، إذ اقتنصت المصافي الهندية النفط الذي باعته روسيا بأسعار مخفضة، بعدما تجنّب الآخرون شراءه، وفق ما نشرت وكالة رويترز.
وبناءً على معلومات لرويترز من عطاءات النفط والتجّار، فإن مصافي التكرير في الهند قدمت طلبات لشراء ما لا يقلّ عن 40 مليون برميل من النفط من روسيا منذ الغزو في 24 فبراير/شباط، ومن المقرر أن تصلها هذه الكميات في يونيو/حزيران.
وكانت الهند قد اشترت ما يصل إلى 16 مليون برميل من النفط الروسي، خلال العام الماضي.
النفط الأرخص سعرًا
تشتري الهند، وهي ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، أكثر من 85% من احتياجاتها من النفط الخام، البالغة 5 ملايين برميل يوميًا.
ووفق مصادر، فإن مصافي التكرير الهندية تشتري النفط الروسي الأرخص سعرًا، للتعويض جزئيًا عن تأثير ارتفاع أسعار البيع الرسمية لبعض المنتجين، مثل السعودية.
وقال مسؤول بإحدى مصافي التكرير: "نحاول عزل المستهلكين قدر المستطاع عن صدمات الأسعار، لكنّنا بحاجة لحماية أرباحنا أيضًا.. لذلك نحن نشتري النفط من روسيا".
وبحسب حسابات رويترز، فإن مشتريات شركات التكرير الخاصة ريلاينس إندستريز ونيارا إنرجي من النفط الروسي، تفوق واردات شركات التكرير الحكومية إنديان أويل، وهندوستان بتروليوم، وبارات بتروليوم.
وأوضحت مصادر تجارية، الأسبوع الماضي، أن ريلاينس اشترت ما لا يقلّ عن 15 مليون برميل من النفط الروسي حتى الآن، إلى ربع يونيو/حزيران المقبل.
وكشفت مصادر تجارية أن نيارا إنرجي، المملوكة جزئيًا لشركة روسنفط الروسية، اشترت ما بين 8 إلى 9 ملايين برميل من الخام الروسي للتحميل في أبريل/نيسان ومايو/أيار.
العقوبات ضد موسكو
دفعت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، منذ غزوها لأوكرانيا، العديد من مستوردي النفط إلى تجنّب التجارة مع موسكو، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى تقديم خصومات قياسية على نفطها الخام، في وقت دعت فيه الهند إلى وقف الحرب في أوكرانيا، لكنها رفضت إدانة تصرفات موسكو.
وقال وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، مدافعًا عن واردات النفط الروسي، إن مشتريات بلاده من موسكو تمثّل جزءًا صغيرًا من احتياجات البلاد الإجمالية.
وفي حين تشتري الشركات الهندية النفط الروسي على أساس التسليم، مع ترتيب البائعين للشحن والتأمين، حذّرت الولايات المتحدة من أيّ زيادة حادّة في المشتريات الهندية، لأن ذلك قد يعوق ردّها على الحرب في أوكرانيا.
تراجع الواردات
رأى محللون أن واردات الهند من النفط الروسي قد تتضاءل، إذ إن التنفيذ الكامل للعقوبات الأوروبية والأميركية من منتصف مايو/أيار وأواخر يونيو/حزيران المقبلين، قد يؤثّر في الخدمات اللوجستية.
وأوضح محلل السلع في شركة "يو بي إس"، جيوفاني ستونوفو، أن قدرة المصافي الهندية على معالجة النفط الروسي محدودة، وقد تكون هناك أيضًا تحديات لوجستية، مثل التأمين والناقلات وآلية الدفع، بمجرد فرض عقوبات أوروبية وأميركية كاملة ضد موسكو.
وأضاف: "بعض الشركات التجارية التي تخضع لضغوط العقوبات، تقلّص تعاملاتها في النفط الروسي".
وتسعى كثير من دول العالم إلى تسويق نفطها على حساب واردات الطاقة الروسية، إذ أعلنت دول من أذربيجان وقازاخستان بالإضافة إلى دول أخرى استعدادها لبيع النفط الخام إلى أوروبا، في توقيت تواجه فيه شحنات النفط الروسي مقاطعة من جانب المشترين التقليديين.
ودفعت هذه المقاطعة روسيا إلى إعلان تخفيضات استغلتها الهند، التي تواجه في الأساس أزمة كبيرة تتعلق بالطاقة والوقود، إذ ترتفع أسعار الوقود هناك بشكل كبير، بجانب أزمة الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- الصين تواجه أكبر صدمة في الطلب على النفط منذ تفشي كورونا
- أول رد من المغرب على تأجيل مشروع أنبوب الغاز النيجيري (خاص)
- سلطنة عمان تحصل على أول شهادة للهيدروجين الأخضر في العالم
- السيارات الكهربائية ليست الخيار الأمثل لخفض انبعاثات قطاع النقل (تحليل)