تغير المناخ في أوروبا.. درجة حرارة بعض المناطق تلامس أعلى مستوى خلال 3 عقود
تقرير حديث يصف 2021 بعام الكوارث والانقلاب المناخي في القارة
حياة حسين
وصف علماء مؤسسة كوبرنيكوس الأوروبية 2021 بأنه "عام انقلابي" في مجال تغير المناخ؛ كونه شهد ارتفاعًا في درجة حرارة بعض المناطق في قارة أوروبا إلى مستويات هي الأعلى في 3 عقود، بالإضافة إلى عدد هائل من الكوارث الطبيعية.
وأشار علماء كوبرنيكوس، في تقرير حديث، إلى أن درجة الحرارة كانت أعلى من معدلاتها الطبيعية قليلًا، غير أنها وصلت إلى أعلى مستوى في 3 عقود في بعض مناطق بحري البلطيق والأبيض المتوسط، وما تزال تواصل صعودها الحاد والسريع، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وحذّر التقرير من أن حرارة أوروبا ارتفعت بنحو درجتين مئويتين أعلى من مستوى ما قبل الثورة الصناعية، وهي تزيد على متوسط صعودها عالميًا، الذي يتراوح بين 1.1 و1.2 درجة مئوية.
طقس متطرف
قال تقرير حديث لمؤسسة "كوبرنيكوس كليمت تشانج سيرفيس"، إن 2021 يمثّل عامًا آخر قياسيًا، إذ شهد طقسًا متطرفًا في أوروبا، ما بين الفيضانات الكارثية، وارتفاع درجة الحرارة في الصيف إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وعلى سبيل المثال، ارتفعت الحرارة في القارة العجوز الصيف الماضي بنحو درجة مئوية زائدة على مستواها قبل 20 عامًا. كما شهدت كل من ألمانيا وبلجيكا مستويات قياسية من الأمطار. وتعرضت مناطق في برلين إلى فيضانات دمرت المنازل وقتلت بعض السكان.
وعالميًا، شهدت السنوات الـ7 الماضية أعلى درجة حرارة منذ بدء تسجيلها عام 1850، أي منذ 172 عامًا، وكان العام الماضي الأسوأ.
وتشهد تركيزات غازات الدفيئة في الهواء ارتفاعًا متواصلًا، خاصة من ثاني أكسيد الكربون، والميثان الذي كان معدلات صعوده أعلى.
وقال رئيس مجموعة علماء كوبرنيكوس، فرزا ويمبرغ: "إن استمرار ارتفاع غازات الدفيئة هو العامل الرئيس الدافع لظاهرة الاحترار العالمي.. إنها رسالة مكررة إلى الأبد، وسنظل نكررها ما لم يكن هناك تغيير جذري في المستقبل القريب بشأن تغير المناخ".
صورة كئيبة
يرسم تقرير حديث صادر عن مؤسسة كوبرنيكوس، المعنية بقضية تغير المناخ، صورة كئيبة عن وضع المناخ في أوروبا المتأزم، الذي يظهر في الكوارث الطبيعية التي ضربت القارة مرارًا العام الماضي، بدءًا بحرائق شرق سيبيريا، التي تسببت في أعلى رابع مستوى من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لمثل هذه الحوادث، وذوبان الثلوج في البحر وهبوطها إلى أقل مستوى منذ عام 1979.
وفي المقابل كانت درجة حرارة أوروبا أقل تطرفًا من 2020 في العام الماضي، كما بعض المناطق ذات درجة حرارة أقل من المعتاد في هذا الوقت من العام.
وارتفع غاز الميثان في الهواء بمقدار 16.5 جزءًا في المليار في 2021، ما يمثّل العام الثاني على التوالي نموًا. ويُسهم الميثان بنسبة كبيرة في الاحترار العالمي في مدة قصيرة، مقارنة بغاز ثاني أكسيد الكربون، إذ يزيد بمقدار 84 ضعفًا.
غير أن العلماء لا يجدون تفسيرًا لهذا الصعود الهائل في كمية غاز الميثان، لكنهم يرجحون أنه يرجع إلى تربية الماشية والنشاط الزراعي، بالإضافة إلى انبعاثات بعض برك المياه الطبيعية.
وضع مُقلق
قال رئيس مؤسسة كوبرنيوس، فينسيت-هنري بوتش: "إن الوضع يثير قلقًا شديدًا عندما نعلم أن انبعاثات غاز الميثان تضاعفت في 2021 مقارنة بـ2020.. وما يزيد القلق أن تقريرنا يؤكد ما جاء في تقرير الهيئة الحكومية التابعة للأمم المتحدة والمعنية بمسألة تغير المناخ، قبل أقل من شهر، الذي أكد أن حرارة الأرض تقترب من الارتفاع 3 درجات مئوية".
وأشار التقرير -الصادر تحت عنوان "التخفيف من تغير المناخ"- إلى أن معدلات انبعاثات غازات الدفيئة السنوية كانت الأعلى في تاريخ البشرية في المدة بين عامي 2010-2019.
وقال التقرير الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: "إن خفض الاحترار العالمي يتطلب انتقالًا عظيمًا في قطاع الطاقة، ودون خفض عميق لانبعاثات الكربون في القطاعات المختلفة لن يستطيع العالم تحقيق هدف الحفاظ على ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية".
وما بين الحرائق والفيضانات وانخفاض الحرارة غير الاعتيادي، أو زيادتها القياسية، حتى تراجع قوة الرياح إلى أدنى مستوى في 42 عامًا في بعض المناطق، يرى المسؤول الرسمي في المفوضية الأوروبية، مارو فاتشيني، أن تقرير كوبرنيكوس "يضع خطوطًا تحت الحاجة الملحة للتصرف حيال تغير المناخ، فأوروبا تواجه تغير مناخ حادًا".
موضوعات متعلقة..
- هل تحقق مكافحة تغير المناخ نموًا اقتصاديًا؟ مسح أوروبي يجيب
-
تقويض الأهداف المناخية عالميًا.. هؤلاء أنكروا الحقائق (مقال)
اقرأ أيضًا..
- باحث فرنسي: الجزائر ومصر تعوضان أوروبا عن إمدادات الغاز الروسي
-
إمدادات الغاز الروسي لأوروبا تنخفض 10 ملايين متر مكعب خلال 24 ساعة