الغاز الطبيعي المسال.. تراجع محدود للأسعار الفورية في آسيا
مع انخفاض الطلب
مي مجدي
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا، خلال الأسبوع الماضي، بنحو 7.60 دولارًا أميركيًا، أي قرابة 23% مقارنة بالأسبوع الماضي.
وأدى ضعف الطلب خلال موسم الربيع إلى انخفاض الأسعار الفورية في آسيا، ولكن الانخفاض كان محدودًا مع احتمال عودة المشترين الآسيويين إلى الأسواق.
وبلغ متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال تسليم شهر يونيو/حزيران في شمال شرق آسيا نحو 25.40 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، حسب وكالة رويترز.
تراجع الأسعار
قال كبير محللي الغاز في شركة ريستاد إنرجي، كوشال راميش، إن الاتجاه الحالي لسوق الغاز الطبيعي المسال ثابت نحو الهبوط خلال المواسم العادية -وهي الأشهر التي تلي الشتاء وقبل الصيف ويقل فيها الطلب على الغاز خلال مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار- إلى جانب ضغوط محسوسة لهبوط مماثل في السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف".
وأضاف أن الأسعار الآن عند مستوى يتيح عودة منطقة جنوب آسيا المتأثرة بالأسعار إلى الأسواق، موضحًا أن أسعار شراء الشحنات، خلال الأسبوعين الماضيين، كانت تقل عن 30 دولارًا أميركيًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.
ومن المقرر أن يستمر هذا الاتجاه على المدى القريب جدًا؛ إذ امتنعت المنطقة عن الشراء واكتفت بالمراقبة من بعيد منذ عدة أشهر، على حد قوله.
ارتفاع الطلب مرة أخرى
على صعيد متصل، انخفض إجمالي الواردات الصينية من الغاز الطبيعي المسال، الشهر الماضي، 17% على أساس سنوي، عند 4.63 مليون طن، وهو أدنى مستوى خلال عامين.
وفي الوقت الراهن، أدت عمليات الإغلاق نتيجة فيروس كورونا إلى انخفاض الطلب في الصين.
لكن من المتوقع أن تشهد الأسواق الآسيوية صيفًا حارًا مع درجات حرارة أعلى من المتوسط، ويعني ذلك ارتفاع الطلب على الكهرباء، ومن ثم ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال.
وخلال الأسبوعين الماضيين، بات الطقس في الصين دافئًا وجافًا، بينما ستشهد كوريا واليابان ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 1-3 درجات مئوية، حسبما أفادت بيانات شركة "ريفينيتيف إيكون" للمعلومات المالية.
إمدادات أوروبا
قالت كبيرة محللي الغاز الطبيعي في ريفينيتيف إيكون، نينا أموبي، إن شحنات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا كانت ثابتة في أبريل/نيسان، ومن المتوقع أن تتجاوز القارة العجوز المستويات القياسية في يناير/كانون الثاني الماضي.
فحتى الآن، بقيت إمدادات خطوط أنابيب الغاز الروسية إلى أوروبا مستقرة، لكن يتزايد قلق اللاعبين في السوق من توقف محتمل لإمدادات الغاز الروسي مع اقتراب الموعد النهائي للدفع بالروبل.
وسبق أن صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الإثنين الماضي 18 أبريل/نيسان، بأنه ما زال هناك وقت أمام "الدول غير الصديقة" للانتقال إلى الدفع بالروبل الروسي لسداد مدفوعات الغاز المستحقة في مايو/أيار.
ويرى كبير محللي الغاز في شركة ريستاد إنرجي، كوشال راميش، أن حدوث أي خلل في تدفقات خطوط الأنابيب الروسية قد يدفع سعر "تي تي إف" الهولندي للارتفاع قرابة 100 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية.
واردات الغاز المسال
أسفر تراجع الطلب على الغاز المسال في جميع أنحاء آسيا، خلال الأسابيع الأخيرة، عن انخفاض توقعات الاستهلاك العالمي هذا العام.
فقد وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية، وحدّ ذلك من الإقبال على شراء الغاز الطبيعي المسال باهظ الثمن، ولا سيما في آسيا؛ حيث أدى فصل الشتاء المعتدل -أيضًا- إلى تراجع الاستهلاك.
وما زالت السوق الأوروبية تسارع لتأمين الغاز وتقدم أفضل الأسعار للبائعين، لكن عودة المشترين الآسيويين إلى السوق الفورية غير واضحة حتى الآن.
ووفقًا لشركة وود ماكنزي، انخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال الآسيوية بنسبة 10% سنويًا في الربع الأول من عام 2022.
وتراجعت الواردات الصينية واليابانية والهندية بنسبة 11% و14% و25%، على التوالي خلال هذه المدة.
ومن المتوقع أن يظل الطلب الآسيوي على الغاز المسال ثابتًا هذا العام عند 270 مليون طن متري.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، سترتفع واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية بنحو 25 مليار متر مكعب في عام 2022.
اقرأ أيضًا..
- شحنات النفط الروسي تتضاعف إلى الهند.. ريلاينس تشتري 15 مليون برميل
- السيارات الكهربائية.. هل تصبح بطاريات الحالة الصلبة حلًا للحرائق؟
- النفط والغاز في أميركا.. لماذا تتباطأ الشركات في زيادة الإنتاج رغم ارتفاع الأسعار؟