غايانا تخطط لزيادة إنتاج النفط.. هل تملأ فراغ الإمدادات الروسية؟
دينا قدري
تعتزم غايانا زيادة إنتاجها من النفط إلى نحو 800 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2025، ما يُمكّنها، ليس فقط من ملء فراغ النفط الروسي، بل أن تكون موردًا رئيسًا للخام الخفيف الحلو إلى دول العالم في المستقبل.
إلّا أنها تبذل قصارى جهدها لتجنّب "تسونامي" ثروة النفط، الذي قد يفرض مخاطر على الاقتصاد الأعلى نموًا في العالم، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ.
لذلك، طالب نائب رئيس غايانا، بهارات جاغديو، الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بتهيئة بيئة داعمة، حتى تتمكن بلاده من أداء دور أكبر في أمن الطاقة عالميًا.
الثروة النفطية.. نقمة أم نعمة؟
تشهد الدولة تحولًا بسبب رواسب النفط البحرية الضخمة التي اكتشفتها شركة إكسون موبيل في عام 2015، إذ لم تكن غايانا تنتج أيّ خام على الإطلاق حتى وقت قريب، على الرغم من أن جارتها فنزويلا تمتلك أكبر احتياطيات في العالم.
أكد جاغديو -في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ- أن بلاده تحاول منع موجة من الثروة النفطية من إحداث آثار جانبية غير مرغوب فيها.
إذ تريد الحكومة حماية البلاد ممّا يُسمّى بـ"المرض الهولندي"، الذي تؤدي فيه طفرة الموارد إلى اختلالات اقتصادية وتراجع في القطاعات الأخرى.
وقال جاغديو: "نحن مصممون على عدم السير في هذا الطريق.. هذا هو السبب في أن تنويع الاقتصاد أمر بالغ الأهمية في هذا الوقت".
كما أشار إلى أن الحكومة أقرّت قوانين العام الماضي لإنشاء صندوق ثروة سيادي، وتعزز الإنفاق على التعليم والصحة والبنية التحتية، لضمان عدم إهدار الموارد.
تراخيص النفط الجديدة
شدد جاغديو على أن الدولة تدرس توجيه الموارد إلى شركة نفط وطنية، والتي ستسعى للحصول على شريك إستراتيجي لها، بينما تدرس منح تراخيص استكشاف جديدة.
إذ علّق على خطة الحكومة لتأجير تراخيص نفطية جديدة، قائلًا: "لقد كنا حذرين للغاية.. في السابق، كانت تراخيصهم تصدر على أساس: من يأتِ أولًا يخدم أولًا.. منذ اللحظة التي اكتشفنا فيها النفط، قررنا أنه سيتعين علينا البيع بالمزاد للحصول على تراخيص جديدة".
وأضاف: "نحن بصدد تحديد ما إذا كان سيجري هذا المزاد بدراسات زلزالية أجرتها الحكومة، أم باستخدام دراسات زلزالية قديمة، أم استخدام هذه الموارد في شركة نفط وطنية، والحصول على مستثمر إستراتيجي".
وقال: "نتوقع أن نحدد المسار الذي سنذهب إليه بحلول سبتمبر/أيلول من هذا العام".
تدفق الاستثمارات في غايانا
أشار جاغديو -في المقابلة- إلى التوجه بوقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز، مطالبًا بضرورة توفير فرصة للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، إذ لا يزال العالم بحاجة إلى النفط والغاز.
وقال: "حصلنا مؤخرًا على أحد قروضنا المعروضة في بنك التنمية للدول الأميركية من شركة خاصة تزوّد صناعة النفط والغاز في غايانا".
وأوضح أن الدولة شهدت استثمارات من كل مكان، وليس فقط في قطاع النفط والغاز، ولكن أيضًا في قطاع الضيافة، والآن الزراعة.
وتحدّث عن موافقة الحكومة منذ أسابيع على أكبر استثمار منفرد في البلاد بقيمة 10 مليارات دولار لصالح إكسون موبيل، التي أعلنت تطوير سفينة عائمة جديدة للإنتاج والتخزين والتفريغ.
وتابع: "لذا، فإن الاستثمار يتدفق.. ولكننا نأمل أن نوجّهه إلى العديد من القطاعات الأخرى؛ حتى نتمكن من الحصول على اقتصاد متنوع".
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي.. الهند تغير إستراتيجيتها بحثًا عن خصومات أكبر
- المغرب يخطط لتصدير الهيدروجين عبر خطوط الغاز إلى أوروبا
- أفضل أنواع الألواح الشمسية للاستخدام المنزلي.. الشركات والأسعار
- صناعة السيارات.. كيف تؤثر الأزمة الأوكرانية في الإنتاج والمبيعات؟