عمال الفحم في أستراليا يخسرون 10 آلاف وظيفة بحلول 2036
بدء تدريب عمال الصناعة استعدادًا للتحول إلى الطاقة المتجددة
حياة حسين
من المتوقع أن يفقد عمال الفحم في أستراليا 10 آلاف وظيفة بحلول عام 2036؛ ما دفع إلى بدء العمل على تدريب تحويلي، يمكّنهم من الانتقال إلى قطاع الطاقة المتجددة.
وقال مدير الأبحاث في معهد سيدني للعقود المستقبلية المستدامة بجامعة التكنولوجيا، كريس بريغس، إن خسارة الوظائف في محطات الفحم، سيقابلها توفير من 20 ألفًا إلى 25 ألف وظيفة جديدة في مراحل الإنشاءات والصيانة والعمليات في قطاع الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن توفر الطاقة النظيفة أكثر من 38 مليون وظيفة جديدة في أنحاء العالم مع نهاية العقد الحالي؛ ما يتطلب خطة واضحة لإجراء تدريب تحويلي لعمّال صناعة الوقود الأحفوري.
طاقة أرخص
تهدد الطاقة المتجددة والرخيصة صناعة الفحم في أستراليا، والتي تُعدّ أكبر منتج وثاني أكبر مصدّر له، وهو ما دفع المرشحين في الانتخابات الوطنية، التي تجري الشهر المقبل، إلى إطلاق حملات دعائية ترتكز على الوظائف الخضراء، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، أمس الإثنين الموافق 18 أبريل/نيسان.
وكان رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، قد أعلن مطلع الأسبوع الماضي، أن بلاده ستُجري انتخابات عامة في 21 مايو/ أيار، ما يطلق حملة من المتوقع أن تشهد مشاحنات بشأن قضايا عديدة، مثل تكلفة المعيشة وتغير المناخ، وفق شبكة "يورونيوز".
ورغم أن موريسون فاز في انتخابات 2019 بفضل دعم عمال الفحم، الذين دافع عنهم، فإنه يبدو أنه يدرك أهمية الطاقة المتجددة ووظائفها؛ لذلك سيدخل الانتخابات المقبلة بمهمة جديدة، وهي توفير وظائف للأستراليين في قطاع الهيدروجين النظيف، وإن كان لن يتخلى عن قطاع الفحم.
وكان موريسون قد أعلن الأسبوع الماضي خطة إنشاء مركزين لصناعة الهيدروجين في غرب أستراليا، وأكد أنهما سيوفران 3.6 ألف وظيفة جديدة.
استثمارات التدريب
قال رئيس قطاع البحوث في معهد جامعة سيدني للتكنولوجيا، كريس بريغس: "إنه لا بد من ضخ مزيد من الاستثمارات في مجال التدريب على وظائف الطاقة المتجددة، التي تعاني مشروعاتها الحالية من عجز العمالة، ولكي تستطيع أستراليا توليد كهرباء بكميات أكبر لتستطيع الوفاء باحتياجاتها منها وبالتزاماتها نحو تغير المناخ"، وفق وكالة بلومبرغ.
وأعلنت أستراليا خلال قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بمدينة غلاكسو الإسكتلندية، عزمها تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأطلقت شركات عدّة، من بينها فيستاس، التي تُعدّ أكبر منتج لتوربينات مزارع الرياح، أول برنامج تدريبي بمدينة بالارات في جنوب شرق أستراليا، يستهدف الطلبة وعمال صناعة الفحم.
ويسعى البرنامج الممول من الشركات في بالارات، التي تُعدّ مركزًا لتعدين الذهب في أستراليا منذ القرن الـ19، إلى تزويد المتدربين من الطلبة وعمّال الفحم بمهارات التعامل مع توربينات مزارع رياح، يصل ارتفاعها إلى 23 مترًا.
وقال نائب عميد الجامعة الفيدرالية، التي استضافت الدورات التدريبية للشركات بقيادة فيستاس، دونكان بنتلي: "إن إجراء تدريب تحويلي لعمّال الفحم، يمكن أن ينفّذ داخل البلاد، أو بإرسالهم إلى الخارج".
ثلث الكهرباء
ولّدت أستراليا ثلث الكهرباء في مزيج طاقتها العام الماضي من مصادر الطاقة المتجددة، وهي ضعف الكميات قبل 4 سنوات، وتخطط للتخلص من محطات الفحم خلال السنوات المقبلة.
ويواجه المتحولون من العمل في صناعة الفحم إلى الطاقة المتجددة مشكلة رئيسة، وهي انخفاض أجور الأخيرة، إذ لا تمثّل إلّا كسورًا من أجور العاملين في صناعة كانت أساس الازدهار الاقتصادي في أستراليا منذ القرن الـ19.
وعلى سبيل المثال، فإن العامل في بداية عمله بمحطة "إيه جي إل" لتوليد الكهرباء من الفحم في ولاية فيكتوريا، بحصل على أجر يبلغ 122 ألف دولار أميركي سنويًا، مقابل 100 ألف دولار للعامل الفني في مزرعة رياح، وفق أحدث بيانات حكومية.
ويحصل العمال -أيضًا- في قطاع تعدين الفحم على مجموعة أخرى من الامتيازات في مجالات السكن والمرافق المدفوعة وتذاكر الطيران المجانية لقضاء إجازة.
وقال عامل في مركز صناعة الحديد في ميناء هيدلاند منذ 12 عامًا، يُدعى دان كاري: "إنني بوصفي شاب، من المنطقي أنني سألتحق بوظيفة تمنحني أجرًا أفضل".
غير أن كاري انتقل إلى العمل فنيًا في مزرعة رياح بمنطقة وارادارغ، في يناير/كانون الثاني الماضي، وقال: "إن الأمر يتعلق بجودة الحياة الآن، والاستمتاع بالعمل.. في عالم المناجم كل شخص يعمل من أجل جني المال".
وظائف مؤقتة
تُعدّ عدد من وظائف الطاقة المتجددة مؤقتة.
وقالت مديرة تطوير مكان العمل في مجلس الطاقة النظيفة، وهي مجموعة صناعية، أنيتا تالبرج: "التحدي هو أن هناك مئات الوظائف في البناء، وقلّة من الوظائف فقط في التشغيل والصيانة..إن بعض الوظائف التي تتطلب أعلى المهارات في مجال الوقود الأحفوري، ليس لها معادل مباشر في مصادر الطاقة المتجددة".
غير أن فرصة عمال منصات الغاز البحرية ستكون أفضل في الانتقال إلى الطاقة المتجددة، خاصة مزارع الرياح البحرية، وفق وكالة الطاقة الدولية.
وأشارت الوكالة إلى أن عمال الفحم يمكنهم العمل في مجال الطاقة الشمسية
يُذكر أن أستراليا ستطلق أول مزرعة رياح بحرية عام 2028 في مضيق باس، قبالة الساحل الجنوبي للبلاد، وفي المقابل، تغلق محطة فحم تعمل منذ 100 عام بالقرب من هذا الموقع.
موضوعات متعلقة..
- رقم قياسي تحققه الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جنوب أستراليا
-
الطاقة المتجددة في أستراليا تترقب نتائج الانتخابات للانطلاق بعيدًا عن الفحم
اقرأ أيضًا..