التقاريرأسهمأسهم وشركاتتقارير السياراترئيسيةسياراتشركات

ريفيان تكافح للخروج من كبوتها في ظل نقص الرقائق.. هل تنقذها زيادة المبيعات؟

وسهم الشركة يخسر 60% خلال الأشهر الـ3 الماضية

هبة مصطفى

تسعى شركة ريفيان الأميركية لتصنيع السيارات للتغلب على تراجع أسهمها واتساع دائرة الخسائر منذ أشهر عدة، إذ دفعت نحو إرجاء موعد إطلاق طراز جديد كانت تستعد الشركة لإطلاقه بالأسواق.

ودفع نقص الرقائق وقفزة أسعار المعادن المستخدمة في تصنيع السيارات الكهربائية باتجاه زيادة تعطُّل سلاسل التوريد الخاصة بالشركة، لكن مسؤوليها يعوّلون على وقف نزيف الخسائر بالتخطيط لزيادة المبيعات.

وتأتي زيادة المبيعات رغم تعطُّل إمدادات سلاسل التوريد بمثابة بارقة أمل لشركة ريفيان لتخطي الخسائر المتواصلة لسهم الشركة وإرجاء خططها الإنتاجية.

خطة ريفيان للتعافي

يطمح الرئيس التنفيذي لشركة ريفيان أوتوموتيف الأميركية، آر جيه سكارينغ، لزيادة مبيعات الشركة من الشاحنات الكهربائية والشاحنات نصف النقل "بيك أب"، في محاولة لتعويض خسائر سهم الشركة، ولتوفير التمويل اللازم لخطط النمو.

الرئيس التنفيذي لشركة ريفيان آر جيه سكارينغ
الرئيس التنفيذي لشركة ريفيان آر جيه سكارينغ - الصورة من رويترز

ويُعد إقناع الموردين بجاهزية مصنع الشركة في نورمال بولاية إلينوي الأميركية للتشغيل وبدء الإنتاج أكثر الأولويات أهمية أمام سكارينغ ومسؤولي الشركة.

وتتبع ريفيان نظامي تجميع في مصنع نورمال، يعمل النظام الأول على بناء شاحنات التوريد الكهربائية لشركة أمازون، في حين يهتم النظام الآخر ببناء شاحنات نصف النقل الكهربائية "بيك أب" من طراز (آر 1) وسيارات الدفع الرباعي.

وتعكف الشركة الأميركية على إعادة بناء مصنع نورمال وتجهيزه، بعد أن كان مملوكًا لشركة ميتسوبيشي اليابانية، وامتلأ المصنع بألواح الألومنيوم استعدادًا لتسليم الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي.

كما تخطط الشركة لبناء مصنع في جورجيا، لتجميع طراز (آر 2) بأسعار ملائمة، بجانب العمل على توفير استثمارات تضمن إنتاج البطاريات بمعدلات أكبر.

إذ تسعى ريفيان لتصنيع خلايا بطارياتها الخاصة، بجانب التوسع بفتح المجال مع موردي البطاريات.

نقص الرقائق

رغم الخطط الطموحة لشركة ريفيان لزيادة الإنتاج في خطوة لوقف نزيف خسائر سهم الشركة، فإنها تصطدم بنقص الرقائق الإلكترونية المستخدمة في التصنيع وتعزيز أنظمة التجميع بمصنع نورمال.

ويُشكك موردو الرقائق في قدرة الشركة الأميركية على تلبية طموحاتها الإنتاجية، خاصة أن الشركة تستخدم المعدلات المتاحة من الرقائق في التصنيع والتوريد للعملاء محل الثقة ممن لهم سجل مبيعات قوي.

وبخلاف عدم تحديد التحديات الحقيقية أمام الشركة الناشئة، يبقى نقص الرقائق أزمة تؤرق عددًا من المعنيين بالصناعة من ضمنهم المدير التنفيذي لشركة أليكس بارتنرز، دان هيرش، الذي أكد معاناة صغار مُنتجي السيارات الكهربائية في توفير الرقائق بخلاف قدرة كبار المُصنعين على الدفع بأسعار باهظة لتوفيرها.

وسبب ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في عمليات التصنيع ضغوطًا على الشركات دفعتها إلى زيادة أسعار سياراتها المُنتجة، لتعويض فارق زيادات الأسعار، وهو ما حاولت ريفيان فعله مطلع الشهر الماضي بنسبة 20%، لكن العملاء رفضوا تلك الزيادات وتراجعت الشركة عن تلك الخطوة.

رصيد من الخسائر

وفق تقديرات الشركة، بلغ حجم خسائر ريفيان خلال النصف الأول وحده من العام الماضي ما يقرب من مليار دولار، حسبما أُعلن في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

وتسببت اضطرابات سلاسل التوريد في خسارة سهم الشركة 10.2% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما عزّز من إصدارها قرارًا مفاجئًا بنهاية الشهر ذاته بإرجاء تصنيع شاحنة نصف نقل "بيك أب" من طراز "آر 1 تي" حتى عام 2023.سهم شركة ريفيان

أما بشأن خسائر العام الجاري، فتشير البيانات إلى تراجع أسهم الشركة -التي تُعد شركة أمازون وفورد ضمن مساهميها- بنسبة 60% حتى الآن.

وسجّل شهر مارس/آذار الماضي خسائر قوية، بعدما أعلنت الشركة خفض توقعاتها الإنتاجية إلى 25 ألف سيارة فقط، وهي نسبة تعادل نصف التوقعات السابقة لإنتاج العام الجاري.

وبلغ رأس مال ريفيان 18 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي، واستبعدت الشركة خطط زيادته في وقت قريب في ظل تباطؤ الإنتاج.

يُشار إلى أن سيارات الدفع الرباعي الخاصة بالشركة تُباع بأسعار تدور ما بين 67 ألفًا و500 دولار و95 ألفًا و500 دولار، بعدما كانت أغلى سيارات الشركة تُباع في نطاق 83 ألف دولار قبيل ارتفاع الأسعار.

حقيقة أزمة ريفيان!

اعترف الرئيس التنفيذي لشركة ريفيان، آر جيه سكارينغ، بعدم قدرة شركته على تحديد أسباب مشكلات الإنتاج حتى الآن، مشيرًا إلى أنه لا يعلم إذا ما كانت الأزمة في نقص الرقائق الإلكترونية أم أن هناك مشكلات إنتاجية أكبر، حسبما أوضح خلال مقابلة له مع رويترز من داخل مصنع الشركة.

وفي الوقت الذي أكد خلاله مسؤولون بالشركة أن الإنتاج يتوقف في حالة نقص الأجزاء الرئيسة المستخدمة في الإنتاج -من ضمنها الرقائق الإلكترونية-، تُشير بيانات الشركة للربع الأول (الأشهر الـ3 الماضية من العام) إلى تجميع ما يقرب من 40 سيارة يوميًا طوال الأسبوع.

وأضاف سكارينغ أن تصنيع السيارات بالشركة يتضمن ألفي جزء، وتُمثل المكونات الرئيسة غير المتوافرة ما يقرب من نصف من 1% منها.

وأكد أن صناعة السيارات الكهربائية بأكملها تواجه تحديات كبرى خاصة فيما يتعلق بزيادة الأسعار ونقص المواد الأساسية في التصنيع، متوقعًا تعرُّض الصناعة بأكملها لضغوط المدة المقبلة.

ونصح الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، شركة ريفيان -عبر تغريدة له على تويتر- بتشغيل مصنعها في نورمال بولاية إلينوي الأميركية، لافتًا إلى تحديات زيادة الإنتاج بتكلفة مناسبة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق