تعزيز محطات الطاقة النووية الأميركية باستثمارات مليارية
لإبطاء التقاعد المبكر لمفاعلات الطاقة النووية في البلاد
مي مجدي
ترى الحكومة الأميركية أن الطاقة النووية تؤدي دورًا مهمًا في تقليل الانبعاثات والتصدي لأزمة تغير المناخ، لذا تسعى لاستثمار مليارات الدولارات لإبقاء محطاتها النووية غير الاقتصادية أطول مدة ممكنة.
وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تكشف وزارة الطاقة النقاب عن برنامج بقيمة 6 مليارات دولار، للحفاظ على تشغيل هذه المحطات.
وسيكون ذلك بمثابة حبل النجاة للمفاعلات المعرضة لخطر الإغلاق المبكر بسبب التكلفة، لا سيما أنها تواجه منافسة شرسة من المصادر الرخيصة، مثل الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
تعزيز الطاقة النووية
أطلقت وزارة الطاقة الأميركية على البرنامج اسم "سيفيل نيوكلير كريديت" أو "برنامج الائتمان النووي المدني"، وهو مُموَّل من مشروع قانون البنية التحتية، البالغ قيمته 550 مليار دولار.
وسيسمح البرنامج لمالكي المفاعلات النووية التجارية ومشغليها التقدم بطلب للحصول على ائتمانات للمحطات المعرضة للإغلاق لأسباب اقتصادية.
ومن المقرر أن تصدر الوزارة وثيقة إرشادية هذا الأسبوع توضح بالتفصيل كيفية عملية التقديم للبرنامج، حسب بلومبرغ.
وتتوقع الوزارة إصدار قرارات منح الائتمانات الأولية بعد مدة تقديم تصل إلى 30 يومًا، إذ ستعطي الأولوية إلى المفاعلات التي على وشك الإغلاق على المدى القريب.
ويمكن للبرنامج أن يوفر الدعم للمشغلين، مثل "بابليك سيرفيس إنتربرايز غروب"، و"كونستليشن إنرجي"، و"إنرجي هاربر".
وتأتي هذه الخطوة بعد تقاعد العشرات من المفاعلات النووية لأسباب اقتصادية؛ من بينها منشأة إنديان بوينت بالقرب من مدينة نيويورك خلال العام الماضي.
وأسفر ذلك عن زيادة الانبعاثات بعدما اضطرت المرافق إلى التحول لاستخدام المزيد من الغاز الطبيعي.
كهرباء خالية من الانبعاثات
توفر مفاعلات الطاقة النووية كهرباء خالية من الانبعاثات تفوق جميع مصادر الطاقة المتجددة مجتمعة بالولايات المتحدة.
لكن وزارة الطاقة الأميركية حذرت من أن قرابة نصف هذه المفاعلات معرضة لخطر الإغلاق، ويُعزى هذا الوضع إلى عوامل اقتصادية.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن إبقاء محطات الطاقة النووية ضروري لمساعدة البلاد في تحقيق أهدافها المناخية، التي تشمل توفير شبكة كهرباء خالية من الكربون بحلول عام 2035، وتحقيق اقتصاد خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050.
ويوفر الأسطول النووي الأميركي المكون من 93 مفاعلًا قرابة خُمس الكهرباء في البلاد، إلى جانب نحو نصف مليون وظيفة.
تحديات الطاقة النووية
على عكس الفحم والغاز الطبيعي -أهم مصادر الكهرباء في الولايات المتحدة-، يكاد يكون إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة النووية خاليًا من الانبعاثات، لكن مخاطرها معروفة للجميع.
ورغم أنها حظيت بتأييد جماهيري في السابق، لكنها تواجه تحديات في السنوات الأخيرة جراء الأحداث الكارثية في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في اليابان.
وخلال العام الماضي، انخفضت قدرات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الولايات المتحدة إلى 778 مليون ميغاواط/ساعة، بانخفاض نسبته 1.5% مقارنة بعام 2020.
وكان العامل المؤثر في ذلك هو تقاعد 6 وحدات نووية منذ عام 2017، التي تمثّل 4 آلاف و736 ميغاواط من السعة.
ومن المتوقع أن تتزايد الخسائر مع تقاعد وشيك لـ3 مفاعلات أخرى، بقدرة تبلغ 3 آلاف ميغاواط.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تولد الطاقة النووية 19% من الكهرباء في الولايات المتحدة، ويشكل الوقود الأحفوري 61%، في حين تبلغ حصة الطاقة المتجددة 20%.
وسيساعد إقرار قانون البنية التحتية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على إبطاء التقاعد المبكر للمفاعلات النووية في المستقبل.
وأما تخصيص الاستثمارات البالغ قدرها 6 مليارات دولار أميركي فسيسهم في منع تكرار هذه السيناريوهات لمحطات الطاقة النووية.
اقرأ أيضًا..
- تأميم الليثيوم.. مشروع قانون جديد أمام البرلمان المكسيكي
- ارتفاع أسعار زيت التدفئة والبروبان في أميركا بنهاية فصل الشتاء (تقرير)
- بعد تأجيل خط أنابيب الغاز النيجيري.. 14 معلومة عن المشروع الحلم للجزائر والمغرب