احتجاجات نشطاء المناخ تثير خلافًا قويًا داخل حزب العمال البريطاني
بعد تأييد وزير العدل في حكومة الظل لمنعها
أحمد بدر
تتصاعد احتجاجات نشطاء المناخ ضد أنشطة شركات الوقود الأحفوري في بريطانيا، في وقت يواجه فيه حزب العمّال خلافًا داخليًا متصاعدًا، بشأن معاملة المحتجين، بعد تأييد وزير في حكومة الظل دعوات إصدار أوامر قضائية على مستوى البلاد، لمنعهم من إغلاق الطرق الحيوية وإمدادات الوقود.
ودعا وزير العدل في حكومة الظل، ستيف ريد، إلى فرض حظر فوري وواسع النطاق على خطط المتظاهرين من نشطاء المناخ، الأسبوع الماضي، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
وقال ريد، إن الوزراء يجب أن "يستمروا في وظائفهم"، وأن يمنعوا المزيد من الإجراءات من مجموعة "جاست ستوب أويل"، بعد نحو 40 عملية اعتقال لنشطاء المناخ في إسيكس، منذ يوم الإثنين الماضي 11 أبريل/نيسان، بجانب اعتقال آخرين في محطة نفط كينغسبري في وارويكشاير.
- نشطاء المناخ في بريطانيا يستولون على ناقلة وقود تابعة لـ"شل"
- صراع نشطاء المناخ في بريطانيا مع الوقود الأحفوري يصل لساحات القضاء
احتجاجات متصاعدة
رفع نشطاء المناخ من سقف تظاهراتهم على مدار الأسبوع الأخير، إذ أجروا سلسلة من الاحتجاجات، مع إغلاق العديد من جسور لندن يوم الجمعة 15 أبريل/نيسان، جزءًا من أعمالهم الاعتراضية على أنشطة شركات الوقود الأحفوري.
يقول ريد: "كان السائقون يتعرضون لضربة قوية بسبب الأسعار في محطات الوقود، والآن لا يمكن حتى للملايين الوصول إلى الوقود.. فالمحافظون بحاجة إلى التوقف عن السلبية ووضع حدّ لهذا الاضطراب الذي يسبّب البؤس لسائقي السيارات".
ومع ذلك، أثار موقف حزب العمال في المقدمة غضب بعض النواب، كما أثار ردّ فعل عنيفًا متزايدًا داخل الحزب، مع إعلان شخصيات بارزة من اليسار دعمهم للاحتجاجات.
مؤيدو نشطاء المناخ
قال عمدة شمال تاين، جيمي دريسكول، إن القضية قد تُثار خلال مؤتمر الحزب في وقت لاحق من هذا العام، مؤكدًا أن التاريخ دائمًا ما يحكم على المتظاهرين بشكل مختلف عن مدة الاحتجاجات نفسها، وتساءل: هل كان أنصار حق الاقتراع راديكاليين خطرين رفضوا فهم مكانهم؟
وتساءل: "هل كان شهداء تولبودل متآمرين خائنين لرغبتهم في الحصول على أجر عادل؟ هل كان نيلسون مانديلا مجرد إرهابي تخريبي؟ ما الذي سيفعله حزب العمّال إذا لم يكن يناضل من أجل عالم أفضل؟".
وأكد دريسكول أن احتجاجات نشطاء المناخ جزء أساس من الديمقراطية الصحية، فإذا تجاوز الفرد الخطوط الحمراء، توجد قوانين معمول بها، والشرطة لا تحتاج إلى صلاحيات جديدة.
وتابع: "لا ينبغي من الأساس أن تكون هناك حاجة إلى هذه الاحتجاجات، لأن إنهاء الاستثمار في الوقود الأحفوري هو الحسّ السليم الاقتصادي والبيئي، يجب أن تستثمر حكومتنا في الطاقة المتجددة ووسائل النقل العامّ النظيفة، وعزل المنازل.. ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء بوريس جونسون وزملاءه يشجعون بنشاط حقول النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال".
في السياق نفسه، قال مساعدو وزير تغير المناخ في حكومة الظل وزعيم الحزب السابق، إد ميليباند، إنه لم يؤيد بعد مطالب ريد علنًا، لكنه يتفق معه، إذ سبق لميليباند أن وصف عمليات الحصار بأنها "غير مناسبة، وتؤدي إلى نتائج عكسية".
مخاوف من معاداة نشطاء المناخ
يشهد الجناح المتشدد لحزب العمال حركة غاضبة، بعد إعلان الحزب موقفه الرسمي الرافض للاحتجاجات.
وقال المؤسس المشارك لحزب العمل من أجل صفقة خضراء جديدة، كريس سالتمارش، إن مجموعته "تشعر بقلق بالغ لرؤية حزب العمال يطالب بمثل هذا الردّ القاسي على احتجاجات نشطاء المناخ السلمية".
وأضاف سالتمارش: "مطالبة المتظاهرين بوقف استخراج الوقود الأحفوري هو مطلب أساس، يجب أن يكون غير مثير للجدل بالنسبة لحزب العمال الذي يدّعي الالتزام بإزالة الكربون واتفاقية خضراء جديدة".
ولكن -وفقًا لتقرير الغارديان- هناك شخصيات بارزة في الحزب تستمتع بأيّ معركة، إذ قال مصدر، إن الحزب اتخذ هذا الموقف لسبب بسيط، وهو "حجز مكان الناخبين".
وأوضح المصدر أن موقف الحزب من تغير المناخ قوي، "لكن هذا لا يغير حقيقة أننا نعتقد أنها المشكلة الأكثر إلحاحًا التي تواجه الكوكب، لكننا ندرك أنك لا تحلّها عن طريق إزعاج العمال"، حسب قوله.
اقرأ أيضًا..
- إستراتيجية الطاقة في بريطانيا.. 20 شركة عالمية تدعم خطوات لندن (تقرير)
- الطاقة الشمسية في مصر.. تقنية جديدة لتنظيف وتبريد الألواح
- أوابك: الجزائر والسعودية تتصدران اكتشافات النفط والغاز العربية خلال 2022