بنغلاديش تواصل تقنين الغاز في الصناعات لحل أزمة الكهرباء
بدأت بمحطات الغاز الطبيعي المضغوط ثم القطاع الصناعي
مي مجدي
فرضت الحكومة في بنغلاديش تقنين الغاز في القطاع الصناعي بجميع أنحاء البلاد، وطالبت بالتوقف عن استهلاك الغاز الطبيعي لمدة 4 ساعات يوميًا طوال الأيام الـ15 المقبلة بدءًا من يوم الثلاثاء الماضي الموافق 12 أبريل/نيسان.
وقالت شركة الغاز والنفط الحكومية في بنغلاديش "بتروبانغلا" -في بيان صادر يوم الإثنين الماضي 11 أبريل/نيسان- إنها قدمت طلبًا إلى جميع المستهلكين في القطاع الصناعي بالتوقف عن استخدام الغاز، مشيرة إلى أن فرق المراقبة في شركات توزيع الغاز التي تديرها الدولة ستراقب تنفيذ القرار.
وفي وقت سابق، قررت شركة بتروبانغلا قطع إمدادات الغاز عن محطات الغاز الطبيعي المضغوط لمدة 6 ساعات منذ بداية شهر رمضان وحتى عيد الفطر.
وتأمل البلاد من هذه الخطوة نقل الغاز الطبيعي إلى محطات الكهرباء لتعزيز الإمدادات خلال مواقيت الإفطار والتراويح طوال شهر رمضان.
البحث عن مخرج
جاء قرار تقنين الغاز بعد يوم من مطالبة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، مسؤولي قطاعي الكهرباء والطاقة، بمناقشة وضع إمدادات الكهرباء الحالي، حسبما نشرته صحيفة ذا بيزنس ستاندرد.
وأكدت الشيخة حسينة، خلال اجتماعها بالمسؤولين، إيلاء الأولوية لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي خلال شهر رمضان.
كما أمرت مرافق الإمداد بالكهرباء بتشجيع خفض الاستهلاك خلال ساعات الذروة ومراقبة استخدام مكيفات الهواء في مراكز التسوق والمرافق الأخرى.
ووفقًا لمجلس تنمية الكهرباء في بنغلاديش، تحتاج البلاد نحو 15 ألف ميغاواط من الكهرباء في ساعات الذروة -من 5 مساءً إلى 11 مساءً- بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب لضخ المياه الجوفية للري.
ويحتاج قطاع الكهرباء إلى قرابة 1400 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا لتوليد الكهرباء اللازمة.
لكن القطاع لا يحصل سوى على 950 مليون قدم مكعبة إلى 1000 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، ويواجه عجزًا يتراوح بين 500 و700 ميغاواط في جميع أنحاء البلاد.
وقبل اتخاذ القرار، يوم الإثنين الماضي 12 أبريل/نيسان، ناقش وزير الدولة للكهرباء والطاقة والموارد المعدنية، نصر الحميد، الوضع الحالي مع الجهات المعنية ومسؤولي الصناعات في محاولة لإيجاد مخرج.
وحضر الاجتماع رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة، والرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي ومصدري الملابس، ورئيس اتحاد مصانع النسيج، إلى جانب مسؤولين من مجلس تنمية الكهرباء وشركة بتروبانغلا.
إثارة المخاوف
اتخذت السلطات قرار تقنين الغاز وسط احتجاجات شديدة من المستهلكين بشأن انقطاع التيار الكهربائي، لا سيما في المناطق الريفية.
لكنه أثار مخاوف أصحاب المصانع، خشية أن يؤثر في الناتج الصناعي، وتتضرر مصانع المنسوجات وصادرات الملابس الجاهزة.
ونتيجة لذلك، دعت الهيئة العليا لصناعة الملابس الجاهزة في بنغلاديش إلى سحب قرار تقنين الغاز.
وكشف بيان صادر عن اتحاد مصنعي ومصدري الملابس عن أن صناعة الملابس الموجهة إلى التصدير ستتكبد خسائر فادحة بسبب القرار.
ووفقًا للبيان، سيتعين على المصانع في البلاد شحن طلبات ضخمة معلقة منذ جائحة كورونا ومتحوراتها الجديدة خلال موعد محدد؛ لذا تعمل جميع المصانع دون كلل حتى تتمكن من الانتهاء قبل بدء عطلة العيد.
ويرى الاتحاد أن وقف إمدادات الغاز لمدة 4 ساعات يوميًا سيعطل الإنتاج في مختلف القطاعات الصناعية، ومن ثم يعوق التصدير.
تأثير القرار
تواجه المناطق الصناعية في البلاد أزمة غاز منذ الأيام القليلة الماضية؛ نتيجة لوقف الإمدادات.
ومن المحتمل أن تواجه الصناعات المعتمدة على الغاز، خاصة المنسوجات والصباغة والسيراميك وصناعات الصلب وغيرها، المزيد من الصعوبات.
وقال المدير الإداري في شركة مالك سبينينغ ميلز، ماتين شودري، إن قرار تقنين الغاز المفاجئ سيضر بالصناعات.
وتابع: "كان من الممكن أن تُتاح لنا الفرصة للاستعداد، حال إخبارنا بالقرار مسبقًا".
وأضاف أن الإنتاج في صناعات الغزل والتنظيف والصباغة سيتعرض لصعوبات، ومن ثم الصادرات.
وأشار إلى أن انقطاع إمدادات الغاز قد يُحدث اضطرابات في الإنتاج، ولن تتمكن المصانع من شحن البضائع في الموعد المحدد، وقد تضطر إلى الشحن الجوي باهظ التكلفة، وإلا ستُلغى الطلبات وستفقد ثقة المشترين.
واستطرد قائلًا: "إن تعطل الإنتاج خلال هذه المدة سيقضي على الأرباح التي جنتها المصانع على مدار العام".
أوضح المدير الإداري في شركة بلومي فاشنز، فضل الحق، أن وحدة الصباغة لا يمكنها تحمل وقف استخدام الغاز لمدة 4 ساعات يوميًا؛ إذ سيقلل ذلك الإنتاج بمقدار الثلث.
وقال إن القرار لن يؤثر في الصادرات فحسب، وإنما سيشمل ذلك صعوبة في دفع الرواتب والمكافآت للموظفين.
ووفقًا لبيانات جمعية مصانع المنسوجات، يتجاوز عدد مصانع الغزل والنسيج في البلاد 1500 مصنع، ويصل الاستثمار في هذا القطاع إلى أكثر من 6 مليارات دولار.
وتحقق البلاد أكثر من 86% من عائدات التصدير بفضل قطاع المنسوجات والمنتجات ذات الصلة.
واستطاع القطاع جذب استثمارات أخرى بقيمة 2.5 مليار دولار مع استمرار نمو صادرات الملابس الجاهزة.
لكن من المتوقع أن تثبط أزمة الغاز المستمرة والمناقشات حول رفع أسعار الغاز، الاستثمارات الجديدة في القطاع.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة في باكستان.. أزمات مزمنة رغم وفرة الموارد المتجددة (تقرير)
- قطاع الطاقة النيجيري في مرمى نيران التخريب.. هجمات وسرقة وتعطيل الإنتاج
- إنتاج الغاز في حوض هاينزفيل الأميركي يسجل مستوى قياسيًا (تقرير)