شركة كهرباء فرنسا تتخلى عن مشروعات الطاقة المتجددة
للتوسع في الطاقة النووية
تسعى شركة كهرباء فرنسا إلى تنويع مصادر الطاقة لديها، مع التركيز على المحطات النووية التي واجهت تحديات عديدة تمثّلت في إغلاق العديد من المفاعلات للصيانة، والالتزام بالتكليفات الحكومية ببيع الكهرباء بأسعار أقلّ من منافسيها؛ الأمر الذي أثّر في ربح الشركة وكبّلها بالديون.
وفي محاولة لانتشال الشركة من عثرتها، تعتزم فرنسا إعادة هيكلة شركة الكهرباء "إي دي إف" عبر تأميم الشركة بالكامل، ثم بيع مشروعاتها في مجال الطاقة المتجددة، والتركيز على الطاقة النووية.
ونتيجة الأعطاب المتواصلة في محطات الطاقة النووية، تراجع الإنتاج النووي الفرنسي لعام 2022 إلى 300-330 تيراواط/ساعة، مقابل 330-360 تيراواط/ساعة.
وقالت قناة "بي إم إف" الفرنسية في تقرير على موقعها الإلكتروني: "إن الحكومة الفرنسية درست عدّة سيناريوهات لإعادة هيكلة شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف"، بالتعاون مع مصرف الاستثمار غولدمان ساكس".
العوائد البيعية من مشروعات الطاقة المتجددة
وفقًا للقناة الفرنسية، تسهم عملية بيع مشروعات الطاقة المتجددة للشركة في توفير عائدات تصل إلى 15 مليار يورو (16 مليار دولار)، يمكن أن تساعد في تمويل بناء 6 مفاعلات نووية من الجيل التالي.
وقد تجذب عملية البيع المزمعة لمشروعات شركة كهرباء فرنسا، في قطاع الطاقة المتجددة، اهتمام عملاق الطاقة الفرنسية شركة "إنجي"، والتي تمتلك الحكومة الفرنسية 24% من أسهمها.
ونفى الرئيس التنفيذي لشركة إي دي إف، جان برنارد ليفي، في مؤتمر صحفي، وجود نية لدى الشركة لبيع أصولها من الطاقة المتجددة.
وقال مصدر مسؤول بوزارة المالية الفرنسية لرويترز: "إن الحكومة لا تخطط لبيع ذراع الطاقة المتجددة لشركة كهرباء فرنسا، أو نقله إلى شركة إنجي".
وأضاف أنه لن يُتَّخّذ أيّ قرار بشأن شركة إي دي إف، حتى تنتهي الانتخابات الفرنسية الحالية، وتُشكَّل حكومة جديدة.
وتنتظر فرنسا جولة حاسمة من الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل/نيسان، بعد فوز الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بالجولة الأولى من الانتخابات على منافسته زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان.
وبحلول الساعة 12 مساءً بتوقيت غرينتش، (03:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع سهم شركة "إيه دي إف" بنسبة 2.7%، ليصل إلى 8.56 يورو (9.27 دولار)، كما بدّل سهم إنجي من خسائره الصباحية، ليرتفع بنسبة 1.4% إلى 11.60 يورو.
(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا)
فرصة ثمينة لشركة إنجي
قال محللو جي بي مورغان في مذكرة: "نعتقد أن شركة إنجي ستبدي اهتمامًا خاصًا بشراء ذراع الطاقة المتجددة في شركة الكهرباء الفرنسية؛ لأنه سيدعم توجهات الشركة للتوسع في المشروعات الخضراء".
وأضافوا: "بينما نعتقد أن مرشحَي الرئاسة الفرنسية "ماكرون ولوبان" يدعمان الطاقة النووية، فإن مصير شركة الكهرباء الفرنسية يتوقف على نتيجة الانتخابات".
وفي 17 مارس/آذار، أخبر الرئيس ماكرون الصحفيين خلال إعلان برنامجه الانتخابي، أن الدولة التي تمتلك أكثر من 80% من أسهم شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف"، يجب أن تعزز إسهامها في رأس مال الشركة.
وحثّ ماكرون على ضرورة إجراء تغيير جذري في هيكل الشركة؛ للحدّ من ديونها والتوسع في مشروعات الطاقة النووية، في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي.
ويستهدف ماكرون، وفقًا لبرنامجه الانتخابي، بناء 6 مفاعلات نووية جديدة، والتوسع في المحطات القائمة، وتمديد عمرها إلى أكثر من 50 عامًا بالتعاون مع هيئة السلامة النووية.
وتقدِّر شركة كهرباء فرنسا تكلفة إنشاء 6 مفاعلات جديدة، بنحو 50 مليار يورو (57.36 مليار دولار).
ولدى المرشحة الفرنسية، مارين لوبان، طموحات نووية واسعة، إذ أعلنت رغيتها في إطالة عمر محطات الطاقة النووية إلى 60 عامًا، وإعادة افتتاح محطة "فيزينهيم"، والتي أُغلِقَت في عام 2020.
وفي فبراير/شباط الماضي، ضخّت الحكومة الفرنسية أكثر من ملياري يورو (2.27 مليار دولار) في شركة كهرباء فرنسا، وذلك عبر الاكتتاب، متوقعةً أن تجمع ما يقرب من 2.5 مليار يورو (2.8 مليار دولار).
وتعدّ فرنسا أكثر دول العالم استهلاكًا للطاقة النووية، وتخطط باريس للوصول إلى الحياد الكربوني، الذي تعدّ الطاقة النووية أحد عوامل تحقيقه، بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
- شركة كهرباء فرنسا تحصل على دعم حكومي بقيمة 2.3 مليار دولار
- الكهرباء في فرنسا.. حكومة ماكرون تضحي بشركة"إي دي إف" لخفض الأسعار
- إنجي الفرنسية تواصل شراء الغاز الروسي
اقرأ أيضًا..
- أفضل أنواع الألواح الشمسية للاستخدام المنزلي.. الشركات والأسعار
- وكالة الطاقة الدولية تخفض تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2022
- فيتول تعلن وقف تداول النفط الروسي بحلول نهاية 2022