أسعار الوقود تشعل الاتهامات للحكومة الهندية بمعاداة "المزارعين"

تتصاعد حدّة الاحتجاجات ضد زيادة أسعار الوقود في الهند بشكل شبه يومي، منذ 10 مارس/آذار الماضي، بعد انتهاء الانتخابات في عدد من الولايات الهندية، والتي شهدت فوز حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في جميع الولايات باستثناء ولاية واحدة.

وانتقدت منظمة ساميوكتا كيسان مورتشا الهندية زيادةَ أسعار الوقود، مؤكدةً أن الارتفاعات غير المتوقعة في أسعار الديزل والبنزين والأسمدة كشفت عن موقف حزب بهاراتيا جاناتا، المناهض للمزارعين.

وتخطّت أسعار البنزين في جميع الولايات الهندية 1.3 دولارًا للّتر، وهو أعلى مستوى سُجِّل على الإطلاق منذ استقلال البلاد في عام 1947.

10 روبيات زيادة في أسعار الوقود

أضافت المنظمة التي تضم النقابات الزراعية في الهند أن أسعار الديزل والبنزين في البلاد تتزايد يومًا تلو الآخر، وبلغ إجمالي الزيادة في أسعار الوقود حتى الآن 10 روبيات (0.13 دولارًا) للّتر، الأمر الذي يدعو إلى القلق.

كانت الحكومة الهندية قد جمّدت أسعار الوقود في البلاد لمدة 137 يومًا، من 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وحتى 22 مارس/آذار، بسبب إجراء الانتخابات في 5 ولايات، وبمجرد إعلان نتائج الانتخابات، ارتفعت أسعار البنزين والديزل في الهند بمقدار 6.4 روبية (0.084 دولارًا) للّتر لكل منهما.

وتُلقي الحكومة الهندية باللوم في ارتفاع أسعار الديزل والبنزين على الحرب الروسية الأوكرانية، وقدّرت وكالة موديز حجم الخسائر الحكومية في الهند من تجميد أسعار الوقود لمدة 4 شهور ونصف ملياري بنحو 2.18 مليار دولار.

وتعدّ الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتحتاج إلى 5 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام.

وكشفت المنظمة عن تراجع دخل المزارعين في 4 ولايات هندية، بنسبة 30%.

وقالت المظلة التي تضم النقابات الزراعية في الهند، إن وزارة الزراعة فشلت خلال السنوات الـ3 الماضية في إنفاق الميزانية المعتمدة، وأعادت 67.929 كرور روبية (8.9 مليون دولار) إلى حكومة بهاراتيا جاناتا"، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز المحلية.

ارتفاع أسعار الأسمدة

أوضحت المنظمة الزراعية أن مخطط منح معاشات للمزارعين، باسم " كيسان ماندهان يوجانا"، فشل بالكامل، مؤكدة أن كل هذه الأدلة تؤكد الموقف المناهض للمزارعين الذي تتبنّاه حكومة ناريندرا مودي.

وحذّرت منظمة ساميوكتا كيسان مورتشا، الحكومة من أن مزارعي الهند لن يتسامحوا مع التأمر الحكومي ضدهم.

وأعربت المنظمة عن مخاوفها بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة، مشيرةً إلى قيام الحكومة في 18 مايو/أيار الماضي برفع سعر وحدة الأسمدة، وزن 50 كيلو غرام، بنسبة 55.3%.

وفي الآونة الأخيرة، رفعت الحكومة الهندية أسعار الأسمدة مرة أخرى، وحتى بعد الدعم، ارتفع سعر سماد "دأب" من 1200 روبية إلى 1350 روبية، بزيادة قدرها 150 روبية.

وتواجه الهند نقصًا حادًا في الأسمدة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، دفع الأسعار إلى مستويات قياسية،
وتعدّ روسيا التي تمثّل نحو 13% من إنتاج الأسمدة في العالم موردًا رئيسًا لأنواع مختلفة من الأسمدة لدول عديدة، من بينها الهند.

الروبية الهندية = 0.013 دولارًا أميركيًا

مبيعات الوقود في الهند

رغم ارتفاع أسعار الوقود في الهند بشكل كبير، فإن مبيعاته سجلت قفزة كبيرة خلال شهر مارس/آذار الماضي، إذ عادت المبيعات إلى مستويات ما قبل تفشّي جائحة كورونا هناك.

ووفقًا لتقارير محلية، فقد زادت المبيعات استنادًا إلى مخاوف من ارتفاع الأسعار في الهند، التي تستورد أكثر من 84% من احتياجاتها النفطية من الخارج.

وحققت الهند مستويات قياسية من مبيعات الوقود خلال الشهر الماضي، التي قفزت إلى 2.69 مليون طن خلال مارس/آذار بزيادة قدرها 8.7% عن المدة نفسها من عام 2019 السابق لجائحة كورونا.

كما قفزت مبيعات الديزل، الذي يعدّ الأكثر استهلاكًا في البلاد، بنحو 10.1% إلى 7.05 مليون طن، على أساس سنوي، بزيادة 5% عن مبيعات مارس/آذار في 2019.

موضوعات متعلقة..

• الهند ترفع أسعار الوقود لمواجهة تبعات زيادة التضخم
• مبيعات الوقود في الهند تعود لمستويات ما قبل كورونا خلال مارس
• الطاقة المتجددة في الهند تتوسع على حساب أراضي التجمعات الفقيرة (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• السيارات الهجينة في أفريقيا.. المغرب ومصر بوابة لشركات التصنيع الأوروبية
• أنس الحجي: دون الطاقة النووية ستواجه دول مثل المغرب والجزائر كارثة
• السيارات الهجينة في أفريقيا.. المغرب ومصر بوابة لشركات التصنيع الأوروبية